عيادات متنقلة لترميم الواقع الطبي شمالي سوريا

camera iconعيادة الأسنان المتنقلة في ريف حلب - 7 كانون الأول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – عبد السلام مجعان

رممت العيادات الطبية المتنقلة في قرى وبلدات ومخيمات الشمال السوري، التي تفتقر للخدمات الطبية، جزءًا من نقص الخدمات في المنطقة.

وتوفر هذه العيادات عددًا من الخدمات الطبية، وتعتبر حلًا إسعافيًا للسكان، الذين يصعب عليهم ارتياد المراكز الصحية الدائمة إما لبعدها وإما لغيابها عن بعض المناطق.

ومع موجات النزوح المتكررة من أرياف حماة وإدلب وريف حلب الغربي، ارتفع عدد قاطني المخيمات، وأُنشئت مخيمات جديدة لاستيعاب النازحين.

جهود حكومية ومدنية.. عيادات تجول في الشمال السوري

أطلقت وزارة الصحة في “الحكومة الموقتة” مشروع عيادات متنقلة، في 13 من تموز الماضي، يتألف من عيادتين تجوبان مخيمات شمالي حلب، والقرى التي تفتقر للمراكز الصحية في المنطقة.

وتتكون كل عيادة من كوادر أساسية (طبيب وقابلة وممرض وسائق)، وهي مجهزة بالمعدات واللوجستيات اللازمة لإنجاح عملها، حسب حديث وزير الصحة في “الحكومة الموقتة”، الطبيب مرام الشيخ، لعنب بلدي.

وتجوب العيادة الأولى مخيمات منطقة عفرين، كمخيم “معمل البيرين” و”زغروس” و”سيلفانا” كمرحلة أولى، وتتوسع جولاتها إلى مخيمي “الديار” و”أمد” مستقبلًا.

وسيكون سير العيادة الثانية في مخيمات اعزاز ومارع وقرى الغوز والطويحينة ومزرعة الورد شمالي حلب، إضافة إلى قرية أرشاف والمخيمات المحيطة بها.

كما تعمل سبع عيادات متنقلة، كل منها لها اختصاص محدد، في ريف حلب الغربي بالتنسيق مع مديرية صحة حلب، حسب حديث مديرها، عبد الكريم ياسين، إلى عنب بلدي.

إذ تعمل عيادة “شفق” المتنقلة باختصاص نسائية، في بلدة الجينة ومدينة الأتارب غربي حلب وكفر ناصح بريف حلب الشمالي، وتقدم خدمات الصحة المجتمعية وتستقبل المصابين بسوء التغذية، وتغطي قرابة 200 مراجع شهريًا.

وتغطي عيادة “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز) مناطق غربي الأتارب ومخيمات سرمدا شمالي إدلب، وتقدم خدمات نسائية وصحة مجتمعية لقرابة 1200 شخص شهريًا.

كما أن عيادات لمنظمات “عطاء” و”سارد” و”الأطباء المستقلون” و”مونيتور” و”ساعد” تقدم خدمات طبية متنوعة في المنطقة (مخيمات باتبو وكلي وحزانو وبابكة وكفركرمين شمالي إدلب)، وتقدم الخدمات الطبية النسائية والليشمانيا والصحة المجتمعية وسوء التغذية.

هل تغطي العيادات النقص

رغم نشاطها في تقديم الخدمات الطبية، يتطلع الأهالي إلى وجود نقاط طبية ثابتة تخدم الأماكن التي لا تتوفر فيها خدمات طبية دائمة.

وتوجد حالات مرضية تحتاج إلى علاج وأدوية بشكل دائم، كأدوية السكر والضغط، التي تفتقر لها العيادات المتنقلة، ولا توجد بشكل دائم لاستقبال الحالات الطارئة، إذ توجد العيادات المتنقلة في المنطقة ليومين وسطيًا خلال الأسبوع.

بينما تمنع الأوضاع الاقتصادية الأهالي أحيانًا من التوجه إلى النقاط الطبية الأقرب لهم، حسبما قال الحاج حيدر حيدر، من أهالي قرية الغوز شمالي حلب، لعنب بلدي.

وتصل تكلفة الأهالي إلى نحو 15 ألف ليرة سورية في بعض الأحيان لقاء توجههم إلى أقرب نقطة طبية، عدا شراء الأدوية، التي لا توجد في المراكز الطبية الدائمة.

آثار إيجابية.. غير كافية

أوضح مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، في حديث إلى عنب بلدي، أن للعيادات المتنقلة أثرًا إيجابيًا بتخديم مناطق غير مشمولة بنقاط طبية دائمة، وتخفيف الضغط على النقاط الطبية الأساسية.

أما الجانب السلبي، وتحديدًا في منطقة المخيمات، فهو ارتفاع الكثافة السكانية الموجودة فيها التي لا تكفيها عيادة متنقلة واحدة، فوجود مليون شخص ضمن مخيمات النزوح بحاجة إلى أكثر من ألف أو ألفي عيادة متنقلة لتغطية الواقع الطبي في تلك المخيمات، حسب حلاج.

وبلغ عدد المخيمات الكلي في شمالي سوريا 1293 مخيمًا، يقطنها مليون و43 ألفًا و689 شخصًا، بينها 382 مخيمًا عشوائيًا يقطنها 185 ألفًا و557 شخصًا، و911 مخيمًا نظاميًا يقطنها 858 ألفًا و132 شخصًا، حسب فريق “منسقو استجابة سوريا”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة