عنب بلدي- درعا
شهدت أسواق محافظة درعا جنوبي سوريا، خلال اليومين الماضيين، زيادة بأسعار الفروج والبيض وصلت إلى ألف ليرة سورية.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، وصل سعر كيلوغرام الفروج في السوق المحلية إلى ثلاثة آلاف و300 ليرة سورية، بينما كان الأسبوع الماضي ألفين و350 ليرة فقط، وارتفع كذلك سعر كرتونة البيض من ألفين و500 ليرة إلى ثلاثة آلاف و500 ليرة سورية.
محمد علي، من حي درعا البلد، قال لعنب بلدي إن الفروج كان يزور موائد الأهالي مرة في الأسبوع على الأقل، ويقدم للضيوف، ولكن بعد ارتفاع سعره أصبح مكلفًا جدًا، بما لا يتماشى مع دخل المواطن.
شراء دجاجة بوزن كيلوغرامين ونصف يكلف جيبة المواطن ثمانية آلاف ليرة، وقد تحتاج الأسرة إلى دجاجتين أو أكثر، بحسب محمد علي، مشيرًا إلى أن بعضهم صاروا يشترون قطعًا من الفروج فقط لعدم قدرتهم المادية على شرائها كاملة.
وتحدثت عنب بلدي مع بائع للفروج في درعا، تحفظ على ذكر اسمه، وأكد أن مبيعاته تراجعت بشكل ملحوظ خاصة بعد الارتفاع الأخير في الأسعار.
وبحسب قوله، فإن بعض أصحاب المحلات من زملاء مهنته أغلقوا أبواب رزقهم بشكل مؤقت، بسبب هذا التراجع في المبيعات.
وبرأيه فإن السبب في غلاء أسعار الفروج يعود لارتفاع سعر العلف والأدوية الخاصة به في أثناء تربيته، ما أدى إلى عدم قدرة المربين على الاستمرار بالعملية الإنتاجية.
غلاء الأعلاف والأدوية يخرج المداجن عن العمل
سبَّب غلاء مستلزمات إنتاج تربية الدواجن تكاليف مالية إضافية أسهمت في رفع سعر الفروج والبيض، ويعتبر العلف والأدوية من أهم العوامل في هذه العملية، كما خرج عدد كبير من المداجن عن الخدمة، الأمر الذي سبب نقصًا بعرض المادة (الفروج) في السوق، وبالتالي ارتفاع سعرها.
مدير عام المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، أكد في تصريح لجريدة “الثورة” الحكومية، في 23 من حزيران الماضي، خروج 70% من مربي الفروج بشكل قسري من العملية الإنتاجية، جراء الخسارات المالية التي ترتبت من ارتفاع تكاليف الإنتاح، وأهمها أسعار المواد العلفية.
وقال خضر، إن الأعلاف تشكل 75% من تكلفة المنتج، وجميعها مستوردة وخاصة الذرة الصفراء العلفية وكسبة فول الصويا، مؤكدًا احتكار عدد من التجار مادة العلف ليتحكموا بأسعارها في الأسواق.
المهندس الزراعي أحمد النعيمي، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن صعوبة تأمين الدواء الفعال، وارتفاع أسعار الدواء المستورد، وغياب أطباء بيطريين مشرفين على عمل المداجن، واعتماد المربي على خبرته الضيقة، والخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بأصحاب المداجن، أجبرت المربين على إيقاف عمل مداجنهم حتى إشعار آخر.
ويوجد في درعا 734 مدجنة مرخصة لإنتاج الفروج، و100 مدجنة مرخصة لإنتاج البيض، وتعتبر بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي الرائدة على مستوى المحافظة بإنتاج البيض والفروج، إذ تستحوذ على 25% من مجمل إنتاج المحافظة.
مساعٍ حكومية لدب الروح في الدواجن
وحاولت الحكومة دعم قطاع تربية الدواجن، عبر منح التجار إجازة استيراد بسعر تفضيلي من المصرف المركزي 434 ليرة، علمًا بأن الحكومة رفعت سعر الصرف المركزي إلى 1254 ليرة للدولار.
إلا أن التجار رغم حصولهم على السعر التفضيلي يبيعون الأعلاف والأدوية المستوردة للمربين بسعر الصرف في “السوق السوداء” حسب قول عضو لجنة مربي الدواجن في سوريا حكمت حداد، لجريدة “الوطن” الموالية، في 20 من تموز الحالي.
ودعا رئيس غرفة زراعة درعا، جمال المسالمة، الحكومة إلى تحرك فوري، وقال إنه لا يمكن لقطاع الدواجن أن تدب فيه الروح دون تدخل عاجل من الحكومة للسيطرة على أسعار العلف.
وارتفع سعر طن كسبة الصويا إلى مليون ليرة بعد أن كان سعره 50 ألفًا عام 2019، وكذلك ارتفع سعر الطن من الذرة الصفراء إلى 625 ألف ليرة سورية.
ويرى الباحث ومستشار غرف الزراعة في سوريا، عبد الرحمن قرنفلة، أن 90% من مدخلات الأعلاف مستوردة، وتتكون أعلاف الدجاج من 65% من حبوب الذرة، و25% من كسبة فول الصويا، بحسب موقع “الاقتصاد اليوم”.
وحول إنتاج الأعلاف محليًا، يرى قرنفلة أن محصول الذرة ومحصول كسبة فول الصويا يحتاجان إلى كميات كبيرة من مياه الري، وأن تغطية حاجة القطر من هذه الأعلاف تحتاج إلى نسبة 33% من إجمالي الموارد المائية في سوريا، ويستحيل تخصيص هذه النسبة من المياه لإنتاج هذين المحصولين وإهمال بقية المحاصيل.
وبعد خروج 70% من المداجن عن العمل، يتخوف المزارعون في درعا من فقدان الأسمدة العضوية (زبل الفروج والبيض)، التي تستخدم كمخصب للتربة، ولها دور كبير في رفع جودة وإنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالبطاطا والبندورة والبطيخ.
وارتفع سعر المتر من أسمدة الفروج إلى 23 ألفًا بعد أن كان نهاية عام 2019، 11 ألف ليرة، ومن المتوقع ندرة الجودة وارتفاع أسعاره بشكل مضاعف خلال المواسم المقبلة، بحسب آراء عدد من المزارعين الذين التقتهم عنب بلدي .
–