روسيا تتوسط لفك الحصار عن مدينتي القامشلي والحسكة
ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية أنه جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي بين روسيا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، يقضي بفك الحصار الذي تفرضه “قسد” على أحياء خاضعة لسيطرة النظام السوري في الحسكة والقامشلي.
ونقلت الوكالة اليوم، الثلاثاء 2 من شباط، عن مصادر خاصة لم تسمها، أن اجتماعات مكثفة عُقدت في مدينة القامشلي خلال الساعات الماضية بين الجانب الروسي وقياديين في “قسد”، جرى خلالها التوصل إلى اتفاق مبدئي لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينتين.
وبحسب الوكالة، فإنه من المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ خلال اليومين المقبلين.
وتحاصر القوات أحياء خاضعة لسيطرة النظام السوري في الحسكة والقامشلي منذ نحو 20 يومًا، وسط اشتباكات واعتقالات متبادلة بين الطرفين، ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية والطحين والمحروقات وصهاريج المياه إلى المدينتين.
توترات واشتباكات
وقبل يومين، قال النظام السوري، إن شخصًا قُتل وجُرح أربعة آخرون، جراء إطلاق “قسد” النار عليهم، في أثناء خروجهم في مظاهرة بمدينة الحسكة، بينما نفى “الأمن الداخلي” التابع لـ”قسد” إطلاق النار.
وفي 31 من كانون الثاني الماضي، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن شخصًا قُتل جراء إطلاق مسلحي “قسد” الرصاص على المحتجين، وفق تعبيرها، ولم تذكر مزيدًا من التفاصيل حول ما يجري في المنطقة.
ونددت المظاهرة، التي دعمها النظام السوري، بحصار “قسد” الذي تفرضه منذ 20 يومًا على أحياء خاضعة لسيطرة النظام داخل المدينة.
بينما أفاد مراسل عنب بلدي في القامشلي، أنه بعد مقتل مدني في أثناء المظاهرات، دارت اشتباكات بين “قسد” وميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري.
وأوضح المراسل أن قوى “الأمن الداخلي” أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين، مضيفًا أن الشوارع باتت خالية من الأهالي.
في المقابل، قالت وكالة أنباء “هاوار”، المقربة من “قسد”، إن عناصر “الدفاع الوطني” هم من أطلقوا النار على حواجز لـ“أسايش” (الأمن الداخلي التابع لقسد) في حي مرشو بمدينة الحسكة.
أسباب الحصار
وفي 30 من كانون الثاني الماضي، قال نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة الذاتية في شمالي وشرقي سوريا”، بدران جيا كرد، لوكالة أنباء “هاوار”، إن النظام السوري يمارس ضغوطات واعتقالات في مناطق شمالي وشرقي سوريا.
وأضاف أن قوات النظام “اعتقلت العشرات من المدنيين، بالإضافة الى حصارها المتواصل على مناطق الشهباء وحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، حيث تمنع وصول المساعدات الإنسانية للمهجرين، إلى جانب عدم قبولها بالإدارة الذاتية”، وفق قوله.
ولفت إلى أن ما تشهده مدينتا القامشلي والحسكة من توترات، ناتج عن اعتقال النظام للمواطنين، “إلى جانب افتعال مظاهرات بالقرب من حواجز قوى الأمن الداخلي (أسايش)، وذلك بهدف تعميق الأزمة وزيادة حدة التوترات في المنطقة”، بحسب تعبيره.
وفي لقاء سابق مع عنب بلدي، قال قيادي في “الأمن الداخلي” (أسايش) طلب عدم ذكر اسمه، إن الحصار المفروض على حيي حلكو وطي في مدينة القامشلي سيبقى على حاله، “حتى إفراغ المربع الأمني من قبل قوات النظام”، وتوجهها نحو مطار المدينة، الذي يقع في أطرافها الجنوبية.
على الجانب الآخر، وحسب رأي أحد مقاتلي “الدفاع الوطني”، الذي جرى التواصل معه سابقًا في اتصال هاتفي، وطلب عدم الكشف عن اسمه، فإن “قسد” تبتز قوات النظام، و”تعوّل كثيرًا” على الدعم الأمريكي “غير المحدود” لها، وهي تحقق مصالح دولية على أرض سوريا، حسب وجهة نظره.
المقاتل في “الدفاع الوطني” أكد أن قوات النظام “لا تستطيع حاليًا” القضاء على “قسد” أو حتى فتح جبهة معها، بسبب تعقد الأمور وتشابك المصالح الدولية وارتباط كل منهما بها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :