كاليه الفرنسية.. نقطة عبور اللاجئين إلى بريطانيا

tag icon ع ع ع

تقع مدينة كاليه الفرنسية في ساحل شمال فرنسا ضمن إقليم باد كاليه، وهي إحدى ولايات الإقليم، لكنها ليست الأكبر، وزادت شهرتها في وسائل الإعلام بعد اتخاذها من طالبي اللجوء كنقطة للانطلاق منها نحو السواحل البريطانية.

منذ عام 1999، ازداد تدفق المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء إلى محيط مدينة كاليه في مخيمات مؤقتة، يعيشون فيها قبيل محاولاتهم الوصول إلى الأراضي البريطانية بعدة طرق، منهم من يصل في الشاحنات أو العبارات أو السيارات أو القطارات التي تسافر عبر ميناء “كاليه”.

ومن أكثر طالبي اللجوء الذي سافروا عبر المدينة إلى بريطانيا هم من سوريا وأفغانستان وإريتريا ودول أخرى.

تسببت أزمة الهجرة عبر كاليه بتصعيد التوتر بين المملكة المتحدة وفرنسا في صيف 2015، إذ تلقي بريطانيا باللوم على فرنسا لعدم بذلها ما يكفي لمنع المهاجرين من دخول النفق، أو محاولات تسلق الأسوار المبنية على طول الحدود.

كان ذلك حتى تشرين الأول 2016، قبل أن تحل المشكلة مؤقتًا بإزالة السلطات الفرنسية المخيمات المؤقتة في غابات محيط كاليه.

لماذا ينطلق المهاجرون من كاليه؟

كاليه هي أقرب نقطة برية إلى بريطانيا، وذلك عبر كامل البر الرئيس لأوروبا، إذ تبعد فقط 21 كيلومترًا عن الساحل البريطاني، وهي مركز تجاري مهم حيث تمر ملايين الأطنان من البضائع كل يوم من وإلى بريطانيا، بالشاحنات والقطارات والسفن، ما يزيد من فرص تخفي المهاجرين في هذه المركبات.

ومن الأسباب التي تدفع المهاجرين للتجمع والانتقال إلى بريطانيا، فرص العمل الوفيرة فيها، واللغة الإنجليزية الأسهل تعلمًا واستخدامًا.

كما أن عدم توفير الحكومة الفرنسية مأوى لطالبي اللجوء ريثما تعالج طلباتهم، يدفعهم للبحث عن دولة تقدم خدمات أفضل لطالبي اللجوء.

ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن فرنسا تبذل كل ما في وسعها للحد من عبور المهاجرين، مع نشر قوات أمنية إضافية لإغلاق المعابر، لكنهم أقروا بأن الأعداد قد زادت بشكل حاد في العام الحالي.

وتقول الشركة التي تشغل النفق بين فرنسا وبريطانيا (Getlink) إنها اعترضت أكثر من 37 ألف مهاجر حاولوا الوصول إلى بريطانيا عبر الشاحنات، وذلك فقط في النصف الأول من 2015.

عودة الحركة

شهدت القناة البحرية بين فرنسا من مدينة كاليه إلى ساحل “كنت” في بريطانيا حركة نشطة مؤخرًا بأعداد المهاجرين واللاجئين الواصلين إلى بريطانيا.

وبحسب ما نقلته “BBC“، تقول السلطات البريطانية إن ما يقرب من 7000 طالب لجوء وصلوا إلى المملكة المتحدة في أكثر من 500 قارب صغير في العام الحالي.

وعقدت سلطات البلدين خلال الأسابيع الماضية عدة مباحثات لوقف تدفق اللاجئين إلى بريطانيا عبر كاليه.

ويقول مدير التحقيقات الجنائية والمالية في إدارة الهجرة، إن أجور نقل المهاجرين من فرنسا إلى بريطانيا على متن القوارب انخفض من أربعة آلاف و500 يورو إلى نحو ثلاثة آلاف، منذ بداية العام الحالي.

وفي 29 من أيلول الماضي، فككت قوى الأمن الفرنسية مخيمًا للمهاجرين في مدينة كاليه شمالي البلاد، كان يضم نحو 800 مهاجر، في عملية هي الأكبر من نوعها منذ إخلاء مخيم عشوائي نهاية عام 2016.

وتقدر أعداد المهاجرين الموجودين في كاليه والمنطقة المحيطة بنحو ألف إلى 1200 مهاجر، يتمركزون حول ميناء “كاليه”، من عدة دول، من بينها سوريا والعراق.

واستقبلت المملكة المتحدة عام 2019 عددًا أقل من طلبات اللجوء مقارنة بدول مثل ألمانيا بـ142 ألفًا و400 طلب، وفرنسا بـ119 ألفًا و900 طلب، وإسبانيا بـ115 ألفًا ومئتي طلب، بينما استقبلت المملكة المتحدة 34 ألفًا و354 طلب لجوء، عام 2019، في أحدث الأرقام المتاحة.

خريطة توضح القناة المائية بين بريطانيا وفرنسا (تعديل عنب بلدي نقلًا عن BBC)

خريطة توضح القناة المائية بين بريطانيا وفرنسا (تعديل عنب بلدي نقلًا عن BBC)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة