“أبو عمر منهج”.. من باحث عن “القاعدة” في سوريا إلى سجون “تحرير الشام”
في 28 من حزيران الماضي، اعتقلت “هيئة تحرير الشام” القيادي في تنظيم “حراس الدين” فرع “القاعدة” في سوريا “أبو عمر منهج”.
ورغم مطالب من قبل أهالي قرية عرب سعيد، التي ينحدر “أبو عمر” منها، بالإفراج عنه، ووعود “تحرير الشام” بمتابعة القضية، ما زال يقبع في سجونها حتى لحظة إعداد التقرير.
وأبقت “تحرير الشام” “أبو عمر” في المنفردة نحو شهرين، ولم تستجوبه إلا مرات قليلة، حسبما تحدثت والدته في أول زيارة له في سجنه.
وسبقت اعتقال أبو عمر اشتباكات بين “تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضم فصائل “جهادية” أبرزها “حراس الدين”، بين 23 و26 من حزيران الماضي، في قرية عرب سعيد.
وانتهت الاشتباكات بتوقيع اتفاق بين الطرفين على إخلاء المقرات التابعة لـ”فاثبتوا” في مناطق إدلب، ومنع إنشاء أي مقرات جديدة، أو نشر حواجز إلا من قبل “إدارة الحواجز العامة” التابعة لحكومة “الإنقاذ”، التي تعتبر “تحرير الشام” الجناح العسكري لها، وتُتهم الأخيرة بالسيطرة على جميع قرارات “الإنقاذ”.
محاولتان للإمساك به
حاولت “تحرير الشام” اعتقال “أبو عمر” لأول مرة في 27 حزيران الماضي إلا أنها فشلت.
ودخلت قوات أمنية تابعة لـ”تحرير الشام” في اليوم التالي عرب سعيد، وحاصرت منزل “أبو عمر”، واعتقلت اثنين من إخوته واضطر إلى تسليم نفسه، حسبما ذكر الباحث في الجماعات “الجهادية” أيمن التميمي.
وسلم “أبو عمر” نفسه لقيادي من فصيل “الحزب الإسلامي التركستاني” مقابل وعود بالإفراج عنه، وجرت العملية نتيجة الضغط الشعبي من أهالي القرية، حسبما ذكرت حسابات مقربة من تنظيم “القاعدة” في “تلجرام”.
“الأحرار” ثم “تحرير الشام”.. “أبو عمر” الباحث عن القاعدة
مع دخوله الأراضي السورية قادمًا من لبنان، حاول “أبو عمر” القتال إلى جانب عناصر “الجيش الحر” في بداية عمله المسلح عام 2012، إلا أن قلة السلاح والذخيرة منعته من ذلك، وعاد إلى لبنان بقصد العمل لجمع ثمن سلاح واستطاع ذلك.
انخرط “أبو عمر” في صفوف حركة “أحرار الشام الإسلامية” في كتيبة “أبي الدرداء” تحت قيادة صديقه الشرعي “أبو علي كفرروحين”.
شارك المقاتل آنذاك بعمليات الحراسة في الرقة، وكسب بريف اللاذقية وحلب وجبهات أخرى، وشارك في المعارك.
انتقل “أبو عمر” إلى صفوف “جبهة النصرة” قبل فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة” لسببين: “قربها من الحقيقة والثانية بداية انحراف الأحرار”، بحسب ما ذكرته حسابات مقربة من “القاعدة”.
ورغم عرض “أحرار الشام” المال والسلاح على “أبو عمر” رفض العودة إلى الفصيل، إذ كان أحد قادة المجموعات وانتقل مع مجموعته إلى صفوف “النصرة” بعد لقائه بالقياديين “أبو جليبيب” و”أبو حسن” الأردنيين، وخضوعه لدورة شرعية لمدة شهر ونصف ثم تدريبات عسكرية.
القتال في صفوف “تحرير الشام”
بعدها فكت “جبهة النصرة” ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، وحولت مسماها إلى “فتح الشام” ثم “تحرير الشام”، بالاندماج مع فصائل أخرى.
وشارك “أبو عمر” مع الفصيل في معارك السيطرة على إدلب ومصيبين التابعة لمدينة أريحا جنوبي إدلب وأُصيب بها، وفي معارك ريف حلب الجنوبي والساحل، وكان قائدًا عسكريًا في معظم الحملات.
وأُصيب في قرية كوكب بريف حماة، وشارك في معارك “شرق السكة” جنوبي إدلب، وكان لا يزال حينها مع “تحرير الشام”، حسب الباحث أيمن التميمي.
وبعد محاولات “تحرير الشام” تفكيك مجموعته وعرض منصب قيادي عليه لتشتيت انتباهه، انتقل إلى “جيش النصرة” (المعروف بجيش “أبو بكر الصديق”، كتيبة “أبو عمر سراقب” حاليًا) مع مجموعته تحت قيادة “أبو مسلم الشامي”، ضمن صفوف “تحرير الشام”.
وبعد اعتقال “تحرير الشام” القادة السابقين فيها، “أبو جليبيب الأردني” و”خلاد المهندس” والدكتور سامي العريدي، ونتيجة سياساتها الجديدة في التخلي عن “القاعدة”، وإقحام الأتراك في شؤون شمالي سوريا، ومحاربة الفصائل، جدد “أبو عمر” بيعته لـ”القاعدة” وانضم إلى فصيل “حراس الدين”.
وتعرض لمحاولة اغتيال في قريته عرب سعيد سببت له جروحًا بالغة وإعاقة في ساقه.
وكانت بدايات “تحرير الشام” في كانون الثاني 2012 تحت اسم “جبهة النصرة لأهل الشام” فرع “القاعدة” في سوريا، لكن قائدها “أبو محمد الجولاني” أعلن فك الارتباط بالقاعدة في 28 من كانون الثاني 2016، وتشكيل فصيل جديد يسمى “جبهة فتح الشام”.
وفي 28 من كانون الثاني 2017، أُعلن عن تشكيل “هيئة تحرير الشام” من اندماج “جبهة فتح الشام” وجبهة “أنصار الدين” وجيش “السنة” و”لواء الحق” وحركة “نور الدين الزنكي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :