الشرطي السوري أم الأمريكي.. الإعلام السوري ينتهز الاحتجاجات الأمريكية لبث الرسائل

لقطة شاشة مأخوذة من التسجيل المصور الذي نشرت قناة "الإخبارية السورية" في 29 من أيار الحالي وقارنت في بين الشرطي السوري والشرطي الأمريكي

camera iconلقطة شاشة مأخوذة من التسجيل المصور الذي نشرت قناة "الإخبارية السورية" في 29 من أيار الحالي وقارنت في بين الشرطي السوري والشرطي الأمريكي

tag icon ع ع ع

بدأت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا انتهاز فرصة الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية، لإيصال رسائل عدة عن طريق انتقاء الأخبار واستضافة المحللين وإجراء المقارنات، وطريقة عرضها.

واستهلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أول ما نشرته من أخبارها لهذا اليوم، الأحد 31 من أيار، عند الساعة 9:35، بخبر تناول موضوع الاحتجاجات الأمريكية، حمل عنوان “ترامب يهدد المتظاهرين باستخدام القوة القصوى.. والاحتجاجات تتواصل في العديد من المدن والولايات الأمريكية”.

وركزت خلال عرض معلومات الخبر على إظهار ما وصفته بتهديدات ترامب، وحجم الاحتجاجات بشكل “كبير”، إضافة إلى أعداد الذين اعتقلتهم الشرطة الأمريكية.

لتعود الوكالة الرسمية وتنشر صورًا للاحتجاجات بعد ثلاث ساعات من الخبر الأول، في الساعة 12:27، واصفة إياها بـ”تواصل المظاهرات في العديد من المدن والولايات الأمريكية احتجاجًا على مقتل مواطن أمريكي من أصول إفريقية… والشرطة الأمريكية تستخدم القوة ضد المتظاهرين”.

كذلك الأمر بالنسبة لبقية وسائل الإعلام السورية الرسمية، فقد بدأت قناة “الإخبارية السورية”، اليوم، برامجها باستضافة محلل سياسي للحديث عن الواقع المتردي المغيّب عن الإعلام، بحسب تعبيرها، الذي يعيشه الشعب الأمريكي، والذي أدى إلى هذه الاحتجاجات.

ونشرت “الإخبارية السورية”، في 29 من أيار الحالي، تسجيلًا مصوّرًا قارنت فيه بين تصرفات الشرطة الأمريكية والشرطة السورية، حمل عنوان “شرطي أمريكي يقتل رجلًا بدم بارد | شرطي سوري يتبرع بدمه لإنقاذ طفل”.

وكتبت داخل التسجيل، “هكذا لفظ المواطن الأمريكي أنفاسه الأخيرة تحت قدم شرطي”، وركزت على مواجهة الغضب الشعبي في أمريكا من قبل الشرطة بسلوك وصفته بـ”الوحشي”.

ثم انتقلت إلى الشرطي السوري بكتابة، “يهرع رجال الشرطة للتبرع بالدم لإنقاذ حياة طفل استجابة لنداء والدته”.

وختمت القناة التسجيل المصوّر الذي أجرت من خلاله مقارنتها بصورة الشرطي الأمريكي الذي تسبب بمقتل المدعو جورج فلويد، والشرطي السوري وهو يتبرع بالدم.

كما نشرت “الإخبارية السورية”، في 29 من أيار الحالي، أيضًا تسجيلًا مصوّرًا عنونته بـ”لحظات اعتقال الشرطة الأمريكية لمراسل سي إن إن في أثناء تغطيته للاحتجاجات على الهواء مباشرة”.

الأمر الذي لم تتوانَ “سانا” عن استغلاله أيضًا بكتابتها في تقريرها، أن الشرطة الأمريكية اعتقلت، في  29 من أيار الحالي، طاقم شبكة “سي إن إن” الإخبارية في أثناء قيامهم بتغطية مباشرة للاحتجاجات فى مينيابوليس.

كما نقلت خبر وكالة “نوفوستي” الروسية الذي تحدث عن احتماء طاقم تلفزيوني يتكون من أربعة أعضاء من قناة “فايس” التلفزيونية، ومراسل وكالة “نوفوستي”، بمحطة للتزود بالوقود في أثناء الاحتجاجات.

واعتبرت “سانا” هذه “أحدث أدلة على اعتداء الشرطة على الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات الأمريكية”، مع ذكرها استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضدهم.

 

وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الـ45 على مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود”، بينما تقع سوريا في المرتبة الـ174.

 

 

وتشهد أمريكا احتجاجات متواصلة على وفاة جورج فلويد الأمريكي من أصل إفريقي (46 عامًا)، في 25 من أيار الحالي، بمدينة مينابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعدما ثبته شرطي على الأرض بوضع ركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبًا، بحسب وكالة “فرانس برس” الفرنسية.

وكان فلويد يعمل حارسًا في أحد مطاعم المدينة، وأوقفه عناصر الشرطة خلال بحثهم عن مشتبه به في عملية تزوير، بحسب “BBC“.

وتجري التظاهرات بينما تستمر أزمة انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في هذه الدولة الأكثر تضررًا به، وبلغ عدد الإصابات فيها أكثر من مليون و700 ألف حالة، والوفيات 103 آلاف و680.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة