"مزاحمة للرجال" أم حفاظ على خصوصية النساء..
متدربات يتعلمن صيانة “الموبايل” في إدلب
في شمال غربي سوريا، بمدينة إدلب، جلست شابات ممسكات بأجهزة دقيقة وهن يفحصن أجهزة “الموبايل” يحاولن إصلاحها، كما أظهرت الصور التي نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثيرة الدهشة والنقد من متابعي منظمة الدعم النسائي “بارقة أمل”.
“موضوع التدريب غير مناسب للنساء”، كتب أحد المعلقين، “هل أنتن في كندا؟”، كتب آخر مستهجنًا، وهو يشير إلى أن هذه الدورات “للشباب وليست للبنات”.
رغم الانتقادات المتلاحقة، التي اختصت بها دورة “صيانة الموبايلات” من بين دورات التدريب العملي والتأهيل الاقتصادي التي أقامتها المنظمة بداية كانون الأول 2020، نجحت 15 فتاة بإنهاء التدريب وهن يطمحن للمتابعة والاستمرار بالعمل.
النقد يزيد العزيمة
سمعت مريم العزو، خريجة إدارة الأعمال البالغة من العمر 26 عامًا، النقد الموجه لها ولزميلاتها اللواتي اخترن الانضمام إلى دورة “صيانة الموبايلات”، لكن ذلك لم يبعدها عن متابعة التعلم، “حين نعمل سيرون أن هذا العمل ناجح ويخدم النساء في مجتمعنا، وذاتنا أيضًا”، حسبما قالت لعنب بلدي.
وجدت مريم التدريب “مفيدًا”، معتبرة أهم ما فيه هو الحفاظ على خصوصية النساء، وأوضحت أن التدريب اشتمل على تعلم الإدارة المالية وإدارة التسويق والتشجيع لدخول سوق العمل، بالإضافة إلى تعلم ميزات العتاد والتطبيقات الخاصة بـ”الموبايلات”.
بحثت دعاء رمضان عن مصدر دخل يحقق لها الاستقلال المادي، لذا شاركت بالتدريب، الذي وصفته بـ”الممتع، والفريد من نوعه”، مشيرة إلى أنها تتابع بالتعلم الذاتي، حتى بعد انتهاء التدريب الذي طال شهرًا، مستخدمة “يوتيوب” و”جوجل” كمصادر للبحث.
يهدف مشروع التدريب المهني للسيدات لـ”تمكين النساء من امتلاك فرصة عمل وتحسين واقعهن الاقتصادي”، حسبما قالت سوسن السعيد، إحدى منسقات المشروع لعنب بلدي.
المصاعب التي تواجهها المرأة عند اضطرارها لصيانة جهازها، مثل مسح البيانات وغيرها من الخصوصيات، تكون “أسهل وأكثر أريحية وأمان” عند التعامل مع امرأة أخرى، حسب رأي سوسن، ومن وجهة النظر تلك انطلقت فكرة التدريب.
من التدريب النظري حول مهارات الأعمال، التي تمكن المشتركات من الاطلاع على أسس قواعد المشروع الناجح، إلى التدريب العملي على مهارات الصيانة، وحتى تجهيز افتتاح مركز للعمل يكون بإدارة نسائية وبكادر نسائي كامل، قدمت منظمة “بارقة أمل” خدماتها للمتدربات.
وبعد كثرة النقد الذي وُجه للدورة التدريبية، من قبيل أن فكرة المشروع “غير مناسبة”، و”ماذا تركتم للرجال”، و”المنطقة لا تضم سوى خبيرين أو ثلاثة ومعظم الرجال غير ناجحين، لذا من المستحيل أن تكون النساء خبيرات”، “ازداد إصرار النساء على المتابعة”، حسبما قالت سوسن.
وأشارت منسقة المشروع إلى أن الرجال الذين عارضوا فكرة عمل النساء اعترفوا بأهمية أن تقوم امرأة بفحص والتعامل مع أجهزة النساء الأخريات للحفاظ على خصوصيتهن، “كان هناك حوار وإقناع”، على حد تعبيرها.
تنتظر المتدربات افتتاح المركز، الذي تجهزه “بارقة أمل” بغاية “التمكين الاقتصادي” للسيدات، والحماسة لا تفارقهن، “تقويني الانتقادات وتدفعني للمتابعة حتى أنجح وأثبت العكس”، حسبما قالت الشابة دعاء، البالغة من العمر 23 عامًا، معتبرة أن حبها لما تعلمته مؤخرًا سيكون سبيلها لـ”الإبداع”.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب يوسف غريبي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :