متابعة غير مسبوقة وتعطّش كبير

بجماهير من ورق.. “البوندسليغا” تنطلق رسميًا السبت المقبل

تدريبات نادي بوروسيا مونشنغلادباخ في مقرهم مع صور الجماهير الورقية في المدرجات خلفهم- 8 من أيار (Gladbach/Twitter)

camera iconتدريبات نادي بوروسيا مونشنغلادباخ في مقرهم مع صور الجماهير الورقية في المدرجات خلفهم- 8 من أيار (Gladbach/Twitter)

tag icon ع ع ع

ستكون كرة القدم الألمانية، ممثلة بدوري الدرجة الدرجة الأولى (البوندسليغا)، محط اهتمام عالمي واسع النطاق من مختلف عشاق اللعبة، سواء من المنازل من خلف شاشات التلفاز أو بصور مطبوعة داخل الملعب تعبر عن حضورهم، في ظل توقف منافسات البطولات الكبرى الأخرى بسبب فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

ونشر موقع الدوري الألماني أمس، الأربعاء 13 من أيار، أن ملاعب كرة القدم الألمانية ستعود لاستضافة اللقاءات بدءًا من السبت المقبل، دون حضور جماهير.

وستصبح بذلك “البوندسليغا”، في 16 من أيار الحالي، أول بطولة كرة قدم كبرى في أوروبا والعالم تستأنف نشاطها في ظل انتشار جائحة فيروس “كورونا”، الذي أدى إلى تعليق شبه كامل لمختلف الأحداث الرياضية منذ آذار الماضي.

وستُلعب المباريات التسع للجولة الـ26 من المنافسة الألمانية خلال ثلاثة أيام، السبت والأحد والاثنين.

وستكون قمة السبت (دربي الرور) بين محتل الترتيب السادس برصيد 37 نقطة من 25 مباراة، نادي شالكه الألماني، والملاحق الرئيس لصاحب المركز الأول، بوروسيا دورتموند برصيد 51 نقطة في المركز الثاني.

في حين سيلعب صاحب المركز الثالث نادي لايبزيج، ضد الثامن فريبورج، وستكون المباراتان في نفس الوقت عند الساعة 16:30.

وسيلعب الفريق البافاراي ومتصدر الترتيب بايرن ميونخ ضد نادي يونيون برلين، في 17 من أيار الحالي، عند الساعة 19:00.

اهتمام إعلامي وجماهير متعطّشة للمباريات

ستحظى عودة الدوري الألماني باهتمام إعلامي وتعطّش جماهيري أكبر من المعتاد، بعد الانقطاع الذي دام شهرين بسبب فيروس “كورونا”.

فبحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، فإن وسائل الإعلام البرازيلية التي تعتبر الخصم التقليدي لألمانيا على صعيد المنتخبات الوطنية، بدأت بتخصيص تغطية واسعة لـ”البوندسليغا” على حساب الأخبار الرياضية المحلية.

وتخصص وسائل إعلام تقارير مختلفة عن العودة المرتقبة، لا سيما “دربي الرور”، وستعرض شبكة “فوكس”، مالكة حقوق بث “البوندسليغا” في البرازيل، المباراة مباشرة عند التاسعة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي.

كما نشرت القناة عبر موقعها الإلكتروني تقريرًا عن المباراة اختارت له “الانتظار سينتهي قريبًا” كعنوان رئيس.

كما أجرت شبكة “غلوبو”، وهي أكبر المجموعات الإعلامية في البلاد، حوارات مع أربعة لاعبين برازيليين يدافعون عن ألوان أندية ألمانيا، منهم ويليام لاعب فولفسبورغ، الذي أقر بأن بعض اللاعبين “خائفون بعض الشيء” من تبعات العودة على وضعهم الصحي.

وفي الهند، يترقب مشجعون عودة “البوندسليغا”، الدوري الذي كان الاهتمام به ثانويًا في الظروف العادية، مقابل متابعة الدوري الإنجليزي وتشجيع أندية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي، أو الدوري الإسباني ببرشلونة وريال مدريد.

ونقلت وكالة “فرانس برس” قول الطالب في جامعة نيودلهي أمجد ريحان إبراهيم، “أنتظر بفارغ الصبر انطلاق البوندسليغا هذا الأسبوع، أنا متعطّش لنشاط كرة القدم في ظل الإغلاق”.

وفي اليابان، أعلنت شبكة “سكاي بيرفيكت” المالكة لحقوق البث، أنها ستعرض مباراتين مجانًا هذا الأسبوع.

وقال المعلّق على منافسات الدوري الألماني أدولفو باربيرو، لمصلحة قناة “موفيستار+” الإسبانية، “يمكنني أن أوكد انني لم أرَ هذا الاهتمام بالبوندسليغا منذ 20 عامًا”.

وأشار إلى أن الناس “عادة ما يشجعون بايرن ميونيخ، دورتموند أو حتى باير ليفركوزن، ليس أكثر”، لكنهم “يتطلعون الآن لمشاهدة مباريات لفورتونا دوسلدورف وبادربورن، هذا أمر جنوني”.

وستكون عودة الدوري الألماني تحت المجهر ليس فقط لتعطّش المشجعين لمشاهدة مباريات، بل أيضًا لما تشكله من اختبار بالنسبة الى المنظمين والمسؤولين المحليين في ألمانيا، ونموذج للبطولات الأخرى الراغبة في وضع خطط عملية لاستئناف نشاطها.

وقال الصحفي الإسباني باربيرو إن “البوندسليغا ستكون المقياس، النقطة المرجعية للآخرين (…) إذا سار كل شيء على ما يرام، سيعدّ الأمر نجاحًا كبيرًا، وإذا حصلت مشكلة، سيكون لها تأثير سلبي قوي على البطولات الأخرى”.

آلية لحضور الجماهير إلى الملعب افتراضيًا

جماهير من ورق مقوى في ملعب بوروسيا مونشنغلادباخ

جماهير من ورق مقوّى في ملعب “بوروسيا مونشنغلادباخ”

عندما التقى بروسيا مونشنغلادباخ مع جاره كولونيا، في أول مباراة بدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم على الإطلاق دون جماهير، في آذار الماضي، افتقد اللاعبون والحكام للجماهير.

وقال الحكم دينيز أيتكين، حينها، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“، في 12 من أيار الحالي، رغم عدم تعرضه لهتافات مسيئة معتادة من المدرجات، “كرة القدم فقدت نصف قيمتها”.

ومنذ ذلك الحين، بات من الواضح أن كرة القدم ستقام خلف أبواب مغلقة حتى حدوث تغيير كبير في مسار “كورونا”، وسيكون الجميع بحاجة لبعض الإبداع لتعويض الأجواء الجماهيرية.

من قطع كرتون مقوّى توضع عليها صور جماهير حقيقية في المدرجات، إلى تطبيق يسمح للمشجعين بالتحكم في أصوات الجماهير والضوضاء التي تحدثها في المدرجات، يحاول بعضهم تطوير بعض الأفكار لإعادة أجواء المباريات إلى الملاعب الخالية، بغض النظر عن تقبل الناس لهذه الابتكارات.

وفي روسيا البيضاء، البلد الأوروبي الوحيد الذي استمرت فيه المباريات رغم الأزمة الصحية العالمية، ملأ فريق دينامو بريست المدرجات بتماثيل عرض حملت صور مشجعيه لتعزيز أجواء المباريات.

وسيسير نادي بوروسيا مونشنغلادباخ على هذا النهج، إذ عرض النادي وضع صورة كل مشجع “على ورق مقوى” مقابل 19 يورو (20.62 دولار) في المدرجات، مع وضع صور لجماهير الفريق المنافس في الجانب الآخر من الملعب.

وقال النادي، إنه تلقى أكثر من 12 ألف طلب حتى إعداد التقرير، وبحسب ممثل إحدى روابط الجماهير في مونشنغلادباخ، توماس فينمان، “يلبي منظمو الحملة جميع الطلبات حتى الآن”.

وابتكرت شركة مقرها ميونخ تطبيقًا يصدر ضجيجًا بناء على ردود فعل المشجعين الصاخبة في أثناء متابعة المباريات من المنازل.

والجماهير التي تقوم بتحميل هذا التطبيق يمكنها اختيار الفريق الذي تشجعه وتحديد المباراة التي ترغب بمشاهدتها ويكون أمامها أربعة خيارات، (الهتاف، التصفيق، الغناء، الصفير).

ويمكن لهذا التطبيق أن يدعم نحو 350 ألف مستخدم في المباراة الواحدة، وتتردد أصوات الضجيج في المنازل والملاعب.

وقال أحد مطوري هذا التطبيق فيكتور مراز، لوكالة “رويترز”، “اختبرنا التطبيق في ملعبين من ملاعب الدوري الألماني، وسارت الأمور طبيعية، تضغط على زر والملعب بأكمله يضج بالتشجيع”.

وأضاف فيكتور أنه يمكن تشغيل أصوات مختلفة في أجزاء مختلفة من الملعب مع تعديل مستويات الصوت، لإعطاء انطباع بوجود تشجيع للفريق صاحب الأرض أو الضيف.

وستتردد أغاني أحد الفريقين من مكبّر صوت في الجهة اليسرى، وأغاني الفريق الآخر من مكبّر صوت في الجهة اليمنى، لذلك فالأصوات منفصلة بين جماهير الفريقين، وهو ما يحدث في الملعب بالفعل بوجود الجماهير، بحسب فيكتور.

وسبق أن أعلن نادي آرهوس الدنماركي عن حل سيسمح للمشجعين بحضور المباريات ومؤازرة اللاعبين بشكل مباشر، ومن دون حضورهم إلى الملعب، وذلك بتثبيته شاشات عملاقة حول الملعب، ستظهر وجوه المشجعين وتفاعلهم مع تطورات المباراة.

وسيعتمد النادي على شراكته التقنية مع تطبيق “زووم” لمحادثات الفيديو، من أجل توفير المنصة المناسبة لاستقبال الأعداد الكبيرة من المشجعين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة