3000 مقاتل عادوا إلى سوريا من ثلاثة فصائل
السوريون في الاقتحام.. تفاصيل رحلة مقاتلَين سوريين شاركا بمعارك أذربيجان
ما إن بدأت المعارك بين أرمينيا وأذربيجان، في محاولة الأخيرة السيطرة على إقليم كاراباخ المتنازع عليه مع أرمينيا، حتى طفت اتهامات بمشاركة سوريين إلى جانب طرفي النزاع في المعارك، وهو ما أُثبت لاحقًا، وسط تركيز وسائل إعلام عربية وعالمية على وصمهم بـ”المرتزقة السوريين”.
وبلغ عدد المقاتلين المشاركين إلى جانب القوات الأذربيجانية في معارك كاراباخ من فصائل المعارضة نحو 3000 مقاتل، من ثلاثة فصائل عسكرية جميعها منضوية ضمن “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، هي “فرقة الحمزات”، و”لواء السلطان مراد”، و”لواء السلطان سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات”، حسبما تحدث به القيادي في “الجيش الوطني” عبد الله (45 عامًا) المنحدر من ريف حماة (اسم مستعار لأسباب أمنية)، وكان أحد المشاركين في معارك كاراباخ.
وتسلّم العناصر المشاركون في المعارك عشرة آلاف ليرة تركية كدفعة أولى لقاء مشاركتهم في المعارك، على أن تسدد بقية المبلغ في وقت لاحق حسب مدة مشاركة العناصر في القتال، بينما لم يتسلّم الجرحى وذوو القتلى أي مبالغ حتى لحظة إعداد التقرير، على أن يتسلّموها في وقت لاحق، حسبما قال القيادي عبد الله، والمقاتل محمد (25 عامًا) من ريف إدلب الجنوبي (طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية)، في حديثهما إلى عنب بلدي.
ولم تستطع عنب بلدي من خلال مقابلاتها معرفة قيمة المخصصات المالية للجرحى والقتلى، لكنّ لكل مصاب تعويضًا حسب الإصابة والعجز، حسب القيادي عبد الله، الذي أشار إلى أن معظم قتلى المقاتلين السوريين سقطوا نتيجة القصف.
ووثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إرسال تركيا ما يزيد على ألفي مقاتل سوري للمشاركة في القتال الدائر في كاراباخ المتنازع عليه، خلال أيلول الماضي، بينهم مدنيون لم يسبق لهم الانخراط في عمليات عسكرية سابقًا، توجهوا للقتال نتيجة أوضاعهم المادية الصعبة.
وبيّن التقرير، الصادر في 2 من تشرين الثاني الماضي، أن المقاتلين نُقلوا على دفعات، عبر الأراضي التركية، بدءًا من النصف الثاني من أيلول الماضي، للقتال إلى جانب الحكومة الأذربيجانية.
ولم تقتصر المشاركة في معارك كاراباخ على مقاتلين من مناطق سيطرة المعارضة، إذ شارك مقاتلون عبر تسهيل من حكومة النظام وروسيا في المعارك.
السوريون في الاقتحام.. أسلحة مختلفة استخدموها
كانت معظم تحركات المقاتلين السوريين ليلًا في أذربيجان، وبعد وصول المقاتل محمد إلى المطار مع مجموعة مقاتلين، نُقلوا إلى أكاديمية عسكرية عبر باصات وسيارات عسكرية.
مكثوا في الأكاديمية أربعة أيام، وسُلموا أسلحة ولباسًا وقلادات عليها رقم عسكري، ونُقلوا إلى معسكر ليبدؤوا القتال، حسبما قال المقاتل محمد لعنب بلدي.
خُصص المقاتلون السوريون لعمليات الاشتباك المباشر والاقتحام فقط إلى جانب القوات الأذرية التي كانت تقوم بجميع المهام الأخرى، إضافة إلى عمليات الاقتحام.
واستخدم المقاتلون السوريون عدة أنواع من الأسلحة هي “كلاشنكوف” وقناصات ورشاشات “بي كي سي” و”دوشكا” ومضاد طيران “عيار 23” وقواذف “آر بي جي” و”هاون”، إضافة إلى استخدامهم الدبابات في بعض الأحيان.
تعامل جيد من الأذريين.. طبيعة وتضاريس وعرة
أكد القيادي عبد الله أن المعارك كانت قوية في كاراباخ، وأنها مشابهة لمعارك سوريا، إلا أن التضاريس كانت عائقًا في تحركاتهم.
أما المقاتل محمد فقال إن معارك كاراباخ أصعب من المعارك في سوريا “بأضعاف المرات”، إذ يسير المقاتلون مسافات طويلة ضمن طرقات جبلية وأودية وعرة، للوصول إلى أرض المعركة.
وكان تعامل الجنود والضباط الأذريين مع المقاتلين السوريين “جيدًا بشكل عام”، وفي حال تعرض أحد المقاتلين لإصابة ينقل إلى مستشفى في العاصمة باكو للعلاج.
ويوضع القتلى في براد حتى تكتمل دفعة من القتلى والجرحى، ويرسلون إلى تركيا في طائرة، ثم يدخلون الأراضي السورية عبر المعبر العسكري.
أما من يرفض القتال فيبقى في المقرات حتى يُسفّر إلى سوريا، لكن دون أي تعويضات مالية.
الأسرى السوريون خارج عملية التبادل
طوت باكو (عاصمة أذربيجان) ويريفان (عاصمة أرمينيا)، في 9 من تشرين الأول الماضي، صفحة من المعارك التي استمرت نحو 44 يومًا، وانتهت باتفاق دخل حيز التنفيذ في اليوم التالي.
واستعادت باكو بموجبه ثلاث مدن من الإقليم الذي تهيمن عليه أرمينيا منذ نحو 30 عامًا، هي كلبجار وأغدام ولاتشين، وتوصل البلدان إلى اتفاق تبادل أسرى.
وقالت رئيسة قسم المعلومات في لجنة التحقيق الأرمنية، ريما إيغانيان، إن السوريين المعتقلين لدى أرمينيا خلال مشاركتهما إلى جانب الجيش الأذربيجاني في معارك كاراباخ، لا يخضعان لتسليم وتبادل الأسرى مع الجانب الأذربيجاني.
وأضافت إيغانيان لإذاعة “أوروبا الحرة”، أن “المرتزقة” السوريين اللذين اعتقلتهما القوات الأرمينية، ليسا أسيري حرب
وتتهم السلطات الأرمنية المواطنين السوريين محراب محمد الشخير، ويوسف الهجين، بحسب قانون العقوبات الأرميني، بـ”الارتزاق والإرهاب الدولي والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والإنساني”، في أثناء النزاع المسلح بكاراباخ.
ومع بداية معارك كاراباخ، صار مصطلح “مرتزقة سوريون” أحد المصطلحات الشائعة في وسائل الإعلام العربية، للدلالة على المقاتلين السوريين الذين انتقلوا إلى ليبيا وأذربيجان وأرمينيا للمشاركة في المعارك الدائرة هناك.
وأعدت عنب بلدي ملفًا بحثت فيه الأسباب التي تدفع تركيا وروسيا للاعتماد على المقاتلين السوريين في معارك خارج سوريا، والأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي دفعت بالسوريين لساحات قتال لا علاقة لهم بها، وتأثير هذه الحالة على الصورة النمطية للسوريين.
https://www.enabbaladi.net/archives/421855
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :