خلال ثلاثة أيام.. النظام السوري يجدد موقفه من إسرائيل ثلاث مرات

جنود إسرائيليون في هضبة الجولان المحتل - أيار 2018 (وكالة الصحافة الفرنسية)

camera iconجنود إسرائيليون في هضبة الجولان المحتل - أيار 2018 (وكالة الصحافة الفرنسية)

tag icon ع ع ع

تحدث النظام السوري ثلاث مرات عن موقفه من إسرائيل في ثلاثة أيام، عقب تقرير صحفي ذكر أن المؤشرات الحالية تدل على قرب استئناف المباحثات بين دمشق وتل أبيب.

ثلاث مناسبات.. الرواية نفسها

وذكر مصدر من وزارة الخارجية السورية اليوم، الخميس 1 من تشرين الأول، في بيان، “أن الجمهورية العربية السورية التزمت وعلى مدى عقود من الصراع العربي- الإسرائيلي منهجًا مبدئيًا وثابتًا، يقوم على رفض أي محاولات للتفريط بالحقوق، واستباحة الأرض، وتكريس سياسات الأمر الواقع”.

وقال إن “سوريا تجدد اليوم موقفها الثابت المبني على التمسك بالأرض والحقوق، والرافض للتنازلات والاتفاقيات المنفردة مهما كان شكلها أو مضمونها، وتشدد على أنها كانت وستبقى ضد أي اتفاقيات أو معاهدات مع العدو الإسرائيلي انطلاقًا من قناعة راسخة بأن مثل هذه الاتفاقيات تضر بالقضايا العربية عمومًا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

وأضاف أن الموقف هو “رفض التطبيع، وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها وفق القوانين والقرارات الأممية الواضحة المنصوص عليها”.

الحديث الثاني جاء على لسان المندوب الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، حسام الدين آلا، الأربعاء 30 من أيلول، إذ تجاهل الحديث عن التطبيع وانتقد إسرائيل بسبب “ممارساتها في الجولان السوري المحتل وفلسطين، وانتهاكها لحقوق الإنسان”.

وجاء حديث السفير آلا أمام الدورة الـ45 لمجلس حقوق الإنسان، وأكد خلالها “تجديد الدعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967”.

أما الحديث الثالث فكان لوزير الخارجية والمغتربين، وليد المعلم، في كلمة له، في الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 28 من أيلول الماضي.

وقال المعلم، “عصر ضم أراضي الغير بالقوة ولى (…) وواهم من يعتقد أن الأزمة في سوريا يمكن أن تحيدنا قيد أنملة عن حقنا غير القابل للتصرف باستعادة الجولان كاملًا”.

وطالب المعلم بـ”تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 4 من حزيران لعام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم”.

تقرير صحفي.. مفاوضات سرية؟

ويأتي ذلك بعد أيام من تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط”، في 27 من أيلول الماضي، جاء فيه أن “هناك اعتقادًا واسعًا بوجود مفاوضات سرية بين دمشق وتل أبيب”.

واستشهدت الصحيفة بأنه كلما كان النظام السوري في عزلة أو أزمة، في العقود السابقة، كان “المخرج” باستئناف المفاوضات، وفق مقولة “الطريق إلى واشنطن يمر دائمًا عبر تل أبيب”.

واستشهد التقرير بصمت النظام السوري حيال التطبيع، وأن أول إشارة سلمية جاءت من النظام السوري كانت بعد توقيع الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي ثم الاتفاق البحريني- الإسرائيلي، إذ لم يصدر النظام السوري أي بيان رسمي ضد الاتفاقين.

انعكاس قطار التطبيع على سوريا

وأثار التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل برعاية أمريكية، تساؤلات بشأن تأثير هذا القطار السريع على دول المنطقة، ولا سيما سوريا التي تملك حدودًا مع إسرائيل.

وجهة النظر الأمريكية للرد على هذا التساؤل مثّلتها إجابة استباقية لمستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، إذ اعتبر في لقاء صحفي، في 17 من آب الماضي، بعد أسابيع من التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي، أن أهمية اتفاق التطبيع تكمن في تشكيل حلف ضد الوجود الإيراني في سوريا ولبنان.

وقال كوشنر، إن سكان المنطقة يدركون عدم استقرار بلدانهم، وهناك تهديدات لهم بسبب طهران، معتبرًا أن الميليشيات المدعومة من إيران هي التي تزعزع الاستقرار في اليمن وسوريا ولبنان.

ويعتقد مستشار الرئيس الأمريكي أن من مصلحة الدول في المنطقة ترتيب علاقتها مع إسرائيل لمواجهة إيران، مشيرًا إلى أن توحد دول المنطقة “يصعب على إيران زرع الفتن بينها كما فعلت لسنوات”.

المحلل السياسي حسن النيفي قال لعنب بلدي، في حديث سابق، إن دول الخليج العربي تتبع السياسة الأمريكية بمختلف أشكالها، وتتفق مع رغبتها، وعملية التطبيع لا تنعكس بشكل مباشر على القضية السورية، لأن سياسات هذه الدول لا تخرج عن الفلك الأمريكي.

وتجلى ذلك عند فتح سفارة الإمارات العربية المتحدة ثم البحرين في دمشق عام 2018، وبموجة التصريحات من دول خليجية أخرى لديها رغبة بخطوة مماثلة قبل أن توقفها واشنطن، بحسب النيفي.

المحلل السياسي سامر خليوي قال لعنب بلدي، إن الأسد ليس ضد دول التطبيع، فهي لعبت دورًا في بقائه بالحكم حتى الآن، عبر الضغط على الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وسمحت من أجل ذلك بتدخل روسيا وإيران إلى جانبه، كما أن الدول المطبعة دعمت الأسد سرًا في وقت سابق وعلنًا في العامين الأخيرين.

وأضاف خليوي أن قواسم مشتركة تجمع البحرين والإمارات وإسرائيل والنظام السوري، وهي الوقوف ضد تركيا، ويتجلى ذلك عبر دعم ”قوات سوريا الديمقراطية”(قسد) كرأس حربة ضد تركيا.

وفيما يتعلق بحديث كوشنر عن فوائد التطبيع على دول المنطقة، قال خليوي إن ذلك للاستهلاك الإعلامي فقط، وغير واقعي، بحسب تعبيره.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة