أسعار زيت الزيتون تبلغ مستوى قياسيًا في درعا.. توقعات بتراجع الإنتاج

مرض يصيب أشجار الزيتون في درعا - حزيران 2020 (عنب بلدي)

camera iconمرض يصيب أشجار الزيتون في درعا - حزيران 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ارتفعت أسعار زيت الزيتون في أسواق درعا خمسة أضعاف عن الموسم الماضي، ما إن بدأت معاصر الزيتون باستقبال محاصيل الفلاحين خلال الموسم الحالي، في ظل توقعات بتراجع الإنتاج في المحافظة الجنوبية.

الزيت ليس متوفرًا كالمعتاد

لأسباب تتعلق بالأمراض التي ضربت المحصول في فصل الربيع الماضي، وبيع المزارعين ثمار المحصول الأخضر للسوق، لم تتبقَّ الكميات المعتادة للعصر، ما رفع سعر التنكة بوزن 16 ليترًا إلى 130 ألف ليرة سورية (48.8 دولار)، بعد أن كانت بـ25 ألفًا عام 2019 (ما يقابل 34 دولارًا وفق أسعار الصرف حينها).

تعرض محصول الزيتون في العام الحالي لأمراض أثرت على إنتاجية الموسم، إذ لاحظ مزارعون في درعا اصفرار الأوراق، وذبول الأغصان، ويباس بعض الأشجار، وهو ما أرجعه مهندس زراعي في حديث سابق لعنب بلدي إلى الرطوبة الزائدة بعد الهطولات المطرية الوفيرة.

وزادت نسبة الإصابة بالمرض في الريف الشمالي والمنطقة الغربية للمحافظة، وهو ما دفع المهندس الزراعي لتوقع إنتاجية ضعيفة للعام الحالي، وتسببت الرطوبة بتعفن بالجذر ومنعه من تغذية الأوراق والثمار التي تساقط معظمها في الأشجار المصابة.

مزارع في ريف درعا الغربي، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لعنب بلدي إن إنتاج محصوله من الزيتون “ضعيف” في العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، وأرجع ذلك إلى المرض الذي أصاب حقول الزيتون في المحافظة.

وعزا مدير زراعة درعا، عبد الفتاح الرحال، تراجع إنتاجية الزيتون للظروف الجوية وانتشار ذبابة الزيتون وعين الطاووس، وقال لموقع “الثورة أون لاين“، إن نسبة الإصابة بالمحصول تراوحت ما بين 35 و40%، وتوقع أن يصل الإنتاج إلى 25 ألف طن للموسم الحالي، بعد أن كان 26 ألفًا عام 2019.

بيع ثمار الزيتون للأكل لا للعصر

منذ مطلع أيلول الماضي، بدأ مزارعو درعا بجني الزيتون الأخضر وبيعه في أسواق “الهال” كزيتون للمائدة، بعد أن ارتفعت أسعاره وأغرتهم بمردود مادي سريع عوضًا عن انتظار موسم العصر.

ورصدت عنب بلدي آراء عدد من المزارعين الذين فضلوا جني المحصول مبكرًا، مشيرين إلى أن سعر الكيلو من زيتون “أبو شوكة”، وهو المخصص غالبًا للمائدة، 1500 ليرة سورية، في حين تراوحت أسعار بقية الأصناف ما بين 800 وحتى 1000 ليرة.

وأرجع بعض المزارعين ارتفاع الأسعار لفتح المعابر الحدودية كمعبر “نصيب” الحدودي مع الأردن، والمعابر البرية مع العراق ولبنان.

وفضل آخرون بيع المحصول لتفادي تكلفة العصر والانتظار على الدور في المعاصر، وبدأت المعاصر باستقبال ثمار الزيتون في 10 من تشرين الأول الماضي.

وحدد المكتب التنفيذي لمجلس محافظة درعا تكلفة عصر الكيلوغرام من ثمار الزيتون بـ40 ليرة للكميات التي تزيد على 500 كيلوغرام، و45 ليرة للكميات التي تقل عن ذلك، ويبلغ عدد المعاصر في درعا 42 معصرة، تعمل منها حاليًا 20 معصرة فقط.

ورصدت عنب بلدي آراء مواطنين قالوا إنهم لن يستطيعوا شراء زيت الزيتون بهذا السعر في ظل انخفاض الدخل، وانخفاض قيمة الليرة السورية.

وحمّل رئيس “مجلس الزيتون السوري”، سامي الخطيب، ارتفاع الأسعار للسماسرة الذين اشتروا زيت الزيتون من الأسواق السورية ثم رفعوا سعره، ونفى في حديث لموقع “المشهد أون لاين” المحلي، في حزيران الماضي، أن يكون التهريب سببًا في رفع الأسعار، لأن الزيت السوري أرخص بسعره من الدول المجاورة.

وقال إن إنتاج سوريا السنوي من زيت الزيتون يبلغ 150 ألف طن، يستهلك منها 75 ألف طن محليًا، ويصدّر منها 30 ألف طن.

وتتنوع أصناف الزيتون في درعا بين زيتون مخصص للمائدة، كصنف “أبو شوكة”، وبعضها يصلح للزيت والمائدة، كصنف “الأسطبولي” و”النبالي” و”المصعبي”، وبعضها يصلح للزيت فقط، كصنف “الرومي” و”القيسي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة