بحجة سنهم..

طلاب في ريف حلب محرومون من الشهادة الثانوية

أطفال عائدون من المدارس في مدينة الباب بريف حلب الشرقي- 7 من آذار (عنب بلدي)

camera iconأطفال عائدون من المدارس في مدينة الباب بريف حلب الشرقي- 7 من آذار (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حلب – عبد السلام مجعان

اقترب موعد الامتحانات التي ستحدد مستقبلها. تعب عام من الدراسة ومحاولة فهم المواد المقررة، التي صعُب بعضها على الطالبة هلا جويد، كاد أن ينتهي، حين أصبحت جاهزة لتقديم الامتحانات والحصول على الشهادة الثانوية.

لكن الصدمة كانت بقرار مديريات التربية في ريف حلب الشمالي، التي تتبع لقرارات وزارة التربية في الحكومة التركية، بمنع الطلاب الذين تجاوزت أعمارهم 27 عامًا من التقدم للامتحان والحصول على الشهادة الثانوية.

إذ حدّد القرار الصادر عن وزارة التعليم التركية، في 31 من أيار الماضي، مواليد المتقدمين إلى امتحان الشهادة الثانوية من 1 من كانون الثاني 1993 إلى كانون الثاني 2003، وهي من مواليد عام 1990.

العلم لا يحده عمر

“العلم ليس حكرًا على عمر محدد، ولا يقف عند سن معينة”، بحسب تعبير هلا، فهي تحاول إكمال تعليمها بعد نزوحها من ريف حلب الجنوبي، بسبب القصف والعمليات العسكرية، التي أفضت إلى سيطرة النظام السوري على المنطقة، بعد أن كانت بيد فصائل المعارضة.

قدمت هلا أوراقها الثبوتية للحصول على الشهادة الثانوية في مديرية التربية والتعليم بمدينة أعزاز، ولم يكن هناك أي شروط تخصّ العمر للتقدم للامتحان، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

دفعت، حينها، رسوم تسجيل تبلغ 25 ليرة تركية، كما خضعت لدورات تقوية طوال العام الدراسي، واستدانت مبلغًا للتسجيل في معهد خاص، واقتصر تسجيلها على مواد معينة لتخفف عن نفسها العبء المالي.

تتشابه حال هلا مع العديد من طلاب الثانوية في ريف حلب الشمالي، الذين منعهم القرار من تقديم الامتحانات، فمحمد بطيخة الذي حصل على شهادة التعليم الأساسي، ودرس في أحد المعاهد الخاصة، ودفع تكاليف مالية كبيرة لقاء ذلك، تمهيدًا لتقديم امتحان الشهادة الثانوية، صُدم بالقرار الجديد، فعمره أكبر من المسموح ضمن الشروط الجديدة.

اعتراض.. لكن

لم يقف محمد وهلا مكتوفي اليدين، إذ قدمت هلا مع 22 طالبة أخرى اعتراضًا إلى مديرية التربية والتعليم في أعزاز، كما قدم محمد اعتراضًا شفهيًا لمدير التربية، الذي كان رده بأن قرار المنع “جاء من أنقرة”، ولم يقدم أي وعود.

مدير مكتب أعزاز الإعلامي، عبد القادر أبو يوسف، أكد في حديثه لعنب بلدي، أن المكتب خاطب مديرية التربية حول القرار، بعد تواصل 22 من الطالبات المسجلات في الثانوية الشرعية معه، لكن الرد كان بأن القرار صادر عن وزارة التعليم التركية.

وطلب مكتب أعزاز الإعلامي من الطلاب التوجه إلى المجلس المحلي ومديرية التربية، وبدورهم طلبوا منهم رفع عريضة تتضمن اعتراضًا إلى التربية التركية.

كما أرسل المكتب الإعلامي كتابًا إلى المجالس المحلية ومديريات التربية، دعاهم فيه لاتخاذ خطوات سريعة لحل الأمر قبل فوات الأوان.

لا جواب

يزيد إلحاح الطلبات المقدمة للجانب التركي مع اقتراب موعد امتحان الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، في 4 من تموز المقبل.

عنب بلدي تواصلت مع مدير التربية والتعليم في مدينة أعزاز، نادر حوراني، وأكد أن تعليمات وردت لهم من التربية التركية تقضي بتحديد سقف مواليد الترشح للطلاب الأحرار لامتحان الشهادة الثانوية، على ألا يتجاوز عمر المتقدم 27 سنة.

وأكد حوراني أنهم رفعوا كتابًا باسم مديرية التربية والمجلس المحلي إلى التربية التركية لإعادة النظر في وضع هؤلاء الطلاب المتقدمين، الذين تجاوزت أعمارهم السن المقررة.

لدى هلا ومحمد أمل في ألا يذهب جهدهما أدراج الرياح، كما غيرهما من سكان المنطقة الذين أخّرت ظروف النزوح والحرب من إمكانية حصولهم على شهادة تعد جسر عبور إلى المرحلة الجامعية، ويبني عليها الطلاب السوريون آمالهم للمستقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة