مشروع لتوصيل الكهرباء إلى عفرين ينعش آمال الأهالي

camera iconأبراج كهرباء في ريف حلب الشمالي- نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

يجري الحديث عن مشروع توصيل الكهرباء إلى مدينة عفرين، بالتعاون مع الحكومة التركية، منذ السيطرة على المدينة من قبل الفصائل العسكرية المدعومة تركيًا، أي قبل عامين، حتى اليوم.

في منتصف كانون الأول 2018، أجرى وفد من وزارة الكهرباء التركية زيارة إلى عفرين، اطلع فيها على واقع المدينة ونواحيها، ووضع خارطة طريق لحل مشكلة الكهرباء، بعد اتفاق مع المؤسسات المدنية القائمة على المدينة.

بينما بدأ تنفيذ المشروع في 2 من أيار الحالي، بعد الحصول على موافقات الجانبين التركي والسوري، على اعتبار أن المشروع الذي يخص عفرين تنفذه الحكومة التركية، على خلاف مناطق نفوذها الأخرى بريف حلب الشمالي (مناطق درع الفرات)، التي تُنفذ مشاريعها من قبل شركات تركية خاصة، وأخرى سورية حديثة العمل بمجال الاستثمار في المنطقة.

يواجه أهالي عفرين عامة، وأصحاب المهن خاصة، صعوبات كثيرة وعوائق كبيرة بسبب حال الكهرباء لديهم، معلقين آمالهم على مشروع توصيل الكهرباء لإنهاء “العصر الحجري”، بحسب وصف مديرة مشاريع جمعية “الوفاء” الخيرية، سعاد الشامي، في حديث لعنب بلدي.

محمد الزين نازح من دمشق، يعمل حلّاقًا في المدينة، قال لعنب بلدي، إنه متضرر بشكل كبير من انقطاع التيار الكهربائي بسبب الأجهزة التي يعمل عليها، متوقعًا أن تسهل الكهرباء عمله، إذ يلجأ حاليًا لحلاقة الشعر بالمقص على الطريقة التقليدية القديمة.

أما زاهر قوجة وهو أحد نازحي دارة عزة الواقعة في ريف حلب الغربي، فيملك فرنًا للخبز، أكد لعنب بلدي أن “الأمبيرات” (الكهرباء الموصولة من المولدات الكبيرة بالاشتراكات) إن وجدت، فإنها تنقطع بشكل متكرر، ويتوقف عمله.

وارتفعت مؤخرًا أسعار اشتراكات “الأمبيرات”، بسبب غلاء مادة المازوت، وارتفاع سعر صرف الليرة السورية، بحسب محيي الدين الزين، وهو بائع ألبسة في مدينة عفرين، إذ أكد لعنب بلدي، أن سعر الأمبير الواحد وصل إلى ألفين و500 ليرة سورية أسبوعيًا، وأن ساعات عمل الكهرباء لا تتجاوز خمس ساعات يوميًا.

بنية تحتية مهترئة

ينقسم مشروع توصيل الكهرباء التركية إلى عفرين إلى ثلاث مراحل، بحسب مسؤول قسم المراقبة والإعلام في “الشركة السورية- التركية للطاقة الكهربائية” (STE)، محمد نجاتي.

في المرحلة الأولى ستعمل الشركة على صيانة شبكات “التوتر المنخفض”، والمرحلة الثانية ستجهز فيها الخط الأرضي الذي يُقصد به “التوتر المتوسط”، والمرحلة الثالثة ستكون لتجهيز المراكز الكهربائية التي يبلغ عددها في عفرين 36 مركزًا، وعند الانتهاء من ذلك ستُغذى المدينة بالكهرباء.

وأكد نجاتي لعنب بدي أن البنية التحتية في عفرين غير صالحة للاستخدام جراء العمليات العسكرية في المنطقة، ولكنهم يعملون على إعادة تأهيلها وصيانتها.

وبعد دراسة من قبل المهندسين والمعنيين في الأمر، خرجوا بضرورة استبدال خط “التوتر المتوسط” الأرضي بالكامل، لسبيين أوضحهما نجاتي، الأول كثرة الأعطال الموجودة في هذا الخط، والثاني الضغط المتوقع الذي سيفوق طاقته.

وعن موعد الانتهاء من مدّ الكهرباء إلى عفرين، أكد نجاتي أنه سيكون في آب المقبل، أو قد يمتد لأيلول المقبل كحد أقصى.

الكهرباء ستغطي مناطق عفرين وجنديرس.. ما تفاصيل المشروع؟

أكد نجاتي أن العمل على المشروع يجري في مدينة عفرين وريفها ومدينة جنديرس وريفها حاليًا، وسينتهي بالكامل في التاريخ المحدد، مضيفًا أن المشروع المقبل سيصل إلى منطقتي الشيخ حديد وراجو وما يجاورهما.

وعن الاستطاعة الكهربائية للمشروع، قال نجاتي إنهم يعملون لتوفير الكهرباء لجميع أنحاء عفرين وجنديرس، وأن السعة ستكون 100 ميغا واط، منها 50 لمدينة عفرين وريفها، وتكفي لتغطيتها بالكامل.

والنظام الذي ستكون عليه اشتراكات الكهرباء عبارة عن ساعة كهربائية (عدّاد)، وفي داخلها شريحة (بطاقة) يشحنها المستهلك من المركز، ليضعها في عدّاده، وهذا ما سيمكّنه من تحديد المصروف الخاص به حسب وضعه المادي، ما سيوفر عليهم تكاليف “الأمبيرات” لقاء خدمة دائمة على مدار 24 ساعة.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في عفرين أنس الخولي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة