رغم توقفها عالميًا.. كرة القدم تنشط في الشمال السوري

عنب بلدي – خاص

تنشط كرة القدم في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، رغم توقف بطولاتها ودورياتها العالمية، متجاهلة خطر تفشي فيروس “كورونا المسستجد” (كوفيد- 19) وإجراءاته الوقائية.

مراقبون ومنظمات حقوقية وصحية حذرت من خطورة محتملة لهذه الأنشطة والتجمعات، في حين كان لمنظميها ومرتاديها والمشاركين فيها رأي آخر، حسب مقابلات أجرتها عنب بلدي معهم.

بطل في إدلب.. بطولة عفرين بانتظار العيد

قابلت عنب بلدي شخصين من اللجنة المنظمة لدورة كرة القدم الرمضانية في عفرين بريف حلب، وقالا إن البطولة نجحت حتى الآن رغم الصعوبات والحصار المفروض على المنطقة.

وأثّر الخوف من تفشي الفيروس على البطولة بانخفاض عدد الفرق المتوقعة من 60 إلى 24، والتي قُسمت إلى أربع مجموعات، وانتهت المرحلة الأولى من البطولة التي تجري مباراتها النهائية في عيد الفطر. كما انخفض عدد المشجعين مقارنة بالاكتظاظ الذي شهدته عام 2019.

نبيل عنقير، أحد منظمي دوري كرة القدم في إدلب، قال إن 24 فريقًا شارك في بطولة “ملعب الشمال”، ولُعبت المباراة النهائية بين نادي “دير حسان” ونادي “عقربات” الذي تُوّج بها بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقت الأصلي بنتيجة التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.

وشهدت المباراة النهائية حضورًا جماهيريًا يقدر بألفي متفرج، بحسب قول إسماعيل محمد، كابتن نادي “عقربات”، الذي فاز في المباراة النهائية.

هل تتوقف الأنشطة إن سُجلت إصابات بـ”كورونا”

سألت عنب بلدي عن أسباب تجاهل التحذيرات الخاصة بفيروس “كورونا”، واستمرار الأنشطة الرياضية رغم توقفها عالميًا، وكانت إجابات المنظمين واللاعبين والمشجعين تصب في أنه لا وجود لإصابات حتى الآن في المنطقة، لكنهم اختلفوا حول إمكانية إيقاف هذه البطولة إذا سُجلت إصابات.

وقال إسماعيل محمد، كابتن نادي “عقربات”، إن اللجنة الفنية تأخذ حذرها من فيروس “كورونا”، وبرأيه فإن قرار إيقاف البطولات يعود إلى اللجنة المنظمة، والأفضل أن تتوقف فور تسجيل أي إصابات.

وبرأي جاسم باشان، وهو لاعب فريق “قدامى نادي عفرين”، فإن السكان في المنطقة لا يحتملون معاناة أو تضييقًا زائدين فوق ما يعيشونه، معتبرًا أن “الحياة مستمرة سواء بوجود كورونا أو بغيابه”.

بينما يرى عادل منصور، لاعب نادي “دير حسان” وصيف بطولة إدلب، أن الرياضة مستمرة وتأتي في المرتبة الأولى فوق كل الاعتبارات الأخرى، وأن الفيروس لا يؤثر عليهم لأنهم رياضيون.

تدابير وقائية.. هل تكفي؟

أُغلقت جميع المعابر الرسمية إلى المنطقة، واقتصر عملها على الاحتياجات الخدمية والتجارية بإجراءات تنفذها الجهات العسكرية المسيطرة.

وأجرت “الحكومة السورية المؤقتة” 332 فحصًا لحالات يشتبه بإصابتها بالفيروس، حتى تاريخ 5 من أيار الحالي، لكن نتائج الفحوصات كانت جميعها “سلبية”.

بينما تعمل اللجان التي تنظم هذه البطولات على فحوصات للاعبين، وعزل الجمهور عن أرضية الملعب، ولكن ذلك لا يحمي اللاعبين ولا المشجعين من الإصابة.

وضعت منظمة الصحة العالمية مجموعة قواعد احترازية لمنع العدوى بالفيروس، أبرزها:

– الالتزام بالنظافة الشخصية، وغسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون أو فركها بالكحول.

– تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال باستخدام المرفق، أو بمنديل والتخلص منه.

–  تجنب الملاصقة الشديدة بأي شخص لديه أعراض أمراض تنفسية (ما صار يعرف لاحقًا بالتباعد الاجتماعي).

–  طهو الطعام جيدًا.

–  تجنب التعامل غير الآمن مع الحيوانات.

رئيس لجنة التحكيم في منطقة عفرين، “أبو مالك”، قال إن الكادر الطبي في المنطقة على تواصل دائم مع الإدارات الطبية، ويجري الفحوصات اللازمة للحالات المشتبه بها للتأكد من سلامة أصحابها.

وفي إدلب، اتخذت اللجان بعض التدابير الوقائية اللازمة، منها غسل الأيدي وتعقيم بعض أركان الملعب، وخاصة المناطق التي تلامسها الجماهير، بحسب نبيل عنقير، أحد منظمي البطولة في المدينة.

“الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تحذّر

حذرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، في تقرير نشرته، في 3 من أيار الحالي، من الاكتظاظ والتلاصق بين الجماهير التي تتابع هذه المباريات.

وقالت الشبكة، إن الصورة التي نُشرت للجماهير في ملعب كرة القدم بقرية حزانو بريف إدلب الشمالي، خالفت أبسط الإجراءات الاحترازية المفترض اتخاذها بهدف منع انتشار فيروس “كورونا” بين أفراد المجتمع.

واعتبرت أن مسؤولية نشر الوعي وفرض الالتزام يقع على المجلس المحلي والقوى المسيطرة في المدينة، كما أن على الهيئات الرياضية و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة” والمعارضة السورية بجميع أجهزتها وهيئاتها اتخاذ خطوات جدية بهذا الخصوص.

وشددت على نشر هذه الجهات ثقافة “خليك في البيت”، والعزل الجسدي والاجتماعي، وإصدار نشرات وبيانات إرشادية وتوعوية، ومتابعة تنفيذها حفاظًا على سلامة أفراد المجتمع من مخاطر الإصابة والوفيات.