لن تسير وحيدًا.. فاز ليفربول!

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لو لم يكن التوقيت استثنائيًا، وظروف المناخ والطبيعة والصحة على الكرة الأرضية استثنائية، لكانت جماهير “الريدز” العاشقة بمختلف أجيالها تجوب الشوارع الآن، مسجلة أروع سطر في تاريخها بعد غياب طويل، السطر القادم بعد الصبر لسنوات قاسية سار بها فريق كرة القدم وحيدًا، حاول وحيدًا، صارع وحيدًا، إلا في حضرة العشاق والجماهير، وفي كل موسم كان المشهد يكتب بالدموع والحزن: “لن تسير وحيدًا أبدًا”.

لو لم تكن ظروف الموسم الحالي استثنائية لما ظهر لنا “الريدز” مرعبًا ومغردًا وحيدًا وبعيدًا، وكلما مرت جولة يقترب بسرعة من المنصة التي طال اشتياق الراقصين لها، منذ أول أسابيع الموسم، وبانتهاء الذهاب، وقبل التوقف وبعده، كانت ثقة الجماهير تعلو أن ليفربول وصل أو على وشك أن يصل، ولن يصل معه أحد، خدّر الخصوم وسار وحيدًا، عانق ضوء الشمس وحيدًا، إلا في حضرة أصحاب الحلم الذين كانوا يحملون دائمًا قمصانًا كتبوا عليها “لن تسير وحيدا أبدًا”.

ما لنا ولكثرة الغزل بـ”الريدز”؟ لنحكي الحقيقة، فقد تأخر موكب الوصول 30 عامًا، واندثر جيل بأكمله ولم يصعد الراقصون نحو منصتهم الأغلى إلا قبل أيام قليلة، حُسمت الأمور وأُغلق كتاب الموسم الحالي لتصبح جولاته المتبقية تحصيل حاصل.

للأداء الطيب ولتجربة الدكة وتحطيم الأرقام فرديًا وجماعيًا، جاء كلوب من بعيد ليفرض هذه النظرية على خصومه، قبل سبع جولات من النهاية.

كلوب الذي وصل إلى نهائي دوري الأبطال مرتين مع ليفربول فسقط مرة وانتصر أخرى، كلوب الذي مشى مع زملائه في الفريق مرتين نحو صدارة الدوري الممتاز، وأيضًا سقط مرة ويستعد للعناق هذه المرة، كلوب الذي سجل رقمًا في كأس العالم للأندية وفي كأس السوبر الأوروبي، ذرف الدمع بعد زراعة دامت سنوات وحصاد بالمعقول، يتربع على عرش “البريميرليغ” بينما تبحث بقية الأندية عن مكاسب متبقية في سلم الترتيب، وهذه سنة الحياة في كرة القدم.

ما أجمل أن تشاهد جوقة موسيقية تعزف لحنًا عذبًا، لحنًا قديمًا، بأسلوب حضاري وممتع! فعلها محمد صلاح وماني وأرنولد وفان دايك وفيرمينيو ومن معهم في غرفة الفريق الأول.

كانت الملامح منذ الموسم السابق، وتحديدًا منذ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، تحاكي نصرًا مؤزرًا على مستوى الدوري الإنجليزي، وتوحي بأن التوقيت اقترب والصورة ستفاجئ الجميع، وكان ممكنًا بالفعل أن يكون الحسم قبل جولتين أيضًا لولا تعثر “الريدز” في اللقاءات الأخيرة قبل التوقف الاضطراري بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

لسان حال العشاق كان يقول أيضًا “لعل التركيز بشكل أكبر كان يأتي باستكمال دوري الأبطال بدل الخروج المبكر من الأدوار الإقصائية، إلا أن ما حصل قد حصل وانتهت الحكاية، هذه مكاسبنا والقادمات أجمل وأفضل”.

هنيئًا لعشاق “الريدز” اللقب المنتظر، وهنيئًا للطريق الذي سلكه ماكمانمان ودالغليش وإيان راش وهوبس، فقد سار عليه مجددًا يورغن كلوب مع كل أعضاء وتاريخ وعظمة الفريق… تهانينا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة