مبادرة لـ”الناتو” يقابلها تضارب تركي- يوناني

camera iconمقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بلجيكا (وكالة الأناضول)

tag icon ع ع ع

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن تركيا واليونان، الشريكين في الحلف، وافقا على الدخول في محادثات لتفادي أي اشتباكات في منطقة شرق المتوسط، في إطار تهدئة الصراع المتفاقم على موارد الطاقة في المنطقة أمس، الخميس 3 من أيلول.

وعلّقت تركيا على بيان الأمين العام، مبدية استعدادها للحوار مع اليونان دون شروط مسبقة، من أجل إيجاد حلول لجميع القضايا بين البلدين في إطار القانون الدولي، عبر بيان نشرته وزارة الخارجية التركية في نفس اليوم.

وأكدت الوزارة دعمها مبادرة حلف “الناتو” التي تهدف “لتقليل التوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومنع الحوارات غير المرغوب فيها بين العناصر في البحر والجو”، بحسب البيان، وتوقعت من اليونان أن تفعل الشيء ذاته.

لكن اليونان نفت اتفاقها على عقد محادثات برعاية “الناتو” مع تركيا، لخفض تصعيد التوتر بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز.

وأكد رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الجمعة 4 من أيلول، أن على تركيا الكف عن “تهديداتها” لليونان قبل عقد أي محادثات بشأن خفض التوتر في شرق المتوسط.  

بدوره، صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة التركية أنقرة، أن “اليونان أظهرت مجددًا أنها لا تؤيد الحوار بعدما كذّبت وساطة (الناتو)”.

واعتبر أن فرنسا هي المحرض الأكبر لليونان، بحسب تعبيره.

وأجرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، محادثة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر بالفيديو، ضمن إطار مساعي ألمانيا لتخفيف التوتر بين تركيا واليونان.

ورحب أردوغان بجهود ميركل، كما أكد “تأييد بلاده لحل عادل يحمي حقوق الشعبين القبارصة الأتراك، ويحقق مصلحة كل دول المنطقة”، حسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أمس، الخميس 3 من أيلول.

التوتر بين البلدين

وتأتي عروض الوساطة بعد تزايد حدة التوترات بين أنقرة وأثينا، والتهديدات المتبادلة بين الطرفين، التي ابتدأت بعد أن وقعت تركيا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة “الوفاق” الليبية المعترف بها أمميًا، في نهاية 2019، وأثارت حفيظة اليونان، التي لديها خلافات عميقة مع تركيا حول عدد من الملفات، على رأسها ملف اللاجئين والحدود البحرية بين البلدين.

كما رفع حدة التوتر بين البلدين إعلان تركيا حملات تنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر الأبيض المتوسط، في 10 من آب الماضي، تبعه تهيؤ عسكري من الطرف اليوناني.

بينما قال الرئيس التركي في تصريحات له، في 15 من آب الماضي، إن بلاده “ستحمي حقوقها شرقي المتوسط حتى النهاية”.

وأوقف الرئيس التركي عمليات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، نهاية تموز الماضي، بعد مكالمة جمعته بالمستشارة الألمانية، التي تدخلت لوقف التوتر المتصاعد بين أثينا وأنقرة.

ثم أعلن، في 7 من آب الماضي، أن بلاده ستستأنف أعمال التنقيب “لأن اليونان لم تلتزم بتعهداتها”، بحسب تعبيره، وذلك بعد توقيع اليونان اتفاقية لترسيم حدودها البحرية مع مصر.

دور فرنسا

ولم تثر الخطوات التركية الأخيرة حفيظة اليونان وحدها، بل كذلك فرنسا ورئيسها، إيمانويل ماكرون، الذي اعتبر في تصريحات صحفية له، في 23 من تموز الماضي، أن الاتحاد الأوروبي “سيرتكب خطأ جسيمًا في حال ترك أمن المتوسط في يد أطراف أخرى”، معتبرًا أن فرنسا “لن تدع ذلك يحدث”.

ولم يخفِ الرئيس الفرنسي هوية تلك الأطراف، وسرعان ما أشار إلى أن تركيا وروسيا “تؤكدان وجودهما وسط صراعهما على النفوذ”، وهو ما لا يفعله الاتحاد الأوروبي، بحسب رأيه، كما أنه لا يرد على الاستفزازات في شرق البحر المتوسط.

كما أرسلت فرنسا، في 13 من آب الماضي، طائرتي “رافال” وحاملة طائرات، لـ”تعزيز وجودها العسكري في المنطقة“، بحسب ما نقلته إذاعة “مونتي كارلو” الفرنسية عن وزارة القوات المسلحة.

في حين ربطت قناة “فرانس 24” توجه الطائرتين والسفينة بالتوتر المتصاعد مع تركيا.

حلف “الناتو”

وشُكّل حلف “الناتو” في العاصمة الأمريكية (واشنطن) في عام 1949، ويضم حاليًا 29 دولة، في حين انضمت تركيا إلى الحلف في 18 من شباط عام 1952.

وتُلزم المعاهدة الموقعة بين الحلفاء بالدفاع الجماعي في حال تم الهجوم على أي دولة من الدول الأعضاء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة