“السيرة الرحبانية الفيروزية”.. دردشة شخصية في تاريخ فني

tag icon ع ع ع

أنتج الفنانان اللبنانيان عاصي ومنصور الرحباني، المعروفان بلقب “الأخوان رحباني”، مئات الأغاني عبر تاريخهما الفني الممتد منذ نهاية أربعينيات القرن الـ20 وصولًا إلى وفاتهما (عاصي توفي في عام 1986، ومنصور في عام 2009)، بالشراكة مع واحدة من أهم مطربات العالم العربي، نهاد حداد المعروفة باسمها الفني فيروز.

شكلت فيروز و”الأخوان رحباني” حالة مختلفة في الفن العربي، دفعت الكاتب السوري خطيب بدلة لتأليف كتاب خاص عنهم حمل اسم “السيرة الرحبانية الفيروزية”، حاول من خلاله تفسير وتحليل الأغاني التي أنتجتها هذه المجموعة.

وينطلق بدلة من قصص شخصية قصيرة قادته إلى تأليف الكتاب ضمن 272 صفحة من القطع الكبير، معتبرًا أنه من “حق الرحابنة وفيروز على الأدباء والكتّاب، أن يؤلف كل واحد منهم كتابًا عنهم بطريقته وأسلوبه”، ليبدأ عبر فصل صغير أسماه “فيروز.. لي حصة فيها”، شرح علاقته الشخصية بفن الرحابنة.

وفقًا لخطيب بدلة، انطلق الرحابنة في أعمالهم الفنية من الشعر، وأدركوا أهميته للوصول إلى النجاح وتقديم فن مختلف عن الفن السائد في تلك الفترة، سواء كان الفن الطربي، أو “الطقطوقة”، أو غيرها، عبر الأغاني المقدمة باللهجة المحلية، أو القصائد الشعرية المكتوبة باللغة العربية الفصحى، سواء للشعراء العرب القدامى، كـ”أبو فراس الحمداني” أو المتنبي، أو لشعراء القرن الـ20، كسعيد عقل على سبيل المثال لا الحصر.

ويتألف الكتاب من 34 فصلًا قصيرًا، تناول فيها المؤلف مختلف أغاني فيروز، وعلاقة هذه الأغاني بالإنسان والمكان والزمان والمرأة والوطن، عبر تفسير شخصي لكل ما سبق.
كما يشرح الكاتب علاقة الرحابنة بعباقرة آخرين في الفن العربي، كفيلمون وهبي ووديع الصافي وصبري الشريف وزياد الرحباني نفسه، مخصصًا فصلين كاملين للاسمين الأخيرين.

رغم استعانة المؤلف بأسماء باحثين موسيقيين وشعراء لتفسير الموسيقى والشعر لدى الرحابنة بشكل علمي، يحلل خطيب بدلة هذه الأغاني كمستمع عاشق لفيروز من وجهة نظره الشخصية، ليشعر القارئ بأنه في دردشة شخصية مع المؤلف، وهذا ما يضيف للكتاب قيمة أكبر، ويؤكد على الغرض الأساسي من نشره، وهو محبة فيروز التي يمكن استشعارها بشكل واضح ضمن صفحات الكتاب.

وخطيب بدلة هو قاصّ وصحفي وكاتب سيناريو سوري، ولد في محافظة إدلب شمالي سوريا في عام 1952، وصدر له أكثر من 20 كتابًا في القصة القصيرة ونقدها، وعشرات المقالات النقدية الساخرة في الصحف السورية والعربية، وفقًا للكتاب الذي صدر في العام الحالي عبر دار “موزاييك” للدراسات والنشر في مدينة اسطنبول التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة