استدرجته امرأة.. اتهامات تركية لإيران بخطف معارض من اسطنبول
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مسؤول تركي قوله، إن المخابرات التركية كشفت في تحقيق أجرته أن إيران خطفت معارضًا إيرانيًا من اسطنبول.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة أمس، الأحد 13 من كانون الأول، قال مسؤول تركي إن وكالة المخابرات التركية كشفت مخططًا مفصلًا استدرجت خلاله امرأة المعارض الإيراني الشاب حبيب شعب إلى تركيا من السويد، إذ جرى تخديره واختطافه عندما ذهب إلى مقابلتها.
واعتقلت تركيا في الأيام الأخيرة عدة أشخاص على صلة بخطف حبيب، بحسب المسؤول الذي تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة التحقيق الجاري.
وسافر المعارض الإيراني المنفي حبيب شعب من منزله في السويد إلى تركيا في تشرين الأول الماضي، دون أن يخبر أصدقاءه، على حد قول أحدهم.
وقال فؤاد الكعبي وهو صديق حبيب، “لم يكن أي منا سيقبل ذهابه”، مضيفًا أن تركيا أصبحت تُعرف باسم “الفناء الخلفي” لعملاء المخابرات الإيرانية.
وكان حبيب، وهو زعيم جماعة انفصالية مسلحة، مطلوبًا لطهران، واختفى بعد وقت قصير من وصوله إلى اسطنبول.
بعد يومين من الخطف، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أنه تم اعتقاله، وقالت إنه اعترف بتورطه بهجوم مميت على عرض عسكري قبل عامين في إيران، ولم تقدم أي تفاصيل عن كيفية احتجازه.
كيف سارت القصة
توصل تحقيق تركي إلى أن حبيب سافر من السويد إلى اسطنبول في 9 من تشرين الثاني الماضي، لمقابلة امرأة يشار إليها باسم “صابرين س”.
وصلت صابرين إلى اسطنبول قبل يوم من سفر حبيب، بعد سفرها من إيران بجواز سفر إيراني مزوّر.
في اليوم الذي وصل فيه حبيب، اشترى عدد من أعضاء فريق الخطف وصلات بلاستيكية من متجر لأجهزة الكمبيوتر في اسطنبول.
في المساء، توجه حبيب للقاء “صابرين” في محطة وقود بمنطقة بيليك دوزو باسطنبول، حيث كانت تنتظره في سيارة، وفق الرواية التي نقلتها “واشنطن بوست”، وبمجرد دخوله إلى السيارة تم تخديره وتقييد يديه وقدميه.
ونقلت الصحيفة أن المختطف نُقل إلى ولاية وان شرقي تركيا، وسُلّم إلى مهرب بشر، ليهربه عبر الحدود في اليوم التالي، لتعود “صابرين” أيضًا إلى إيران.
اعتقل ضباط المخابرات والشرطة التركية 11 رجلًا، جميعهم من المواطنين الأتراك، وقدموا للمحاكمة حول القضية.
وأضاف أن مهرب المخدرات ناجي شريفي زندشتي، ما زال طليقًا ويُعتقد أنه موجود في إيران.
ولم يرد زندشتي على الفور على أسئلة وجهتها الصحيفة بالبريد الإلكتروني حول المزاعم، ونفى سابقًا اتهامات بالقتل وتهريب المخدرات، عبر حسابه في “تويتر”.
كما لم يرد متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على أسئلة حول دور طهران المزعوم في القضية، بحسب “واشنطن بوست”.
وقاد حبيب شعب الفرع السويدي لحركة “النضال العربي لتحرير الأحواز”، وهي جماعة تدعو إلى استقلال الأقلية العربية في إيران، التي يعيش معظمها في الجنوب الغربي الغني بالنفط من البلاد، واشتكى طويلًا من التمييز والإهمال.
ويعمل القادة السياسيون للجماعة من المنفى في أوروبا، بينما تشن الذراع العسكرية هجمات داخل إيران.
سيناريو مشابه
ولعملية خطف المعارض الإيراني حبيب شعب أوجه تشابه مع عملية خطف أخرى نفذتها إيران مؤخرًا، هي خطف الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم، الذي أُعدم مؤخرًا.
الصحفي الإيراني المنشق عاش في المنفى في فرنسا، لكنه اختفى بعد استدراجه إلى العراق عام 2019.
أعلن “الحرس الثوري الإيراني” في 2019، أنه استخدم “أساليب استخباراتية حديثة وتكتيكات مبتكرة”، استطاع عبرها “خداع” أجهزة أمن وجهات أجنبية والوصول إلى الصحفي روح الله زم، المثير للجدل في إيران.
وتباهى “الحرس الثوري” بعملية استدراجه المعقدة من فرنسا إلى العراق، واصفًا المعارض بأنه “إحدى الشخصيات الرئيسة في شبكة العدو الإعلامية والحرب النفسية”.
وذكر تحقيق لـ”BBC” أن روح الله استدرجته امرأه بعد إقناعه بزيارة العراق للقاء السيستاني للحصول على تمويل بهدف فتح محطة تلفزيونية.
وأُعدم الصحفي الذي كان مدير موقع وقناة “آمد نيوز” على منصة “تلجرام”، بعد اتهامه بـ17 تهمة قال القضاء الإيراني إنها ضد “الثورة الإيرانية”.
ويعد اختفاء حبيب العملية الثالثة الرفيعة المستوى في تركيا خلال السنوات الأخيرة التي تتهم فيها الحكومة الإيرانية، ما يهدد بتوتر العلاقة بين البلدين.
وفي عام 2017، قُتل قطب إعلامي إيراني حُكم عليه بالسجن غيابيًا في إيران بإطلاق نار من سيارة في اسطنبول، قيل إن مساعد مهرّب المخدرات ناجي شريفي زندشتي نفذه.
في 2019، قُتل مسعود مولاوي فاردانجاني، المسؤول في وزارة الدفاع الإيرانية السابق الذي انتقد حكومته، برصاصة في اسطنبول، في عملية قتل قال مسؤولون أتراك إن ضباط استخبارات يعملون في القنصلية الإيرانية حرضوا عليها.
علاقات متوترة
شهدت العلاقات التركية- الإيرانية توترًا خلال الأيام القليلة الماضية، ما قد يؤثر على علاقات البلدين اللذين يشتركان بملفات سياسية إقليمية عدة بالمنطقة، منها سوريا.
إذ عبّرت طهران عن غضبها من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بسبب بيت شعر من قصيدة ألقاها ضمن حفل عسكري في العاصمة الأذربيجانية، باكو، اعتبرته تدخلًا في الشؤون الداخلية.
واستدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي، دريا أورس، على خلفية القصيدة، وقال المتحدث باسم الخارجية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، إنه “تم إبلاغ السفير التركي اعتراض إيران الشديد على كلام أردوغان، وإن حقبة ادعاءات الإمبراطوريات الساعية للحرب والتوسع قد انتهت”.
وردًا على استدعاء سفيرها، استدعت الخارجية التركية، الجمعة الماضي، السفير الإيراني لدى أنقرة محمد فرازمند، معربة عن استيائها من ادعاءات لا أساس لها، وجهتها طهران بحق أردوغان.
وذكرت مصادر دبلوماسية تركية، أن الخارجية أعربت للسفير فرازمند عن استيائها من استدعاء الخارجية الإيرانية السفير أورس، بعد تغريدة للوزير ظريف.
وبيت الشعر الذي قرأه أردوغان للشاعر الأذربيجاني الشهير محمد إبراهيموف، وهو ضمن قصيدة تتحدث عن نهر “أراس” وقيمته التاريخية لدى الشعب الأذربيجاني، وخاصة عند سكان منطقة “أرس”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :