المعارك الليلية.. فصائل المعارضة تدرّب مقاتليها “لإفشال أبرز تكتيكات النظام”
أعلنت فصائل المعارضة شمالي سوريا عن تخريج دفعات من مقاتليها الذين خضعوا لتدريبات تكتيك المعارك الليلية، وكان التكتيك الأبرز الذي سمح لقوات النظام، مدعومة بالقوات الخاصة الروسية، بالتقدم على حساب المعارضة خلال المعارك الأخيرة.
وركزت فصائل المعارضة على التدريبات الليلية، ووضعت “خطة كاملة” وفق منهج تدريبي كامل لجميع الأساليب التكتيكية، بحسب ما أكده المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، لعنب بلدي اليوم، الأحد 18 من تشرين الأول.
وجاءت التدريبات بعد دخول اتفاق “موسكو” بين تركيا وروسيا حيز التنفيذ، في 6 من آذار الماضي، ودراسة نقاط الضعف والقوة والتكتيكات المستخدمة من قبل قوات النظام وحلفائه، ومنها الهجوم الليلي.
واعتمدت الفصائل في تدريباتها على ضباط ضمن صفوفها لديهم خبرة في مجال التدريب والتكتيكات العسكرية، خاصة التي استفادت منها قوات النظام وروسيا في المعارك السابقة، مع استخدام المعدات الخاصة لتنفيذ تلك التكتيكات، حسب مصطفى.
وأوضح القيادي في “الجيش الوطني”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، لعنب بلدي، أن تكتيك المعارك الليلية كان حاسمًا خلال المعارك الأخيرة (بين نيسان 2019 و5 من آذار الماضي)، خاصة في معارك ريف حماة الشمالي.
وكانت قوات النظام تدربت على المعارك الليلية بالشراكة مع القوات الخاصة الروسية، كما زودت مقاتليها بمزيد من الأسلحة التي توفر الرؤية الليلية.
وتمتلك قوات النظام أسلحة مزودة بأجهزة رؤية ليلية، منها مئات الدبابات التي زُودت بأجهزة رؤية ليلية منذ 2003، عدا السلاح الروسي وعربات “الشيلكا” وغيرها من الأسلحة، حسب عبد الرزاق.
وحقق تكتيك المعارك الليلية فعالية كبيرة وسرعة بالتقدم لقوات النظام في ظل عدم إتقان فصائل المعارضة لهذه النوعيه من المعارك، والأهم عدم امتلاك الفصائل تقنيات المعارك الليلية، فضلًا عن عدم تجهيز دفاعاتها بشكل جيد.
ولم يستطع النظام التقدم إلا بهذا التكتيك، لذلك “التدريب المكثف للثوار على الدفاع الليلي والهجوم سيغير من نتائج أي معركة مقبلة بشكل ملحوظ، فروسيا استنفدت كل ما لديها وكان هذا خيارها الوحيد المتبقي”، حسب عبد الرزاق.
تدريبات وإعداد كوادر متخصصة
وخرّجت فصائل المعارضة عدة معسكرات تدريبية لعناصرها خلال الأشهر الماضية من “باب الاستعداد” ورفع الجاهزية وإعداد المقاتلين، ورفع كفاءتهم القتالية، وزيادة القدرة على التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام أو أي سيناريو يمكن أن تتخذه، حسب ناجي مصطفى.
وكانت التدريبات مركّزة ومكثّفة لتدريب المقاتلين على أجواء القتال وظروف المعركة، إضافة إلى تدريبهم على تكتيكات خاصة ونوعية لتفادي الضربات الجوية الروسية، وتخريج مقاتلين متخصصين باستخدام مختلف الأسلحة، كتخصص الأسلحة الرشاشة والقنص والصواريخ المضادة للدروع.
كما أعلنت “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ في إدلب، تخريج عدة دورات عسكرية لمقاتليها، منها دورات رفع مستوى، وتخريج أكبر دفعة من مقاتلي قوات النخبة “العصائب الحمراء” في أيار الماضي.
وتخضع منطقة شمال غربي سوريا لاتفاق”موسكو” في 5 من آذار الماضي، الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) كأبرز البنود.
وتهدف النقاط التركية المنتشرة في شمال غربي سوريا لمنع تقدم النظام إلى المنطقة، لكنها لم تتمكن في حملات سابقة لقوات النظام من منع السيطرة على مناطق كانت موجودة فيها بريف حماة وجنوبي إدلب، كما تعرض بعضها للقصف.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :