دورات المياه.. وسيلة من وسائل التعذيب داخل مراكز الاعتقال في سوريا

معتقل (تعبيرية)

camera iconمعتقل (تعبيرية)

tag icon ع ع ع

خصصت الأمم المتحدة يوم 19 من تشرين الثاني من كل عام للاحتفال بـ”اليوم العالمي لدورات المياه”، وذلك للفت الانتباه إلى من يفتقدون إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية المدارة بشكل مأمون، ليس فقط في المدن، إنما أيضًا في مخيمات اللاجئين ومراكز الاعتقال.

ووفقًا لتقرير صدر عن الأمم المتحدة، تزيد أعداد من يفتقرون إلى دورات المياه السليمة صحيًا على أربعة مليارات نسمة.

ويهدف التذكير بهذا الموضوع إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة الصرف الصحي العالمية، وتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الذي يُراد منه إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.

ومعظم من يفتقر إلى الخدمات الأساسية الخاصة بدورات المياه والصرف الصحي يعيشون في المناطق الريفية من بلدان العالم، وفقًا للأمم المتحدة، وذلك يعكس عدم اهتمام الحكومات في تلك المناطق وتهميش الاستجابة لمتطلباتها الأساسية.

دورات المياه في المعتقلات

وفق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية حمل عنوان “إنه يحطم إنسانيتك.. التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا“، ذكر أغلب شهود العيان داخل مراكز الاعتقال التابعة لحكومة النظام السوري، أنه لم يكن يُسمح لهم، في حالة عدم وجود مرحاض داخل زنزانتهم، بالذهاب إلى المراحيض العمومية إلا في أوقات محددة من اليوم في أغلب الحالات.

وكان المعتقلون إذا قضوا وقتًا أطول من المسموح به يتعرضون للضرب أو الإهانة على أيدي الحراس، ووُصفت المراحيض بصفة عامة بأنها قذرة.

وقالت إحدى المعتقلات، التي قابتلها المنظمة لإعداد التقرير، إن المراحيض في مراكز الاعتقال “كان بها مجارٍ، ودم، وقاذورات، ومياه”.

وذكر أحد المعتقلين تجربته في الفرع المحلي للمخابرات الجوية، بحسب التقرير، أن “الزنزانة لم يكن بها مرحاض أو مياه، وكانوا يسمحون لنا باستخدام حمام قريب ثلاث مرات في اليوم بعد الوجبات، وكان يُسمح لنا بقضاء 60 ثانية في كل مرة، وذات مرة استغرقتُ وقتًا أطول من ذلك، ومع طول فترة الاعتقال كانت لحيتي قد طالت، وأرغمني الحراس على أخذ برازي من المرحاض وتغطية وجهي به”.

ولم يكن هناك اعتبار لحالة المعتقلين المرضى أو ذوي الإعاقة، فلم يكن يُسمح لهؤلاء أيضًا بالذهاب إلى المراحيض إلا في أوقات محددة بغض النظر عن حاجاتهم، ونتيجة لذلك، ذكر عدد من المعتقلين السابقين، بحسب التقرير، أنهم ابتكروا مراحيض مؤقتة في زنازينهم باستخدام دلو، وكان عليهم أن يبقوه في وسط الغرفة.

ووُصف الافتقار إلى مرافق الاستحمام (الدش والاغتسال) بأنه أكثر شدة من ذلك، حيث ذكر عدد ممن قابلتهم المنظمة أنهم لم يتمكنوا من الاستحمام بـ”الدش” لأشهر، وعندما تمكنوا من الاستحمام، لم يكن يتوفر لهم سوى أقل القليل من المنتجات الصحية، مثل الصابون، أو في بعض الأحيان، لم تتوفر لهم على الإطلاق.

وفي بعض الأوقات، كان المعتقلون يستعملون الوعاء البلاستيكي في الحمام، لتنظيف المرحاض وصب الماء فيه لاستبعاد الفضلات و”الاستحمام”.

العمل من أجل دورات المياه والصرف الصحي

بحسب تقرير الأمم المتحدة عن مشكلة الافتقار إلى دورات المياه، لا يوجد كيان أممي معني حصريًا بقضايا المياه، إذ تنفذ أكثر من 30 منظمة أممية برامج متصلة بالمياه والصرف الصحي، ما يعكس حقيقة أن قضايا المياه تمر عبر جميع مجالات التركيز الرئيسة للأمم المتحدة.

ويتمثل دور هيئة الأمم المتحدة للمياه بتنسيق مجمل الجهود الأممية وحكومات بلدان العالم بما يضمن استجابة للتحديات المتعلقة بدورات المياه والصرف الصحي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة