تحديات قد تواجه “الصحة العالمية” خلال توزيع اللقاح في سوريا

لقاح كورونا (تعبيرية) - 29 تشرين الثاني 2020 -(bbc)

camera iconلقاح كورونا (تعبيرية) - 29 تشرين الثاني 2020 (bbc)

tag icon ع ع ع

يواجه القطاع الصحي في سوريا تحديات كبيرة في ظل جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في مختلف المناطق السورية.

ومع بدء توزيع اللقاح في العديد من بلدان العالم، يقترب دور سوريا بالحصول على التطعيم كونها إحدى الدول الـ92 التي حُددت بأنها ستتلقى اللقاح بمعونة اقتصادية من التحالف العالمي “كوفاكس”.

وفي حال وصول اللقاح إلى سوريا في شباط المقبل، بحسب ما قاله مدير عام مستشفى “المواساة”، عصام الأمين، لموقع “الخبر” في 12 من كانون الثاني الحالي، فإن سوريا ستحصل على مليوني جرعة منه.

ولكن تبقى التحديات اللوجستية والاقتصادية والسياسية والعسكرية تفرض واقعًا طبيًا “صعبًا” لا يبشر بتعامل سلس، مع لقاح لم يتضح بعد كيف سيتم الحصول عليه وتوزيعه،

التردد في أخذ اللقاح

قال منسق قسم الصحة بمكتب منظمة الصحة العالمية في دمشق، جامشيد ترانولي، لعنب بلدي اليوم، الخميس 14 من كانون الثاني، إن “التردد في قبول اللقاح” بسبب المخاوف المتعلقة بسلامته، يعتبر أحد التحديات التي قد تواجهها منظمة الصحة العالمية في توزيعه، في حال عدم قبول الفئة المستهدفة اللقاحات المقدمة لضمان مناعتها.

وبحسب استطلاع رأي أجرته عنب بلدي عبر موقعها الإلكتروني، في 3 من كانون الثاني الحالي، شارك فيه 191 شخصًا، قال أغلبية المصوّتين، إن لديهم مخاوف من تلقي لقاح فيروس “كورونا”، واعتبر 72% منهم أن اللقاح مصدر خوف لهم على الرغم من زيادة انتشار الفيروس، في حين رأى 28% منهم أن اللقاح لن يكون مقلقًا في حال وُزع في سوريا.

حفظ اللقاح وتخزينه

وقال ترانولي إن ضمان تأمين التخزين والتبريد اللازم للقاح، يعتبر مشكلة في حال كانت شروط اللقاح الجديد تتطلب ظروفًا تختلف عن الوسائل المتوفرة حاليًا.

وقال طبيب مختص بالأنف والأذن والحنجرة في مدينة حمص، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن المشكلة الكبرى التي قد تواجه اللقاح تكمن في آلية حفظه، من حيث تأمين التيار الكهربائي، “فاللقاحات بحاجة إلى تأمين ظروف تخزين قياسية بحسب كل نوع، وإلا فقدت فعاليتها”.

وأشار الطبيب إلى أن التيار الكهربائي لا يتوفر أكثر من أربع ساعات في اليوم بأفضل الأحوال، وهو ما سيقود إلى ضرورة تأمين مولدات ضخمة مع برادات، وبالتالي تأمين مادة المازوت “الشحيحة” لتلك المولدات.

توزيع اللقاح على جميع المناطق

وأكد ترانولي أن المنظمة تعمل مع “يونيسف” و”التحالف العالمي للقاحات والتحصين” لإحضار اللقاحات في إطار منصة “كوفاكس”، لتغطية ما يقدر بـ20% من السوريين المعرضين لمخاطر عالية في الإصابة بالفيروس في الأشهر المقبلة، بما في ذلك القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، وكبار السن، ولمن يعانون من الأمراض المزمنة.

وتشحن منظمة الصحة العالمية إمدادات “كورونا” بانتظام إلى شمال شرقي سوريا، بحسب المصدر، بناء على موافقات من السلطات، وعليه يتم شحن اللقاحات الروتينية عن طريق الجو شهريًا، وبالتالي لا تتوقع منظمة الصحة العالمية وجود أي تحديات أخرى في تقديم اللقاحات إلى شمال غربي سوريا أو إلى شمال شرقها.

ومن جهته، قال رئيس “هيئة الصحة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في مناطق شمال شرقي سوريا، الدكتور جوان مصطفى، في 28 من كانون الأول 2020، إن الهيئة تجري مفاوضات ونقاشات مع منظمة الصحة العالمية حول إمكانية إرسال لقاح فيروس “كورونا” إلى مناطق شمالي وشرقي سوريا، بحسب ما نشرته “الإدارة الذاتية” عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك“.

وأشار طبيب مختص بالرئة والأمراض الصدرية في مدينة الرقة، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في حديث سابق لعنب بلدي، إلى أن توزيع اللقاح في شمالي وشرقي سوريا هو أمر ما زال “مبهمًا”.

وأوضح أن أغلبية اللقاحات السابقة، مثل لقاح شلل الأطفال والأمراض الأخرى، كانت تأتي إلى شمالي وشرقي سوريا عن طريق منظمات إغاثية مرتبطة ببرامج “الصحة العالمية” وحكومة النظام، لأن الأخيرة ما زالت “تحتفظ بمكانتها الاعتبارية في المؤسسات الدولية ومنها منظمة الصحة”، وفق تعبيره.

آلية التوزيع

سيساعد التحالف العالمي “كوفاكس”، بحسب مصدر منظمة الصحة العالمية، على ضمان استفادة السوريين من توزيع اللقاح الذي يهدف إلى تحقيق المناعة الموصى بها لـ3% من السكان في أوائل عام 2021 وزيادة التغطية إلى 20% في وقت لاحق من العام.

وستدعم اللقاحات الفئات المعرضة للخطر، مثل القوى العاملة الصحية، والاختصاصيين الاجتماعيين، والأشخاص الذين يعانون من أمراض عالية الخطورة، وستمكن الناس من مواصلة أنشطتهم الاقتصادية ليكونوا قادرين على الحفاظ على سبل عيشهم مع تقليل مخاطر الإصابة بفيروس “كورونا”.

وستختلف طرق آلية توزيع اللقاح في شمال غربي سوريا عن بقية المناطق في سوريا، بناء على المنصات البرمجية الحالية، إذ سيتم توزيعه في هذه المناطق عبر الجهات الفاعلة من المنظمات غير الحكومية.

وستستخدم وزارة الصحة في سوريا برامج التحصين الوطنية وغيرها من برامج الصحة العامة، لتقديم لقاح جديد يعمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية و”يونيسف” و”التحالف العالمي للقاحات والتحصين”.

تعمل منظمة الصحة العالمية و”يونيسف” بشكل وثيق مع وزارة الصحة السورية، “لضمان التوزيع العادل والمتساوي” للقاحات “كورونا” بين السكان المستهدفين بناء على فئات الأولوية المحددة، بحسب ترانولي.

وخلال الفترة الماضية، لم تظهر أي معلومات عن اتفاقيات رسمية بين وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري والشركات العاملة على إنتاج لقاح خاص بفيروس “كورونا”، بينما صدرت تصريحات إعلامية عن النظام أشارت إلى مساعيه للحصول على اللقاح الذي أنتجته حليفته روسيا.

وقال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إن سوريا ستستورد اللقاح الروسي المضاد لفيروس “كورونا” بمجرد توفره في الأسواق العالمية، ضمن لقاء مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، نشرت مقتطفات منه في 7 من تشرين الأول 2020.

وربط الأسد وصول اللقاح بمناقشة الأمر مع السلطات الروسية بمجرد توفره عالميًا، واصفًا الأمر بـ”المهم”، مشيرًا إلى أن الكمية المطلوبة تتعلق بالكم المتاح، وهذا أمر ستناقشه السلطات الصحية السورية.

لقاحات “كوفيد- 19”.. أنواعها ومدى فعاليتها

عادة ما تستغرق عملية الموافقة على اللقاحات بين عدة شهور وعدة سنوات، ولكن نظرًا لوجود حاجة ملحة إلى لقاحات “كوفيد- 19″، فقد صدرت تراخيص استخدامها بشكل طارئ استنادًا إلى كمية بيانات أقل من المعتاد.

لقاح “فايزر/ بيونتيك” (Pfizer/Biontech)

لقاح أمريكي- ألماني، يعطى على جرعتين بفاصل 21 يوميًا، وتصل نسبة فعاليته إلى 95٪ بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية، يخزن بدرجة حرارة -70 درجة مئوية لعدة أسابيع، بينما يحتفظ بفعاليته لمدة تصل حتى خمسة أيام بدرجة حرارة الثلاجة العادية (+2 إلى +8 درجة مئوية).

لقاح “موديرنا” (Moderna)

لقاح أمريكي، ويعطى بجرعتين تفصل بينهما 28 يومًا، وقد أظهرت البيانات أن اللقاح فعال بمعدل 94.1٪، ويخزن بدرجة حرارة -20 درجة مئوية لمدة تصل حتى ستة أشهر، بينما يبقى مستقرًا لمدة 30 يومًا بدرجة حرارة الثلاجة العادية.

لقاح “سبوتنيك” (Sputnik V)

لقاح روسي، سُمي نسبة إلى اسم أول قمر صناعي سوفييتي “سبوتنيك”، ويرمز حرف “V” في اسم اللقاح إلى الانتصار على فيروس “كورونا”.

يعطى بجرعتين، وقد ثبتت فعاليته في 91.4% من الحالات، وتصل فعاليته ضد الحالات الصعبة والوخيمة للعدوى بالفيروس إلى 100%، ويمكن تخزين اللقاح على شكله مجففًا بالتبريد (الجاف) عند درجات حرارة الثلاجة العادية.

لقاح “سينوفارم” (Sinopharm)

لقاح صيني، يجب أخذ جرعتين على مدار 28 يومًا، وذكرت الشركة المصنعة أن الجرعة الأولى توفر حماية بنسبة 97% فقط، لذا فإن التطعيم بجرعتين يرفع نسبة الحماية إلى 100%، ولكن أظهرت التجارب السريرية أنه يملك فعالية بنسبة 86%.

ويحتاج لقاح “سينوفارم” إلى التخزين في درجات حرارة الثلاجة العادية، وهذه هي ميزة اللقاحات التقليدية، ما يجعل عملية النقل والتوزيع أسهل بكثير من اللقاحات الأمريكية.

لقاح جامعة “أكسفورد/ أسترازينيكا”

لقاح بريطاني يُعطى على جرعتين، وكانت نسبة الحماية 62% عندما أعطي المتطوعون جرعتين عاليتين، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 90% عندما أعطي الأشخاص جرعة منخفضة تلتها جرعة عالية، ومن غير الواضح أسباب وجود هذا الفرق في النسبة.

يخزن لقاح جامعة “أكسفورد” بدرجة حرارة الثلاجة العادية، لذلك فهو أسهل للتخزين وفي إيصاله إلى كل ركن في العالم من اللقاحات الأمريكية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة