ظهرت خلال الأيام الماضية مؤشرات على أزمة محروقات جديدة في سوريا بعد أزمات مشابهة عاشها السوريون في عام 2020.
وزارة النفط تستبق الأزمة
وفي أول مؤشر على أزمة مقبلة، قالت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري اليوم، الأحد 10 من كانون الثاني، إنها خفضت بشكل مؤقت كميات البنزين الموزعة على المحافظات بنسبة 17% وكميات المازوت بنسبة 24%.
ونشرت الوزارة عبر “فيس بوك“، أن تخفيض الكميات جاء “نتيجة تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها إلى القطر، بسبب العقوبات والحصار الأمريكي الجائر ضد بلدنا، وبهدف الاستمرار في تأمين حاجات المواطنين”.
وأضافت أن التخفيض مستمر حتى وصول التوريدات الجديدة، التي يتوقع أن تصل قريبًا، وبما يتيح معالجة هذا الأمر بشكل كامل.
وبررت الإجراء لإدارة المخزون المتوفر وفق أفضل شكل ممكن.
الطوابير تعود
ونشرت وسائل إعلام محلية تسجيلات مصوّرة تظهر ازدحام محطات الوقود في عدد من المدن السورية، أبرزها دمشق.
بينما رصد مراسلا عنب بلدي في حلب ودرعا طوابير من السيارات التي تنتظر أمام محطات الوقود.
وزادت أزمة البنزين بعد تخفيض وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري مخصصات البنزين للسيارات الخاصة مع كل تعبئة.
وشهدت مناطق سيطرة النظام عدة أزمات محروقات خلال 2020، وسط تبريرات متعددة للحكومة، منها ما أرجعته إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية، وأخرى إلى صيانة في مصفاة “بانياس”، إضافة إلى الفساد وبيع المحروقات في السوق السوداء.
وأنشأ ناشطون عبر موقع “فيس بوك” مجموعات وصفحات لنقل أخبار محطات الوقود التي توفر المحروقات وحجم الازدحام عليها.
استهداف طريق التوريد
المؤشر الثالث على أزمة المحروقات، هو زيادة استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” صهاريج نفط لشركة “القاطرجي” التي تمد مناطق سيطرة النظام بالنفط الخام.
وقال التنظيم، عبر وكالة “أعماق” التابعة له الأسبوع الماضي، إن مقاتليه “دمّروا عشرة صهاريج لنقل النفط، وقتلوا وأصابوا عشرة عناصر من ميليشيا موالية للجيش السوري، في كمين نصبوه لهم ببادية حماة”.
وتنقل صهاريج تابعة لرجل الأعمال السوري حسام القاطرجي، النفط من مناطق شمال شرقي سوريا إلى مناطق النظام السوري.
اقرأ المزيد: تنظيم “الدولة” يتبنى هجوم السلمية: استهدفنا صهاريج القاطرجي
ونشر التنظيم أمس، السبت، تسجيلًا مصوّرًا يظهر تفجير مقاتليه عبوة ناسفة في صهريج نفط يتبع لشركة “القاطرجي” قرب جبل “عبد العزيز” غربي مدينة الحسكة.
وتعتبر توريدات مناطق الجزيرة السورية التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” حلولًا إسعافية لأزمات المحروقات من النظام السوري.
شماعة العقوبات كاذبة
الدكتور السوري في الاقتصاد والباحث في معهد “الشرق الأوسط” بواشنطن كرم شعار، يعتقد أن التخفيض ليست له علاقة بالعقوبات الغربية أو المقدرة على التعاقد مع مستوردين، وكتب عبر “فيس بوك”، “ببساطة، الحكومة لا تملك مبالغ كافية للاستيراد”.
وقال شعار، “لكون مستوردات سوريا من النفط الخام تأتي بأغلبيتها من إيران، قد تكون إيران تسعى حاليًا إلى انتزاع المزيد من المكاسب من الأسد”.
وأضاف أنه “بينما تحتاج مناطق النظام إلى 110 آلاف برميل نفط في اليوم، يستخرج منها 25 ألفًا من حقول البادية ويهرّب جزء آخر، أستبعد أن يتجاوز 20 ألف برميل من مناطق (الإدارة الذاتية)، فيما يستورد الباقي من إيران عبر قناة (السويس) مباشرة إلى مصفاة (بانياس)”.
وبحسب بيانات موقع “بريتش بتروليوم” للنفط، فإن إنتاج النفط في سوريا بلغ 406 آلاف برميل في عام 2008، وانخفض إلى 24 ألف برميل في عام 2018.
–