"الدرون" و"السنتافيه" قاسم مشترك

خلال خمسة أشهر.. سبعة استهدافات تقتل 11 “جهاديًا” في إدلب

camera iconعناصر جهادية ترفع علم النصرة (AP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – علي درويش

تصاعدت وتيرة استهداف الطيران المسيّر (الدرون)، الذي يرجح تبعيته لـلتحالف الدولي، قادة بارزين في التنظيمات “الجهادية” بالشمال السوري، منذ أيار الماضي.

قتلت طائرات “الدرون”، منذ أيار الماضي، 11 قائدًا عسكريًا ومقاتلًا شمالي سوريا، بعضهم مستقلون يعملون في مجال التدريب، وآخرون قادة من تنظيم “حراس الدين” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، إضافة إلى أشخاص لم تُعرف هويتهم.

وتمت معظم هذه الاستهدافات باستخدام صواريخ “النينجا” الأمريكية الصنع، إلا أن الولايات المتحدة لم تتبنَّ عمليات الاستهداف.

قتلى لم تُعرف هويتهم

لم تُعرف هوية بعض قتلى الاستهداف بطائرات “الدرون”، إما بسبب تشوه الجثث نتيجة القصف وعدم وجود أي وثائق تبيّن تبعية القتلى، وإما لعدم الإعلان عن الجهات التي يتبع لها المستهدفون.

وقُتل شخصان، في 21 من أيار الماضي ، بقصف “درون” سيارة من نوع “سنتافيه” على طريق الإسكان- الغزاوية في ناحية جنديرس التابعة لمدينة عفرين شمال غربي حلب.

ولم تُعرف هوية القتلى، إلا أن حسابات مقربة من “هيئة تحرير الشام” قالت إن أحد القتلى هو “عسكري ولاية حماة” سابقًا في تنظيم “الدولة”، “أبو زاكي الطيباني”، لكن التنظيم لم ينعَ الطيباني، كما لم يصدر أي بيان حول الأمر.

كما قُتل شخص بقصف “درون” دراجة نارية، في 20 من حزيران الماضي، على الطريق بين قرية الدانا في ريف حلب ومدينة الباب، وكان القتيل يحمل هوية مدنية صادرة عن مجلس أخترين المحلي، وهو أول استهداف تُستخدم فيه طائرة مسيّرة في المنطقة.

وفي 20 من تموز الماضي، استهدفت طائرة “درون”، يرجح تبعيتها للتحالف، سيارة من نوع “هوندا” بيضاء تحمل لوحة مرورية صادرة عن مدينة اعزاز، ما أدى إلى مقتل شخصين كانا بداخلها.

وفي حين لا يتبنى التحالف بقيادة واشنطن هذه العمليات رسميًا، تواصلت عنب بلدي مع القيادة المركزية الأمريكية عبر الإيميل واستفسرت عن مسؤولية التحالف عن هذه الضربات، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، النقيب في البحرية بيل أوربان، “نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالغارات في شمالي سوريا”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل كل العمليات التي تهدف إلى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في أي فرصة ممكنة”.

“الدرون” و”السنتافيه” حاضران في مقتل قادة “الحراس”

في حزيران الماضي، قُتل ثلاثة من قادة تنظيم “حراس الدين” فرع “القاعدة” في سوريا، ونعت قيادة التنظيم، في 24 من حزيران الماضي، نائب القائد العام، خالد العاروري الملقب بـ”أبو القسام الأردني”.

وكانت “الدرون” استهدفت سيارة “سنتافيه”، في 15 من حزيران الماضي، وأُصيب “أبو القسام” نتيجتها، بينما قُتل مرافقه بلال الصنعاني فورًا بسبب القصف.

وفي 24 من الشهر ذاته، قُتل مسؤول الآليات في التنظيم باستهدافه على طريق بنش شرقي إدلب، بحسب ما نشرته حسابات “جهادية” عبر “تلجرام”.

“جهاديون” مستقلون ضمن الأهداف

لم يقتصر استهداف “الدرون” على “حراس الدين” أو تنظيم “الدولة”، إذ استهدف، في 13 من آب الماضي، “أبو يحيى الأوزبكي”، وهو مدرب عسكري مستقل، وكان يعمل في مجال التدريب مع “أبو أحمد الجزائري” الذي قُتل على يد التحالف عام 2019.

كما قُتل، في 14 من أيلول الحالي، القيادي السابق في تنظيم “الدولة”، ثم في “جبهة النصرة” و”جند الأقصى”، والمدرب العسكري “أبو عبد الرحمن التونسي”، مع سفينة التونسي، باستهداف طائرة “درون”، بحسب ما نشرته حسابات “جهادية” عبر “تلجرام”.

واستخدمت “الدرون” صواريخ “النينجا” المخصصة للاغتيال، في معظم العمليات.

واستخدم هذا النوع من الصواريخ في مناطق سيطرة المعارضة، لأول مرة، باغتيال الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” أحمد حسان، المعروف بـ”أبو الخير المصري”، في شباط 2017، قرب معسكر “المسطومة” في إدلب، عن طريق المخابرات الأمريكية.

كما قُتل “أبو أحمد المهاجر”، مدرّب قوات النخبة في “هيئة تحرير الشام”، بنفس الطريقة في كانون الأول 2019.

وكانت الولايات المتحدة صمّمت صواريخ خاصة للاغتيال دون أن تنفجر وتؤذي المدنيين القريبين من العملية، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في 9 من أيار 2019، عن عدد من المسؤولين الأمريكيين.

هذه الصواريخ هي نسخة معدلة عن صواريخ “هليفاير”، وهي صواريخ مضادة للدبابات أُصدرت خلال الثمانينيات، وبدأ استخدامها بعد هجمات الـ11 من أيلول لاستهداف الأفراد.

يحمل السلاح رأسًا حربيًا خاملًا، وهو مصمم ليخترق أكثر من 100 باوند (45.4 كغ) من المعدن، بدلًا من أن ينفجر، لقتل الهدف دون إيذاء المدنيين والممتلكات القريبة.

بالنسبة للشخص المستهدف، ينزل الصاروخ كسندان حديدي، حسبما قال المسؤولون، ويسمى هذا الصاروخ “R9X”، وهو مجهز بحلقة من ست شفرات طويلة تحيط برأس الصاروخ، تكون مخفية وتظهر قبل ثوانٍ من إصابة الصاروخ للهدف، لضمان أن تمزق كل ما في طريقها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة