عندما اقترب الكرامة السوري من الزعامة القارية مرتين

فرحة نادي الكرامة في دوري أبطال آسيا 2006 (الاتحاد الآسيوي لكرة القدم)

camera iconفرحة نادي الكرامة في دوري أبطال آسيا 2006 (الاتحاد الآسيوي لكرة القدم)

tag icon ع ع ع

تأرجحت مشاركات الأندية السورية في البطولات الآسيوية بين الإخفاق والإنجاز، وحققت هذه الأندية خطوات كبيرة على الصعيد القاري، على عكس المنتخب السوري صاحب الإخفاقات الكبيرة، والذي لم ينجح سوى بالفوز بلقبين طوال مسيرته.

وفاز المنتخب بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987 (ويدور حولها كثير من الجدل بسبب قضايا فساد ورشاوى للحكام)، والثانية بطولة غرب آسيا عام 2012.

 

الكرامة الزعيم السوري في آسيا

وحده الكرامة من استطاع تسجيل اسمه بين كبار أندية آسيا على صعيد دوري الأبطال في الفترة الذهبية له بين عامي 2006 و2009، ولا يزال متابعو كرة القدم السورية من السوريين والعرب يذكرون أسماء لاعبي الفريق كجهاد الحسين وحسين عباس وفواز مندو والبرازيلي سانتوس وعاطف جنيات ومصعب بلحوس وغيرهم.

هذه الأسماء حفرت اسمها في الذاكرة بوصولها إلى نهائي دوري أبطال آسيا في عام 2006، بعدما قارعت الأندية المدججة بالنجوم والأموال من شرق القارة إلى غربها، وكان اللاعبون على بعد هدف واحد من الفوز بأهم لقب في مسيرة كرة القدم في سوريا على الصعيد القاري.

شارك الكرامة في دوري أبطال آسيا ثلاث مرات متتالية، استطاع الوصول إلى النهائي في المرة الأولى، وإلى ربع النهائي في موسمي 2006- 2007 و2007- 2008.

واعتبر أحمد العمير لاعب الكرامة السابق في تصريحات لموقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن نادي الكرامة كان فخرًا لكل سوريا في ذلك الوقت.

الحصان الأسود

شارك الكرامة في دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في موسم 2005- 2006، باعتباره وصيف بطل الدوري المحلي لموسم 2004- 2005.

وقع النادي في مجموعة صعبة ضمت صبا قم الإيراني والوحدة الإماراتي والغرافة القطري.

ومع الفوارق الكبيرة على صعيد الأسماء والأموال والتجهيزات الرياضية، نجح الكرامة باحتلال صدارة المجموعة محققًا 12 نقطة، من أربعة انتصارات وهزيمتين، وبمجموعة من اللاعبين المحليين دون وجود أي محترف أجنبي.

في الانتقالات الشتوية 2006 انضم البرازيلي فابيو دي سانتوس، مدافع الأنصار اللبناني، إلى النادي الحمصي، ولعب دورًا بارزًا في الدفاع عن ألوان الفريق.

اصطدم الكرامة في الدور التالي بنادي الاتحاد السعودي حامل لقب الموسم السابق، والملقب بـ”العميد” والمدجج بالنجوم، وتلقى النادي في مباراة الذهاب بمدينة جدة السعودية هزيمة بهدفين لصفر.

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن ينجح الكرامة بالعبور، إلا أن أبناء المدرب محمد قويض (أبو شاكر) نجحوا بتسجيل أربعة أهداف (هدفين في الوقت الأساسي وهدفين في الوقت الإضافي)، ليعبروا إلى دور نصف النهائي ويقصوا القادسية الكويتي.

وفي النهائي، بلغ عدد الحضور الجماهيري في استاد “خالد بن الوليد” 40 ألف مشجع، ومع الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، سجّل الكرامة هدفين بأقدام إياد مندو ومهند الإبراهيم، قبل نصف ساعة من نهاية المباراة.

وبقيت الآمال السورية معلّقة على النادي قبل أن يحطمها البرازيلي زي كارلوس، عندما سجّل هدف التتويج قبل نهاية اللقاء بدقيقتين لتذهب الكأس إلى النادي الكوري.

وصنّف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في عام 2019، تلك المباراة كإحدى أكثر مباريات إياب نهائي البطولة إثارة في تاريخها.

موسم 2006- 2007 الفرصة الثانية وإثبات الجدارة

فاز الكرامة بلقب الدوري السوري، وعاد في النسخة التالية من بطولة دوري أبطال آسيا، وشارك معه من سوريا فريق الاتحاد للمرة الثانية على التوالي.

وقع الكرامة في مجموعة ضمت النجف العراقي والسد القطري ونيفتشي الأوزبكي، وتصدّر الكرامة مجموعته من جديد محققًا 11 نقطة، بعد فوزه بثلاث مباريات وتعادل في اثنتين وخسارة مباراة واحدة فقط.

واستطاع النسر الأزرق تحقيق الفوز على السد القطري في ملعب خالد بن الوليد بهدفين لهدف، وتعادل معه إيابًا، وخسر في أوزبكستان مع نيفتشي بهدفين لهدف، وانتصر عليه في حمص بهدفين لصفر في الإياب، وتعادل مع النجف العراقي ذهابًا بهدف لكل منهما، وانتصر إيابًا برباعية لهدفين.

في ربع النهائي، اصطدم الكرامة بفريق كوري جديد هو سيونغنام، وخسر الكرامة ذهابًا وإيابًا 2-0 و2-1 على التوالي، ليودع البطولة التي حقق لقبها أوراوا ريد دايموندز الياباني في النهاية.

موسم 2007- 2008 لا جديد يعاد

شارك الكرامة للمرة الثالثة على التوالي في دوري أبطال آسيا، في النسخة التي حملت الرقم 27 من البطولة، بصفته بطل الدوري السوري.

للمرة الثالثة على التوالي، يحتل الكرامة صدارة مجموعته التي ضمت الوحدة الإماراتي والسد القطري والأهلي السعودي.

وحقق الكرامة 11 نقطة بفوزه في ثلاث مباريات وتعادلين وخسارة واحدة فقط.

وتعادل النادي الحمصي مع الأهلي السعودي ذهابًا وإيابًا بنتيجة 0-0 و1-1 على التوالي، وسجل فوزًا عريضًا على الوحدة الإماراتي في حمص بنتيجة 4-1، وخسر إيابًا بهدف وحيد، وفاز على السد القطري مرتين في حمص والدوحة بنتيجة 2-0 و1-0.

في الدور الربع النهائي، قابل الكرامة نادي غامبا أوساكا الياباني، الذي هزم الكرامة ذهابًا وإيابًا بنتيجة 4-1 للمباراتين، لتستمر عقدة شرق آسيا للنادي الحمصي.

واستطاع أوساكا إحراز اللقب في المباراة النهائية التي جمعته مع أديلايد يونايتد الأسترالي بنتيجة 5- 0 لمجموع المباراتين.

2008- 2009 قوانين الهبوط

مع القوانين الصارمة التي فرضها الاتحاد الآسيوي على الأندية الراغبة بالمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا، بما يتضمن تحويل هذه الأندية إلى شركات تجارية مع عقود احترافية للاعبيها، شارك الكرامة في كأس الاتحاد الآسيوي البطولة الأقل أهمية والأضعف مستوى من الأولى.

وشارك في البطولة كل من الكرامة والمجد بصفتهما بطل ووصيف الدوري السوري على التوالي.

وقع الكرامة في مجموعة ضمت الوحدات الأردني والكويت الكويتي وموهان باغان الهندي، وحقق وصافة المجموعة بتحقيقه أربعة انتصارات وخسارة في مباراتين.

في دور الـ16 لمنطقة غرب آسيا، لعب الكرامة مع نادي البسيتين البحريني وفاز بنتيجة 2-1 في الوقت الإضافي، ليعبر إلى ربع النهائي ويتعادل سلبيًا ذهابًا وإيابًا مع العربي الكويتي، لتبتسم له ضربات الجزاء الترجيحية وينتقل إلى نصف النهائي.

واجه الكرامة في نصف النهائي فريق دونغ الفيتنامي، وخسر ذهابًا بنتيجة 2-1، وانتصر إيابًا بثلاثية نظيفة دون مقابل، ليصل إلى ثاني نهائي آسيوي في تاريخه.

في المباراة النهائية، اصطدم الكرامة بالكويت الكويتي، الذي كان معه في دور المجموعات، وفشل الكرامة للمرة الثانية بالفوز باللقب الآسيوي بعد خسارته بهدفين لهدف.

من يتربع على عرش الكرة السورية جماهيريًا؟

أظهر استطلاع للرأي أجراه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في الفترة بين 1 و7 من أيار الحالي، حول أكثر الأندية السورية شعبية في كرة القدم، تفوّق نادي الاتحاد الحلبي على ثلاثة أندية سورية أخرى هي الوحدة والكرامة والجيش.

الفرق الأربعة تعد كبار الأندية على صعيد حصد البطولات المحلية والمنافسة عليها، بالإضافة إلى الأسماء التي قدمتها لكرة القدم السورية.

وحصد نادي الاتحاد 47% من الأصوات، تلاه نادي الكرامة الحمصي بـ27%، وحل نادي الوحدة الدمشقي ثالثًا بـ25%، ونادي الجيش في المرتبة الأخيرة بـ1% فقط، من أصل 87 ألفًا و645 صوتًا.

وجميع الأندية المذكورة شاركت في بطولتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الآسيوي، دونًا عن جميع الأندية السورية الأخرى.

ورغم أن نادي الجيش يلقب “بزعيم الكرة السورية”، باعتباره أكثر الأندية حصدًا للبطولات، فإن شعبيته منخفضة للغاية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة