حث على حرب العراق ثم عارضها في 2003.. وفاة اللطيف الصارم سكوكروفت

camera iconمستشار الأمن القومي الأمريكي سكوكروفت (AP)

tag icon ع ع ع

“كان لهذا الوطني مسيرة طويلة من الخدمة المتميزة لبلدنا، بصفته جنرالًا متقاعدًا في القوات الجوية، قدم نصائح سليمة ومدروسة للعديد من الرؤساء، لقد كان مستشارًا مهمًا بشكل خاص لوالدي”.

بهذه الكلمات نعى الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، الجنرال ومستشار الأمن القومي، برنت سكوكروفت، بعد وفاة طبيعية أمس، الجمعة 7 من آب، عن عمر ناهز 95 عامًا، حسبما ترجمته عنب بلدي عن شبكة “CNN” الأمريكية.

ووصف مستشار الأمن القومي لبوش الابن، ستيفن هادلي، نهج سكوكروفت في إدارة منصبه بـ “الإدارة العملية الشاملة والشفافة لطرح القضايا على الرئيس الأمريكي”، وتقديم النصيحة له بشكل خاص، فهذا النهج يخدم الرئيس بشكل أفضل ويعزز احتمالات سياسة خارجية سليمة.

ولد سكو كروفت عام 1925 في الولايات المتحدة، ودرس في بالأكاديمية العسكرية الأمريكية (ويست بوينت)، وحصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية عام 1967 من جامعة كولومبيا.

وخدم في سلاح الجو بالجيش الأمريكي، لكن حادثًا منعه من الطيران عمليًا، لذلك ركز وقته في التدريس بالأكاديمية العسكرية الأمريكية وأكاديمية القوات الجوية.

تدرج لاحقًا في المناصب السياسية، وصار مستشارًا لهيئة الأركان المشتركة مع بداية عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون (1969- 1974)، ثم مساعدًا لمستشار الأمن القومي وقتها هنري كسنجر.

ويعتبر سكوكروفت الشخص الوحيد الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيسين أمريكيين، وذلك خلال فترة حكم، جيرالد فورد (1974- 1977) وجورج بوش الأب (1981- 1989)، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن “BBC“.

وبعد انتهاء فترة حكم بوش الأب، أسس مجموعة سكو كروفت، للاستشارات الدولية عام 1993، لكنه استمر في حديثه عن السياسة الخارجية وتقديم المشورة للرؤساء.

ساعد سكوكروفت، الذي وُصف بأنه لطيف الكلام لكنه صارم، في تشكيل تصرفات الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وكذلك الرد على الصين في أعقاب احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989 في الصين (احتجاجات طلبة جامعيين طالبوا بالديمقراطية).

وعمل على فلسفة وصفها بـ “الواقعية المستنيرة”، ركز فيها على الاستراتيجية وتأسيس القيادة العالمية للولايات المتحدة من خلال العمل من خلال التحالفات والحلفاء، حسب “AFP“.

سكوكروفت بين حربين على العراق

حث سكوكروفت الولايات المتحدة على الرد العسكري عندما غزا الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، الكويت 1990.

وكان سكوكروفت وراء عملية “عاصفة الصحراء”، لكنه حذر من خلع الرئيس العراقي في ذلك الوقت، وحصل على وسام الحرية الرئاسي عن عمله المتعلق بحرب الخليج، حسب “AFP”.

وفي عام 2002 حذر سكوكروفت من الحرب على العراق بقيادة الولايات المتحدة عبر مقال كتبه في صحيفة “وول ستريت جورنال”، معتبرًا أن الحرب على العراق ستشتت التركيز في الحرب الأمريكية على “تنظيم القاعدة”، بحسب “CNN“.

ساعد سكوكروفت الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في تشكيل فريقه للأمن القومي عام 2008، وأيد ترشح هيلاري كلينتون للرئاسة الأمريكية عام 2016، قائلًا إنها ستجلب تجربة فريدة إلى البيت الأبيض.

وبذلك يكون نصح الرؤساء الأمريكيين من عهد نيكسون حتى باراك أوباما، وكان صديقًا ومقربًا لبوش الأب.

ومن بين أتباعه وزيرة الخارجية في عهد جورج دبليو بوش كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة