“الخلافات العميقة”.. عنوان الجولة الثالثة من اجتماعات “اللجنة الدستورية”
في ختام الجولة الثالثة من اجتماعات “اللجنة الدستورية” (السورية)، أكد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، عمق الخلافات في وجهات النظر بين وفدي النظام والمعارضة، لكنه أقر بوجود عدد من النقاط المشتركة التي يمكن البناء عليها مستقبلًا.
وخلال مؤتمر صحفي عقده، أمس، السبت 29 من آب، في مدينة جنيف السويسرية، قال بيدرسون إن هناك “العديد من نقاط الخلاف بين الحاضرين، لكن يوجد عدد قليل جدًا من المجالات المشتركة، التي اعترف بوجودها الرئيسين المشتركين” (هادي البحرة وأحمد الكزبري).
وتحفّظ بيدرسون عن إعطاء تفاصيل حول نقاط الاتفاق والخلاف بين الوفدين، لكنه أشار إلى إمكانية البناء على النقاط المشتركة إذا تم الاجتماع مرة أخرى.
ولفت إلى أنه قد يكون من الصعب التنبؤ بمستقبل المحادثات، لكنه عبّر عن ثقته بالتمكن من بناء الثقة بين الأطراف، مضيفًا أن “هذا يعتبر تقدمًا”.
ولم يحدد موعد الجولة المقبلة من المحادثات، بحسب بيدرسون، مشيرًا إلى أنه حصل على رسالة من الطرفين تؤكد استعدادهما للاجتماع مرة أخرى.
وبيّن بيدرسون أن الرئيسين المشتركين للجنة سيجتمعان الأسبوع المقبل، لتحديد موعد الجولة الرابعة، وجدول أعمالها.
واعتبر المبعوث الأممي أن وقف إطلاق النار في إدلب صامد إلى حد كبير رغم الانتهاكات الحاصلة، متمنيًا حصول تقدم سياسي “مع استمرار الهدوء على الأرض”.
بيدرسون أبدى أسفه من عدم إحراز أي تقدم فيما يخص ملف المعتقلين السوريين، لكنه أكد أن هذا الموضوع يشكل أولوية بالنسبة له، وأضاف، أن “حل الخلافات يستغرق وقتًا والعمل عليه قد بدأ وسيستمر”.
وانطلقت الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، في 24 من الشهر الحالي، بعد تسعة أشهر من الجولة السابقة والتي انتهت في خلاف بين الوفود المشاركة (النظام والمعارضة والمجتمع المدني) حول الاتفاق على جدول الأعمال.
وبدأ وفد النظام الجولة الحالية بـ ”محاولة استفزاز من وفد النظام السوري بتسمية نفسه الوفد الوطني، وأنه لا يمثل الحكومة السورية ولا علاقة له بها”، بحسب ما قاله مصدر من داخل قاعة الاجتماع لعنب بلدي.
وأدى ذلك إلى اعتراض من قبل الرئيس المشترك لوفد المعارضة السورية، هادي البحرة، الذي طلب التزام وفد النظام بالتسميات المتفق عليها عند تأسيس اللجنة الدستورية وبالاتفاق مع الأمم المتحدة.
لكن الجولة توقفت بعد اكتشاف السلطات السويسرية إصابة أربعة أعضاء من اللجنة قادمين من دمشق بفيروس “كورونا المستجد”، قبل أن تستأنف مجددًا، الخميس الماضي، لمناقشة المبادئ الوطنية وفق الجدول المتفق عليه سابقًا.
وعقب الاستئناف بدأت الخلافات بين الوفود حول أولوية هذه المبادئ، إذ أصر وفد النظام على مناقشة وجود “كيانات انفصالية” في سوريا، في حين أصر وفد المعارضة على أن وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها هو أولى بالنقاش.
أما وفد المجتمع المدني، بحسب مصدر من داخل القاعة، فاقترح أن يكون النقاش حول إرادة العيش المشترك.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :