يتحدث عن انسحابهم تدريجيًا

مظلوم عبدي يقر بوجود مقاتلين لحزب “العمال الكردستاني” في سوريا

camera iconقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، يلتقي بمجلس الرقة المدني في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا- 1 من تشرين الثاني 2020 (AFP)

tag icon ع ع ع

أقر قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، بوجود مقاتلين تابعين لحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، المصنف دوليًا كحزب “إرهابي”، في سوريا، في مقابلة أجراها مع منظمة “مجموعة الأزمات” الدولية، منتصف أيلول الماضي.

وتناول عبدي في المقابلة التي ترجمتها عنب بلدي وجود ودور شخصيات غير سورية مدربة من قبل حزب “العمال الكردستاني” في شمال شرقي سوريا بشكل واضح، واضعًا إياها بشكل مباشر في سياق الضرورات الميدانية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب ما نقله موقع المنظمة أمس، الأربعاء 25 من تشرين الثاني.

ونقلت المنظمة عن عبدي قوله، إن آلافًا من مقاتلي الحزب الكرد المدربين أتوا، جنبًا إلى جنب مع المتطوعين، إلى سوريا للانضمام إلى القتال، حيث قُتل منهم المئات في المعارك، وغادر البعض، وبقي آخرون وسعى العديد منهم إلى حياة مدنية.

وتحدث عبدي، بحسب المنظمة، عن اتفاق، من خلال وساطة أمريكية ومحادثات مع المجموعات الكردية الأخرى، بما في ذلك “المجلس الوطني الكردي”، على الانسحاب التدريجي وإخراج المقاتلين غير السوريين من مواقعهم الحالية، وفي النهاية من سوريا.

وأشار إلى وجود 200 ألف مقاتل سوري مسجل في مؤسسات “الإدارة الذاتية” المدنية والعسكرية، مبينًا أنه “لا توجد حاجة حقيقية للدعم الكردي الإقليمي”، في إشارة إلى مقاتلي حزب “العمال”.

وأوضح عبدي أن عملية الانسحاب قد بدأت وستستمر، موضحًا عدم الالتزام بجدول زمني لانسحاب المقاتلين بالكامل.

وتناولت “مجموعة الأزمات الدولية” القضية بشكل مكثف، خاصة أن مسألة المقاتلين، والذين يُشار إليها محليًا باسم “كوادر الحزب” (كادروس)، مثيرة للجدل في شمال شرقي سوريا، ما أثار انتقادات من مسؤولي (قسد)، الذين يعتبرون أن تسليط الضوء على ارتباط حزب “العمال” بمسائل أخرى يخدم، وإن كان بشكل غير مقصود، لتبرير الأعمال “العدائية” التركية.

قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي شاهين (AFP)

وقالت إن بعض السكان المحليين في مناطق شمال شرقي سوريا يرون أن “الكوادر” تمثل هيكل “سلطة الظل” مع سلطة اتخاذ القرار النهائية خلف الكيانات الحاكمة المحلية وخارجها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن.

وأضافت المنظمة أن “الكوادر” تشمل كردًا غير سوريين من جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى كرد سوريين خدموا في صفوف حزب “العمال” قبل عودتهم إلى سوريا بعد عام 2011، بينما يخدمون حاليًا داخل فصائل “وحدات حماية الشعب” الكردية (YPG)، والهيئات المحلية والسياسية والأمنية والإدارية التابعة لها.

وأشارت إلى أن قدرًا كبيرًا من السرية أحاط بهوية “الكوادر” ودورهم، في السنوات القليلة الأولى من القتال ضد تنظيم “الدولة”، ولم تكن خلفيتهم واضحة للعرب المحليين أو حتى الكرد في المنطقة، لكن السكان المحليين أدركوا أن هؤلاء الأفراد يميلون إلى اتخاذ القرارات.

كما أصبح من الصعب الحفاظ على سريتهم في المناطق العربية على وجه الخصوص، بسبب أن لهجتهم وأسلوب لباسهم وطريقة تصرفهم “غريبة”.

وكان عبدي تحدث في وقت سابق عن وجود توترات بين “حزب العمال الكردستاني” و”الحزب الديمقراطي الكردستاني”، مؤكدًا على رفض “قسد” و”الإدارة الذاتية” الانحياز لأي طرف، والإدلاء بتصريحات سواء لدعم أو ضد “الحزب الديمقراطي”.

واعتبر أن استمرار التوترات بين الحزبين ستسبب ضررًا على تحسين العلاقات بين حكومة إقليم كردستان العراق و”الإدارة الذاتية”، لأن صراعًا كهذا يضر بالحوار المستمر بين الكرد السوريين، وهذا مايدفع “الإدارة الذاتية” للتقليل من تلك التوترات.

وحمل مسؤولية تلك التوترات لتركيا والضغط التركي، معتبرًا أنها نتيجة لتدخل قوى خارجية، ونتيجة العمليات العسكرية التركية ضد “حزب العمال” في كردستان العراق.

وتصنف كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا حزب “العمال الكردستاني” كمنظمة “إرهابية” على لوائحها، بينما رفضت الأمم المتحدة ودول أخرى كروسيا والصين تصنيف الحزب كذلك.

وتعد تصريحات عبدي هذه ثاني تحول في الأيام الأخيرة، إذ أعلن  استعداده لإجراء محادثات سلام مع تركيا دون أي شروط مسبقة، مشيرًا إلى أنه قد يفكر في التوسط بين تركيا و”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، بعد حل المشاكل مع تركيا.

وقال كوباني في مقابلة مع موقع “المونتور“، نُشرت في 10 من تشرين الثاني، إن فوز نائب الرئيس الأمريكي السابق قد يؤدي إلى تغيير في سلوك أنقرة.

وأضاف أنه يمكن أن يثبت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه أكثر استعدادًا للسلام مع كرد سوريا، في ظل الأزمة الاقتصادية المتصاعدة والعقوبات الأمريكية المحتملة بشأن الحصول على صواريخ “S-400” الروسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة