من حرائق "موريا" إلى ألغام "كارا تيبي".. لاجئو اليونان يطاردون الموت

اليونان تشيد مخيمًا للاجئين على حقل ألغام (صور)

camera iconهاربة من حرائق مخيم موريا في اليونان، 9 أيلول 2020 (BBC)

tag icon ع ع ع

لا تبدو الظروف التي هيأتها السلطات اليونانية في المخيم الجديد للاجئين على جزيرة ليسبوس بأفضل حال مما كانت عليه في مخيم “موريا”، لا سيما أن السلطات شيدت المخيم فوق ألغام أرضية.

وعلمت عنب بلدي، السبت 19 من أيلول، من عدة مصادر داخل المخيم الجديد، المسمى “كارا تيبي”، أن فرقًا متخصصة تجري عمليات تمشيط بحثًا عن ألغام قد تكون موجودة بين الخيام أو في جوار المخيم.

“أبو أحمد”، لاجئ سوري وهو عسكري سابق متزوج وأب لثلاثة أطفال، قدم من دير الزور، قال لعنب بلدي، “هناك فرق بحث عن الألغام تتجول بجوار المخيم وفي داخله وبين الخيام بحثًا عن ألغام قد تكون مزروعة”، وأضاف أن “منطقة المخيم تابعة لقطعة عسكرية”. 

وأكد لاجئون من داخل المخيم، تحدثوا لعنب بلدي، أنهم أحضروا إلى قطعة عسكرية، وأنه يجري تفكيك ألغام داخل المخيم، وسط وجود عساكر يونانيين.

ولم تتمكن عنب بلدي من الحصول على تصريحات من مسؤولين داخل المخيم حول ما يجري، حتى ساعة إعداد التقرير.

وكانت اليونان (العضو في اتفاقية حظر الألغام الدولية) زرعت 25 ألف لغم أرضي على طول حدودها مع تركيا، على خلفية نزاعهما على جزيرة قبرص عام 1974، ما أسفر عن مقتل عشرات اللاجئين على الحدود بانفجار الألغام، بحسب موقع “مونيتور”.

عسكري يبحث عن ألغام في مخيم كارا تيبي في اليونان (عنب بلدي)

عسكري يبحث عن ألغام في مخيم كارا تيبي في اليونان (عنب بلدي)

 

سيارة للكشف عن الألغام في مخيم كارا تيبي (عنب بلدي)

سيارة للكشف عن الألغام في مخيم كارا تيبي (عنب بلدي)

واندلعت، في 9 من أيلول الحالي، عدة حرائق في مخيم “موريا”،(أكبر مخيمات اللاجئين في اليونان) على جزيرة ليسبوس اليونانية، ما خلّف حركة نزوح كبيرة من المخيم.

وكانت الشرطة اليونانية ألقت القبض، في 15 من أيلول الحالي، على خمسة أشخاص من جنسيات أفغانية (رفضت طلباتهم للجوء) يشتبه بضلوعهم في اندلاع الحرائق، التي أدت إلى تشريد أكثر من 12 ألف لاجئ. 

وقال وزير الحماية المدنية، ميكاليس كريستوكويديس، حينها لشبكة “إي آر تي”، “لقد تم إلقاء القبض على مضرمي النيران، هم مهاجرون صغار السن”،بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

المخيم “معتقل”.. والدخول إليه بالإكراه

ووصف اللاجئون المخيم الجديد بـ “السجن”، لاسيما وأن الشرطة اليونانية تمنع الناس من الخروج والدخول وتمنع اللاجئين من استقبال الطعام من المنظمات، لافتين إلى أن معاملة الشرطة اليونانية “سيئة”.

الشرطة اليونانية أدخلت اللاجئين إلى المخيم بالإكراه، حيث يتم فصل العازبين عن العائلات، وفي قسم العازبين “تؤوي الخيمة الواحدة ثمانية أشخاص” بحسب إفادات اللاجئين لعنب بلدي.

وقال اللاجئ “أبو أحمد”، “لم ندخل إلى المخيم بشكل طوعي وإنما تعرضنا للضرب من قبل الشرطة اليونانية، لم نكن نريد الدخول إلى المخيم فهو كالمعتقل ويفتقر إلى الخدمات”، مشيراً إلى أنه وأسرته في مرحلة الانتظار للمبيت في قسم العائلات بالمخيم الجديد.

ويشتكي من اكتظاظ الخيام فهي “غير مجهزة للعيش، ولا يوجد طعام ولا مياه للشرب ولا مياه للغسيل”، موضحًا أن المخيم لا يتسع لنصف ساكنيه.

وناشد اللاجئ دول الاتحاد الأوروبي للنظر في وضعهم وإتاحة الفرصة لهم للخروج من اليونان إلى دولهم.

مخيم كارا تيبي في اليونان (عنب بلدي)

مخيم كارا تيبي في اليونان (عنب بلدي)

مخيم كارا تيبي في اليونان (عنب بلدي)

مخيم كارا تيبي في اليونان (عنب بلدي)

وفي 10 من أيلول الحالي، شهدت عدة مدن ألمانية، مظاهرات شارك فيها الآلاف، لمطالبة الحكومة باستقدام لاجئي جزيرة “ليسبوس” وجزر أخرى، وإيوائهم بألمانيا ودول أوروبية أخرى.

وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، كان قد أعلن، في 11 من أيلول الحالي، أن عشر دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، من بينهم ألمانيا وفرنسا، ستستقبل نحو 400 مهاجر قاصر (لا يصطحبهم بالغون)، ممن جرى إجلاؤهم من “موريا”.

في حين قالت وزارة الداخلية الألمانية، في 15 من أيلول الحالي، إن “109 لاجئين من اليونان وصلوا إلى مطار هانوفر الألماني، من بينهم 26 طفلًا مريضًا”.

اللاجئون المرضى.. بين تسويف المشافي وعصا الشرطة

الواقع الطبي في الجزيرة ليس بأفضل حال، فـ”إن لم تمنعك الشرطة اليونانية من الوصول إلى النقطة الطبية، قابلك الأطباء بالمماطلة”، بحسب ما قاله اللاجئ “أبو أحمد”. 

وتطرق في حديثه إلى الواقع الطبي قائلًا “زوجتي لديها إصابة في قدمها منذ ثمانية أشهر، ونحاول منذ ذلك الوقت الدخول إلى المشفى في المنطقة ولكن يجري تأجيلنا باستمرار”، لافتًا إلى أنه لم يستطيع الحصول على الموعد وعلاجها إلى الآن.

بدوره أوضح إبراهيم، الذي لجأ من دير الزور إلى “ليسبوس”، أنه حاول الذهاب إلى نقطة طبية تابعة لـ “منظمة أطباء بلا حدود” لمداواة قدمه المصابة في أثناء وقائع “موريا”، لكن “الشرطة اليونانية منعتنا من العبور إلى المركز الطبي، وعندما حاولنا نعبر ضربونا بالهروات (العصي)”.

وتظاهر المئات من طالبي اللجوء الذين اضطرّوا للنوم في الشوارع عقب احتراق مخيمهم، بينما تأخّرت جهود إقامة مخيّم بديل جرّاء وجود اعتراضات على الأمر من قبل السلطات المحلية، بحسب “فرنس برس”.

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب، الهروات لتفريق المحتجين الذين حاولوا تنظيم مسيرة، وبينهم أطفال ونساء، وفق وكالة الأناضول.

وكانت السلطات اليونانية أعلنت في 12 من أيلول الحالي، عن نقل نحو 500 طالب لجوء إلى مخيم جديد قادر على استيعاب الآلاف من المهاجرين الذين باتوا مشردين في “ليسبوس” بعد احتراق “موريا”. 

وقال وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، في وقت سابق، إنه “سيتم نقل جميع من هم في الشارع إلى المخيم الجديد”، مضيفًا، “أولئك الذين يحلمون بمغادرة الجزيرة عليهم أن ينسوا ذلك”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة