حمية “الكيتو”.. المسموح والممنوع

حمية الكيتو
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

رغم بساطة حمية “الكيتو” فإنها تعطي نتائج مدهشة، لذلك شاعت وأخذت شعبية كبيرة، سواء لمن يرغب بإنقاص وزنه، أو زيادة طاقة جسمه، أو تحسين صحة الدماغ، أو تحسين مستويات سكر الدم، أو تحسين الصحة العامة، وهي نظام غذائي قليل الكربوهيدرات وعالي الدهون، يتم فيه الاعتماد على الكيتونات الناتجة عن حرق الدهون كمصدر للطاقة بدلًا من الغلوكوز الناتج عن حرق الكربوهيدرات.

كيف تبدأ بحمية “الكيتو”

لا يوجد حساب وكمية للطعام الذي يتناوله الشخص خلال نظام “الكيتو”، فإن شعر بالجوع يأكل ما يشتهي من الأصناف المسموحة، ويتجنب الأصناف الممنوعة، على أن تكون النسب بين الدهون والبروتينات والكربوهيدرات في الطعام كما يلي:

  • الدهون بنسبة عالية من 55- 60%.
  • البروتينات بنسبة متوسطة من 20- 35%.
  • الكربوهيدرات بنسبة منخفضة من 5- 10%.

ويفضل تقسيم الأطعمة على ثلاث وجبات، بحيث تتنوع كل وجبة وتحتوي العناصر الغذائية المسموح بها، ويجب شرب ثمانية أكواب ماء يوميًا، ويمكن أيضا شرب الشاي والقهوة ولكن دون إضافة السكر لهما.

عند استبدال مصدر آخر هو الدهون بمصدر الطاقة الأساسي الذي يعتمده الجسم وهو الكربوهيدرات التي ينتج عنها الغلوكوز، فإِن الجسم في هذه المرحلة يدخل في حالة تسمى “الكيتوسس” (Ketosis)، أو ما يعرفه متبعو هذه الحمية باسم الدخول في “الكيتو”، وعندها يتم تحويل الدهون التي تدخل الجسم إلى الكيتونات لتصبح هي المصدر الأساسي للطاقة بدل الغلوكوز.

وتحدث حالة “الكيتوسس” عند انخفاض مستوى الغلوكوز والأنسولين في الجسم، وهذا يحدث في حالتين:

  1. الصيام، عندما تنخفض كمية الكربوهيدرات، ولكن عند تناول أول وجبة طعام يرجع الجسم إلى حالته الطبيعية.
  2. تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون في النظام الغذائي، وهذا هو نظام “الكيتو”، وفي هذه الحالة يبقى الجسم في مرحلة “الكيتوسس” إلى أجل غير مسمى طالما بقي الشخص ملتزمًا بنظام “الكيتو” الغذائي.

وليعرف الشخص أن نظام “الكيتو” بدأ بمفعوله، ستظهر بعض الأعراض التي تدل على دخول الجسم بمرحلة “الكيتوسس”، وسببها التغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة اعتماده على الطاقة الناتجة من الكيتونات بدلًا من الغلوكوز، التي يجب أن تختفي تدريجيًا بعد تعوّد الجسم على هذا النظام، وهي:

  • جفاف الفم وزيادة العطش والشعور بطعم معدني في الفم.
  • زيادة التبول نتيجة زيادة شرب الماء بسبب العطش.
  • رائحة تنفس تشبه رائحة الأسيتون (مزيل طلاء الأظافر).
  • فقدان ملحوظ للوزن في الأيام الأولى من بدء الحمية.

وهناك العديد من الأشياء التي تزيد من مستويات “الكيتوسس”، وأهمها:

  • الحد من الكربوهيدرات، بحيث لا تزيد على 50 غرامًا يوميًا، ويفضل أن تكون بحدود 20 غرامًا، مع الانتباه إلى أن الحد من الكربوهيدرات بشكل كبير قد لا يؤدي للدخول بـ”الكيتو”.
  • تناول البروتينات بشكل معتدل، يجب تناول غرام واحد بروتين يوميا لكل كيلوغرام من وزن الجسم، مع الانتباه إلى أن تناول كثير من البروتينات يمنع الشخص من الدخول بـ”الكيتو”.
  • تناول ما يكفي من الدهون، ينصح بتناول الدهون حتى الشعور بالشبع.
  • تجنب تناول الطعام والوجبات الخفيفة دون الشعور بالجوع.
  • الصيام المتقطع، إن الصيام المتقطع ضروري جدًا مع “الكيتو”، وفي أغلب الحالات من دون الصيام المتقطع لن تظهر النتائج المرجوة، لذلك ينصح بالبدء بالصيام المتقطع ببطء وبشكل تدريجي، بمعنى البدء بثلاث وجبات رئيسة فقط دون وجبات خفيفة بينهما، ثم يتم الاستغناء عن وجبة الصباح، فيتم تناول الطعام خلال 14 ساعة والصيام عشر ساعات، ثم تناول الطعام خلال ثماني ساعات فقط والصيام لمدة 16 ساعة يوميًا، فهذا الأمر فعال جدًا في تعزيز مستويات “الكيتوسس”، وهو سهل التطبيق لأن الملتزم بحمية “الكيتو” لا يشعر بالجوع كثيرًا، ولكن لا ينصح ببدء الصيام إلا بعد شهر على الأقل من البدء بالحمية.
  • ممارسة الرياضة، مع أنها ليست شرطًا للوصول إلى مرحلة “الكيتوسس” لكنها تزيد من مستويات “الكيتوسس”.
  • النوم لمدة كافية، يجب النوم لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، لأن قلة النوم تؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول الذي يعمل على زيادة مستوى السكر في الدم، وبالتالي تباطؤ الدخول في “الكيتوسس”.

ما الأغذية المسموحة والممنوعة في نظام “الكيتو”؟

 اللحوم والأسماك

يسمح بتناول كل أنواع اللحوم والدواجن الطبيعية، وتمنع اللحوم المصنعة مثل “اللانشون” و”الهامبرجر”، وكذلك اللحوم والدواجن المقلية.

يسمح بتناول كل أنواع الأسماك بشكل عام، ولكن تمنع الأسماك العالية الزئبق، مثل الماكريل والتونة المعلبة والأسماك الكبيرة الحجم.

الخضراوات

يسمح بتناول الخضراوات التي لا تحتوي على نشويات أو تحتوي على نسبة قليلة جدًا، مثلًا الكرنب والقرنبيط والخيار والبروكلي والباذنجان والبصل والمشروم والفليفلة والسبانخ والبندورة والكوسا والهليون.

وتمنع الخضراوات التي تحتوي على النشويات، مثل: الفاصولياء والذرة والبطاطا والبطاطا الحلوة والحمّص والجزر الأبيض والبازلاء.

الحبوب والبقوليات

يمنع تناول الأرز والمعكرونة والحبوب الكاملة والنخالة والخبز ومصنعات الدقيق (كعك، بسكويت، كيك…)، والبقوليات كالفاصوليا والعدس والحمّص والفول.

الفواكه

الفواكه ممنوعة بشكل عام إلا بعض الأنواع القليلة التي تحوي كميات قليلة جدًا من السكريات والكربوهيدرات، مثل الأفوكادو والبطيخ والفريز والتوت والخوخ والكنتالوب.

وكذلك فإن الفواكه المجففة ممنوعة تمامًا.

الأجبان

كل أنواع الأجبان مسموحة بشرط أن تكون كاملة الدسم، ويمكن أيضًا استخدام الأجبان الكريمية كاملة الدسم في الطهو.

الألبان

يسمح بتناول معظم أنواع الحليب النباتي، مثل حليب اللوز وحليب جوز الهند وحليب الصويا، ويمكن تناول الحليب البقري بشرط خلطه بكمية كبيرة من الكريمة بحيث تكون نسبة الدهون أعلى بكثير من نسبة البروتين والكربوهيدرات.

ويمكن أيضًا تناول اللبن الرائب الكامل الدسم.

ويمنع تمامًا الحليب البقري أو الجاموسي لأنه يحتوي على سكر اللاكتوز، والحليب المكثف، وحليب الشوفان، وحليب الأرز، وأي نوع من الحليب المضاف إليه السكريات، ويمنع تناول الشاي بالحليب والقهوة بالحليب، ومبيضات القهوة.

كذلك يمنع تناول البوظة (الآيس كريم).

ويمنع اللبن القليل الدسم أو المضاف إليه سكر أو مربى أو نوع من المحليات.

الزيوت والدهون

يسمح بتناول السمن البلدي والزبدة الطبيعية وزيت الزيتون ودهون وزيوت جوز الهند ودهون الأفوكادو.

ويمنع تمامًا السمن النباتي أو المرجرين، والزيوت النباتية مثل زيت الذرة والكانولا وعباد الشمس.

البهارات والتوابل والصلصات

يسمح بإضافة كل أنواع التوابل والبهارات لطعامك، كما يمكنك إضافة الليمون والمايونيز (من دون سكر) والملح والفلفل والخل وإضافات السلطة (من دون سكر).

ويمنع صوص “الباربكيو” والكاتشب وأي نوع من الصوص المضاف إليه سكر.

المكسرات

يمنع تناول المكسرات العالية الكربوهيدرات، مثل الكاجو والفستق الحلبي.

ويسمح بتناول كميات قليلة من المكسرات المتوسطة الكربوهيدرات، مثل اللوز والصنوبر والفول السوداني والجوز والبندق.

ويسمح بتناول كميات متوسطة (شرط أن تكون غير مملحة) من المكسرات القليلة الكربوهيدرات، مثل الجوز الأمريكي والجوز البرازيلي والمكاديميا.

المشروبات

يجب تناول الماء بكمية لا تقل عن ثمانية أكواب يوميًا، ويمكن إضافة شرائح الليمون إليه.

ويسمح بتناول القهوة والشاي بكميات معتدلة، وكذلك المشروبات العشبية، بشرط عدم إضافة السكر.

بينما تمنع عصائر الفواكه والخضراوات والمشروبات الغازية حتى “الدايت” منها، والمشروبات المضاف إليها بدائل السكر (الأسبرتام، نوتراسويت).

أخيرًا، يسمح بتناول البيض، ويفضل أن يكون مقليًا، ويمنع تناول العسل والشوكولا والحلويات.

ما الأعراض الجانبية الناتجة عن اتباع حمية “الكيتو”؟

هناك مجموعة من الأعراض الجانبية الاعتيادية التي تلاحظ في بداية الدخول في نظام “الكيتو”، ويمكن تجنبها بِشكل كبير عن طريق التأكد من الحصول على ما يكفي من الماء والأملاح، وكذلك عن طريق إدخال المكملات الغذائية، كالزنك والمغنيسيوم والكالسيوم، منعًا من حدوث الشد العضلي والإرهاق العام، ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة يجب استشارة الطبيب، وتشمل:

  • جفاف الفم.
  • رائحة النفس الكريهة.
  • تشنجات الساق.
  • الإمساك.
  • خفقان القلب.
  • انخفاض النشاط البدني أو الخمول.
  • حكة في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • “إنفلونزا الكيتو”.

كما أن هناك بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على عدد قليل من المتبعين لنظام “الكيتو”، وتشمل:

  • النقرس.
  • حصيات المرارة.
  • تساقط الشعر المؤقت.
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • طفح جلدي.

ما المقصود بـ”إنفلونزا الكيتو”؟

هي مجموعة أعراض غير مرغوب فيها تحدث عند من يتبع حمية “الكيتو”، وتستمر لمدة يومين ولا تزيد على أسبوع عادة، وتشمل:

صداع، تعب وإرهاق، دوخة، غثيان خفيف، صعوبة في التركيز، صعوبة النوم، خمول، انفعال وعصبية.

ويعود ظهورها إلى أن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات تؤدي إلى احتباس الماء في الجسم، وعندما يبدأ نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يتم فقدان كثير من هذا السائل (يزداد التبول بشكل ملحوظ)، ونتيجة لذلك يتم التخلص من الملح الزائد، وهذا يمكن أن يؤدي الى الجفاف وقلة الأملاح قبل أن يبدأ الجسم بالتكيف، وهذا هو سبب معظم أعراض “إنفلونزا الكيتو”.

ويمكن تقليل هذه الأعراض أو حتى التخلص منها من خلال تناول ما يكفي من الماء والملح، ومن أفضل الطرق للقيام بذلك هو شرب كوب من المرق والتكرار مرتين في اليوم (مع الانتباه لتجنب مكعبات المرق التي تحتوي على زيوت نباتية أو كربوهيدرات، مثل شوربة الماجي فهي ممنوعة في نظام الكيتو).

في النهاية، نشير إلى أن نتائج اتباع حمية “الكيتو” تختلف من شخص لآخر، ولكن معظم الناس يفقدون 1-2 كغ من وزنهم في الأسبوع الأول، وهذا النقص ناتج عن نقصان الماء في الجسم، وبعد ذلك يحدث نقص 0.5 كغ من الدهون بشكل أسبوعي، علمًا أن النتائج عادة ما تكون أسرع لدى الشباب، بينما تكون بطيئة لدى الأشخاص الأكبر من 40 سنة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة