أزمة تربية الدواجن في درعا تؤثر سلبًا على إنتاج المزروعات

مدجنة دجاج في سوريا (مواقع التواصل الاجتماعي)

camera iconمزرعة لتربية الدجاج في سوريا (مواقع التواصل الاجتماعي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

ارتفعت أسعار الأسمدة العضوية من فضلات الدجاج في درعا، بعد انخفاض الكميات المعروضة في السوق، بسبب خسارات تعرض لها قطاع تربية الدواجن في درعا، أدت إلى عزوف المربين عن تربيتها، مدفوعين بعدم قدرتهم على مجاراة تكاليف الإنتاج المرتفعة.

وصل سعر المتر المكعب من فضلات الفروج، بحسب ما رصدته عنب بلدي، إلى 45 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سعره 15 ألف ليرة بداية العام الحالي، كما ارتفع سعر المتر المكعب من فضلات “فروج البيض” إلى 60 ألف ليرة أيضًا.

نسبة خروج المربين من عملية الإنتاج 70%

بعد عزوف المربين عن تربية الدواجن تراجعت في درعا كميات الأسمدة، وصار وجودها نادرًا في الأسواق، وهو السبب الرئيس في تضاعف سعرها ثلاث مرات.

ومن الأسباب الرئيسة في دمار قطاع الدواجن ارتفاع تكلفة التربية، وأهمها ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية، ومعظمها مستورد ويتأثر بتقلبات سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

ووصل سعر صرف الليرة مقابل الدولار إلى 2340 ليرة سورية، حسب موقع “الليرة اليوم“، في 24 من أيلول الحالي.

وأرجع غازي الحاري، وهو تاجر يعمل في نقل أسمدة الدواجن للمزارعين بريف درعا، ارتفاع الأسعار إلى قلة المداجن التي تعمل حاليًا، وقال إن المداجن القليلة العاملة خففت إنتاجها إلى النصف تقريبًا لعدم قدرتها على شراء الأعلاف والأدوية.

مدير عام المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، أكد في تصريح لصحيفة “الثورة” الحكومية، في 23 من حزيران الماضي، خروج 70% من مربي الفروج بشكل قسري من العملية الإنتاجية، جراء الخسارات المالية التي ترتبت على ارتفاع تكاليف الإنتاج، وأهمها أسعار المواد العلفية.

وقال خضر إن الأعلاف تشكل 75% من تكلفة المنتج، وجميعها مستورد، وخاصة مادة الذرة الصفراء العلفية وكسبة فول الصويا، مؤكدًا احتكار عدد من التجار لمادة العلف ليتحكموا بأسعارها في الأسواق.

المهندس الزراعي أحمد النعيمي، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن صعوبة تأمين الدواء الفعال، وارتفاع أسعار الدواء المستورد، وغياب أطباء بيطريين مشرفين على عمل المداجن، واعتماد المربي على خبرته الضعيفة، والخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بأصحاب المداجن، أجبرت المربين على إيقاف عمل مداجنهم حتى إشعار آخر.

أسمدة الدجاج تحسن وتزيد الإنتاجية الزراعية

مهندس زراعي، تحفظ على ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن فضلات الدواجن تنقسم إلى قسمين، قسم من فضلات فروج الذبح ومن المعلوم أن عمر الفروج 45 يومًا فقط.

وقسم ثان من فضلات دجاج البيض يمتد عمره لثلاث سنوات أو أكثر، وتتميز فضلات “فروج البيض” بأنها أكثر غنى بالعناصر وتعطي نتائج متميزة عن بقية الفضلات، ما يفسر سبب ارتفاع سعرها.

وأضاف المهندس أن الفضلات تفكك التربة وتجعلها أكثر خصوبة، وتعتبر مصدرًا غذائيًا للأحياء الدقيقة بالتربة، وتساعد في قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية التي يمتصها جذر النباتات، كما أن استخدام الأسمدة العضوية بشكلها الفني الصحيح يساعد على التقليل من استخدام الأسمدة المعدنية والكيميائية.

وأشار إلى أن فضلات الدواجن أعلى قيمة، فعلى عكس بقية الفضلات كالأبقار والأغنام والماعز فإنها تتغذى على الأعشاب ونسبة قليلة من الأعلاف، مقارنة بالمواشي التي تتغذى على الأعلاف بشكل كامل.

ارتفاع الأسعار يزيد تكلفة الإنتاج الزراعي

يشكل ارتفاع سعر أسمدة الفروج أعباء إضافية ترهق ميزانية الفلاح، ويترافق هذا الارتفاع مع غلاء الأسمدة المعدنية والأدوية ومستلزمات الإنتاج الزراعي والأيدي العاملة والمحروقات.

عبد الكريم الحسين، مزارع بريف درعا، قال لعنب بلدي إنه لا يمتلك قدرة مالية لدفع التكاليف، وتوقع خسارة محققة إذ استمرت أسعار أسمدة الفروج بالارتفاع.

ووصف مزارع آخر ارتفاع أسعار أسمدة الفروج بـ”الضربة القاصمة للفلاح”، وقال إن أسعار الخضراوات لم تعد تغطي تكاليف إنتاجها، موضحًا أن الدونم الواحد يحتاج إلى 135 ألف ليرة ثمن أسمدة فقط، بالإضافة إلى تكاليف إضافية تجعل الفلاح يفكر في تقليل أو إلغاء المواسم المقبلة.

وزير الاقتصاد في “الحكومة السورية المؤقتة”، عبد الحكيم المصري، توقع، في حديث سابق لعنب بلدي، تقليص المزارعين المساحات المزروعة خلال المواسم المقبلة، لارتفاع تكاليف إنتاج المحاصيل وانخفاض أسعارها مع زيادة عرضها.

ويترافق ذلك مع وجود 83% من السوريين تحت خط الفقر، وعزوفهم عن شراء الخضار والفواكه إذا ارتفع سعرها، ما يعني خسارة محققة للمزارع.

وتوجد في درعا 734 مدجنة مرخصة لإنتاج الفروج، و100 مدجنة مرخصة لإنتاج البيض، وتعتبر بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي الرائدة على مستوى المحافظة بإنتاج البيض والفروج، إذ تستحوذ على 25% من إجمالي إنتاج المحافظة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة