تركيا تتحرك برًا وجوًا في العراق وتتجاهل احتجاجه الرسمي

قوات الكوماندوز التابعة للقوات المسلحة التركية في هاتاي على الحدود التركية السورية- 2019 (yenisafak)

camera iconقوات الكوماندوز التابعة للقوات المسلحة التركية في هاتاي على الحدود التركية السورية- 2019 (yenisafak)

tag icon ع ع ع

استهدفت عملية “مخلب النمر” التركية منطقة هفتانين شمالي العراق، بمشاركة قوات “الكوماندوز”، وهي العملية التركية الثانية بالعراق في غضون أسبوع، بعد ساعات على تسلم سفيرها في بغداد مذكرة احتجاج من وزارة الخارجية العراقية على العمليات العسكرية التركية.

وقالت وزارة الدفاع التركية اليوم، الأربعاء 17 من حزيران، إن القوات الجوية وقوات “الكوماندوز” المدعومتين بمروحيات وطائرات مسيّرة انتقلتا إلى منطقة هفتانين في عملية جوية، ردًا على عناصر حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، وغيرها من المنظمات “الإرهابية” التي تسهدف المخافر والقواعد العسكرية التركية في المنطقة.

واعتبرت أن العملية حققت أهدافها بنجاح، خصوصًا مع مشاركة القوات البرية لـ”الكوماندوز” التركي الذي سبق دخوله قصف مدفعي مكثف.

https://twitter.com/tcsavunma/status/1273019856171028483

وتحدثت الدفاع التركية عن استهداف أكثر من 150 هدفًا لعناصر “PKK”، بالمدفعية وراجمات الصواريخ شمالي العراق.

واعتبرت أن عملية “مخلب النمر” تأتي في إطار حقها المشروع بالدفاع عن النفس، الذي ينص عليه القانون الدولي.

وأعلنت تركيا عن العملية فجر اليوم، عبر حسابها في “تويتر“، بعد يومين فقط من عملية “مخلب النسر” الجوية، ضد حزب “العمال الكردستاني”  شمالي العراق أيضًا.

وبحسب ما ذكرته وكالة “الأناضول”، التركية شبه الرسمية، فإن الحزب يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق معقلًا له.

كما تنشط قواته في العديد من المدن والبلدات، و”تحتل عددًا كبيرًا” من القرى في المنطقة، وتشن هجمات على الداخل التركي انطلاقًا من الأراضي العراقية، بحسب الرواية الرسمية التركية.

وفي 15 من حزيران الحالي، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، انتهاء عملية “مخلب النسر” الجوية، بعد ساعات على إطلاقها.

واستهدفت الطائرات التركية في “مخلب النسر” مراكز تعود لعناصر الحزب في مناطق سنجار وقرجيك وقنديل والزاب وأفشين باسيان وهاكورك.

ونشرت الدفاع التركية حينها صورًا من العملية، قائلة إنها دمرت 81 هدفًا، تتكون من ملاجئ وكهوف تعود للحزب، مؤكدة عودة جميع الطائرات إلى مرابضها بسلام.

مذكرة احتجاج لم تصل 

وسبق عملية “مخلب النمر” استدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في العراق، فاتح يلدز، أمس الثلاثاء 16 من حزيران، لتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية القصف التركي الذي طال عددًا من المناطق شمالي العراق، وتسبب بترويع للسكان، وبث الذعر بينهم.

وجرى اللقاء به من قبل وكيل الوزارة الأقدم، السفير عبد الكريم هاشم.

وتضمنت المذكرة إدانة الحكومة العراقية لانتهاكات حرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية.

واعتبرت أن العملية مخالفة للمواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي ذات الصلة، وعلاقات الصداقة، ومبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل.

وجددت الوزارة التأكيد في مذكرتها على دعوتها الجارة تركيا لوقف العمليات العسكرية الأحادية.

وأبدت استعداد الحكومة العراقية للتعاون المشترك في ضبط الأمن على الحدود بالشكل الذي يؤمّن مصالح الجانبين.

وختمت بدعوة السفارة التركية لنقل المذكرة إلى الجهات التركية المختصة، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لهذه الانتهاكات، ومنع وقوعها مستقبلًا.

ولطالما استنكرت السلطات العراقية الهجمات التركية الحاصلة في المناطق التابعة لها، معتبرة ذلك خرقًا لسيادتها ووحدة أراضيها.

وطالبت القوات العراقية، في 15 من حزيران الحالي، تركيا بإيقاف اختراق الأجواء العراقية، معتبرة ذلك “تصرفًا استفزازيًا”.

وجاء ذلك في بيان صحفي لـ”قيادة العمليات المشتركة” نقلته وكالة الأنباء العراقية، ذكرت فيه، “عاودت الطائرات التركية الاقتراب من الحدود العراقية حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس، وهذا التصرف الاستفزازي لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويعد انتهاكًا صارخًا للسيادة العراقية”.

ودعت إلى “إيقاف هذه الانتهاكات احترامًا والتزامًا بالمصالح المشتركة بين البلدين”، مؤكدة أن العراق على أتم الاستعداد للتعاون بين البلدين، وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة