رغم امتلاكهم الشهادة والخبرة.. شبان في إدلب يعملون بغير تخصصاتهم

camera iconمناقشة رسابة ماجستير في جامعة إدلب - 4 أيار 2020 (جامعة إدلب/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تخرج محمد من قسم الطوارئ في المعهد الطبي بإدلب عام 2017، ورغم خضوعه لعدة تدريبات تدعمها منظمات إنسانية، لمدة أربع سنوات، يعمل اليوم في بيع الألبسة الجاهزة.

يقول محمد غريبي إنه عمل مع خمس منظمات بشكل تطوعي بعد تخرجه من المعهد، وكانت فرص العمل في المجال الطبي جلّ ما يتطلع إليه، لكن طلبات التوظيف التي قدمها قوبلت بالتجاهل.

وعلى الرغم مما يمر به محمد، لم تضعف عزيمته في إيجاد وظيفته المنشودة، بحسب ما أكد لعنب بلدي، معولًا على الحاجة إلى تخصصه مع قلة الأطباء في إدلب.

أصحاب تخصص بلا عمل

محمد ليس الوحيد الذي يعاني من صعوبة إيجاد عمل في تخصصه بإدلب، فعبد الحي الأسعد (29 عامًا)، من بلدة كفرومة بريف إدلب الجنوبي، لديه نفس المشكلة.

عبد الحي خريج معهد صناعي، وحاصل على شهادة دبلوم مراقبة وتقييم من أكاديمية “Expert” الخاصة، ويقول إنه تواصل مع أغلب المنظمات العاملة في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، “دون جدوى”.

يقيم عبد الحي اليوم في مخيم شمال بلدة كللي، وهو متزوج ولديه طفلة، لكنه يعمل كبائع متجول بالقرى المجاورة للمخيم الذي يقطن فيه.

فريق “منسقو استجابة سوريا” نشر استبيانًا في 8 شباط، أشار 89% من المشاركين فيه والبالغ عددهم نحو 3900 شخص في الشمال السوري الخاضع، إلى أنهم عاطلين عن العمل، بينما وصلت نسبة الراغبين بالعمل ضمن المنظمات وفي أعمال حرة بين 29 إلى 33%.

المنظمات “لديها معاييرها”

معايير التوظيف في المنظمات العاملة في إدلب تتفاوت حسب مستوى الوظيفة، فبعض الأعمال تحتاج مهارات تقنية، وبعضها تحتاج قدرات بدنية خاصة، بحسب المدير التنفيذي لمنظمة “بنفسج” الإغاثية، هشام الديراني.

وتابع في لقاء مع عنب بلدي، “كل شاغر وظيفي يتضمن المهام والخبرات المطلوبة، ويكون التقييم اعتمادًا على اختبارات التوظيف والمقابلات، فبعض الوظائف تحتاج درجة علمية معينة وبعضها لا تحتاج”.

وأشار إلى وجود التدريبات المخصصة لرفع كفاءة العمال أو الموظفين لإكسابهم المعرفة والخبرة اللازمة في مجال العمل الإنساني.

وعن عدم توظيف أصحاب الشهادات، أوضح الديراني أنهم في “بنفسج” يتأكدون عادة من وجود أشخاص لديهم الكفاءات والدرجات العلمية المناسبة، ضمن الشاغر الذي سيشغلونه.

ماذا عن الوظائف “الحكومية”؟

ارتفعت البطالة في إدلب بنسبة تتراوح بين 78 و80% من السكان المحليين، بحسب أرقام حصلت عليها عنب بلدي من مكتب “منسقو استجابة سوريا”، باستثناء الذين يعملون بشكل يومي.

عنب بلدي سلطت الضوء في وقت سابق على ضعف توفير حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب لوظائف مناسبة تخفف من أثر بطالة الشباب.

ملهم الأحمد، مسؤول العلاقات الإعلامية في حكومة “الإنقاذ”، تحدث في مراسلة إلكترونية سابقة مع عنب بلدي عن مساعٍ لتوظيف الشباب، وشدد على أن “الإنقاذ” تحاول الحد من البطالة “من خلال استقطاب الكوادر وأصحاب الشهادات وخريجي الجامعات”.

ومع وعود المنظمات و”الإنقاذ”، لا يزال الكثير من الشبان، بينهم محمد وعبد الحي، على أمل أن يحظوا بفرصة لتحويل تعليمهم الجامعي إلى خبرة عملية تؤسس لمسيرة مهنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة