ماذا يعني اختيار فيصل المقداد طهران كأولى محطاته الخارجية

tag icon ع ع ع

اختار وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، العاصمة الإيرانية طهران، وجهة لأولى زياراته الرسمية الخارجية بعد تنصيبه وزيرًا للخارجية في حكومة النظام السوري، قبل أكثر من أسبوعين، خلفًا لسلفه الراحل وليد المعلم.

والتقى المقداد اليوم، الاثنين 7 من كانون الأول، بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مساء الأحد 6 من كانون الأول، فإن زيارة المقداد إلى طهران جاءت تلبية لدعوة ظريف.

المتحدث باسم الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زادة، قال إن هدف الزيارة يكمن في مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأشار، عبر حسابه في “تويتر”، إلى أن “إيران تقف إلى جانب الشعب السوري في مكافحة الإرهاب”، بحسب تعبيره.

دلالات زيارة المقداد إلى طهران

الكاتب والمحلل السياسي حسين عبد العزيز، أوضح أن زيارة المقداد إلى طهران تحمل رسائل سياسية بالغة الأهمية، موجهة إلى روسيا بشكل خاص.

وقال حسين عبد العزيز، لعنب بلدي، إن طهران ليست معنية بالملفات السياسية للأزمة السورية، مقارنة بروسيا التي ترعى مساري “أستانة” و”سوتشي”، إضافة إلى أنها أحد الراعين الرئيسين في مسار “جنيف”.

وأضاف عبد العزيز أن اختيار المقداد لطهران لكي تكون أول محطة خارجية له، يعني أن إيران هي الحليف الاستراتيجي للنظام في المقام الأول وليس روسيا.

كما تأتي الزيارة في ظل ما يجري من حديث عن نية الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران ضمن شروط إقليمية، أولها أن تتراجع إيران عن حضورها في الساحات الإقليمية، وفي مقدمتها سوريا والعراق.

ويخشى النظام السوري من أن تجري صفقة أمريكية- إيرانية من شأنها أن تخفف أو تضعف من الدور الإيراني في سوريا، على حد تعبير المحلل السياسي عبد العزيز.

شد حبل مع المحور العربي؟

وبرأيي مدير مركز “جسور للدراسات” محمد سرميني، فلأول زيارة خارجية أهمية كبيرة كونها تُعبّر عن طبيعة السياسات التي سيتم التركيز عليها، مشيرًا إلى أنه يُمكن الاعتقاد أن توجه فيصل المقداد لطهران يهدف إلى التأكيد على تمسك النظام السوري بالتحالف الاستراتيجي والتاريخي إيران وعدم النزول عند الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والتي تهدف إلى تقويض العلاقة مع إيران على حساب فك العزلة عنه.

كما تحمل الزيارة رسالة طمأنة لإيران من قبل النظام السوري، باعتبار أنه ليس من الكافي وجود فيصل مقداد ضمن الفريق الدبلوماسي الذين تربطه علاقات جيدة مع إيران والذي كان يضم وليد المعلم، خاصة وأن العلاقة الجيدة التي تربطه مع بعض الدول العربية مثل السعودية، قد تبعث لديها بعض المخاوف من مساعي استمالة النظام السوري نحو العرب وإسرائيل كبديل عن العلاقة مع إيران.

وتحدث سرميني عن مخاوف إيران من قدرة روسيا على التأثير في رسم خطاب وتوجيه أداء السياسة الخارجية السورية، لا سيما وأن حقيبة وزارة الخارجية بقيت شاغرة عدة أيام بعد وفاة وليد المعلم، ما عكس وجود تنافس بين إيران وروسيا على ملئها.

وأشار سرميني إلى أن تعيين فيصل المقداد كوزير للخارجية، كان أول اتصال تهنئة له من نظيره الإيراني جواد ظريف، وكما بدوره كان من أول المعزين بمقتل محسن فخري زاده.

بينما اعتبر الكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، في حديث إلى عنب بلدي، أن زيارات المسؤولين السوريين إلى إيران هي “استدعاءات لكسب ود ورضا حكام دمشق الحقيقيين في طهران”، بحسب تعبيره.

وأضاف أنه لا يمكن وصف هذه الزيارة بأن النظام السوري يسعى لإدارة ظهره لروسيا أو التخلي عنها لمصلحة إيران، معتبرًا أن السبب الرئيس في الزيارة يعود إلى أن تحالف “الممانعة والمقاومة”، الذي كان يروج له الرئيس السابق، حافظ الأسد، مع إيران، تحول اليوم إلى تبعية كاملة بالوكالة للنظام الإيراني في ظل حكم  نجله، الذي أعطى كل موارد البلاد وثرواتها لحكام إيران، مقابل الحفاظ على كرسي الحكم.

 

زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لطهران، الأحد 6 من كانون الأول 2020

وفي 28 من تشرين الثاني الماضي، ندد وزير الخارجية السوري باغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في أول موقف له بعد تسلمه حقيبة الوزارة.

وأدان الوزير اغتيال فخري زاده في لقاء جمعه مع السفير الإيراني في سوريا، جواد ترك أبادي، لبحث العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيزها، ومجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

واعتبر المقداد أن عملية اغتيال العالم “عمل إرهابي، يجب على المجتمع الدولي إدانته وعلى الأمم المتحدة الاضطلاع بمسؤلياتها في محاربة الإرهاب والالتزام بقواعد القانون الدولي”، بحسب ما نقلته وكالة “سانا“.

وتسلم المقداد مهامه في وزارة الخارجية، في 22 من تشرين الثاني الماضي، بعد أربعة أيام على وفاة سلفه وليد المعلم.

وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن دبلوماسيين غربيين يزورون دمشق، أن المقداد، الذي كان نائبًا لوليد المعلم، هو “الأقرب إلى إيران”، من بين المسؤولين السوريين الذين كان يتوقع تسلمهم حقيبة الوزارة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة