كيف نتعامل مع آلام الأسنان في رمضان

آلام الأسنان في رمضان
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يؤدي الصيام إلى العديد من التغيرات الفيزيائية في الجسم، التي قد تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي، وأحد هذه التغيرات هو ما يصيب الأسنان، إذ إن التوقف عن أكل السكريات والامتناع عن التدخين طوال النهار يكفي للحصول على صحة الفم وأسنان صحيحة وجميلة، ولكن وبسبب العادات السيئة التي يقوم بها بعض الصائمين في شهر رمضان فإن آلام الأسنان قد تحدث بشكل أكبر خلاله.

ما أسباب زيادة آلام الأسنان في رمضان

تنتج زيادة آلام الأسنان في رمضان عن عدة عوامل:

  1. قلة إفراز اللعاب في الفم، التي يسببها الامتناع عن الطعام والشراب لعدة ساعات، وهذا يتيح للجراثيم زيادة نشاطها في الفم.
  2. كثرة وتنوع الأطباق الغذائية، وبالأخص الحلويات بمختلف أنواعها، التي من شأنها أن تزيد فرصة تكوّن طبقة البلاك أو القلح على الأسنان، ما يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة اللثة المحيطة.
  3. عدم تنظيف الأسنان بشكل دوري، وخاصة بعد السحور، ما يؤدي لبقاء القلح على الأسنان وتحوله إلى الجير، فالقلح عبارة عن غشاء غير مرئي ودبق، يتشكل أساسًا من الجراثيم التي تتكون على الأسنان عند تفاعل السكريات والنشويات الموجودة في الطعام مع الجراثيم الموجودة داخل الفم بشكل طبيعي، وإذا لم تتم إزالة القلح بشكل يومي فإنه يتصلب ويتحول إلى جير، ويكون الجير طبقة واقية للجراثيم فيسبب التهيج على طول خط اللثة، وهذا يؤدي إلى الالتهاب، فتنتفخ لثة المريض وتنزف بسهولة، كما قد ينتج عن ذلك أيضا تسوّس الأسنان.

كيف تعالج مشاكل الأسنان في رمضان؟

قد يكون مصدر الألم هو التهاب اللثة، ويقصد به حدوث تهيّج واحمرار وتورم اللثة في الجزء المحيط بجذور الأسنان، وينتج عن سوء نظافة الفم، الذي يشجع تكون القلح أو الجير على الأسنان، ما يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة اللثة.

وقد يكون مصدر ألم الأسنان هو طبقة العاج، ويظهر هذا الألم بسبب عوامل خارجية، مثل المأكولات الحلوة، أو المأكولات الباردة أو الساخنة، ويكون ألم الأسنان هنا متوسط الحدّة، ولا يتركز في نقطة معينة، حتى إن الشخص المصاب يجد صعوبة في تحديد مصدر الألم، إن كان من الأسنان في الفك العلوي أو السفلي، وعادة ما يكون سببه وجود تسوّس بالأسنان.

وقد يكون مصدر ألم الأسنان هو العصب (لب السن)، ويكون نابعًا من مصدر داخلي، يظهر بنوبات شديدة جدًا ويختفي بين النوبة والأخرى، وتدوم النوبة ما بين بضع دقائق وحتى ساعة كاملة، ويشتد هذا النوع من آلام الأسنان عند حدوث ضغط على السن المصابة كما هو الحال عند المضغ، وكذلك عند تناول مأكولات باردة، ويكون سبب هذا الألم هو التهاب لب السن بعد نفاذ تلوث إليه من تسوّس الأسنان.

وقد يكون مصدر ألم الأسنان هو دواعم السن، وهو ألم نابع من مصدر داخلي، متواصل، تتراوح شدته بين المتوسطة والشديدة، ويشتد في أثناء المضغ، ويكون متركزًا في السن المصابة، وقد يكون مصحوبًا بشعور بأن السن مرتفعة في الفم أو بانتفاخ في الوجه، ويمكن تحديد السن المصابة بواسطة النقر على الأسنان، ويكون سبب هذا الألم تلوث نسيج دواعم السن، بسبب التهاب اللثة أو الفراغات في لب السن.

وفي جميع الحالات المذكورة، فإن العلاج بمختلف أشكاله (إزالة الجير، إزالة التسوس، حفر السن وحشوه، قلع السن) يتم باستخدام المعدات (كالحفارة) وهذه الأدوات يجب أن تكون مصحوبة بضخ الماء لحماية المعدات وأنسجة اللثة والأسنان معًا، وفي الوقت ذاته هناك أداة لشفط الماء من الفم، ولكن أحيانًا قد يبتلع المريض الماء لا شعوريًا وبشكل بسيط جدًا، كذلك قد يستخدم الطبيب بعض الأدوية أو المواد التي يشعر المريض بطعمها، كما أن معظم العلاجات تحتاج لحقن مواد التخدير، وكل ذلك يتفق الفقهاء المسلمون على أنه غير مفطر للصائم.

ولكن بالنسبة للقلع الجراحي بشكل خاص، فإنه وفي أثناء الجراحة قد يكون تدفق الماء كثيرًا فيبتلع منه المريض جزءًا، وهذا يعتبر مفطرًا لأنه دخل في الحلق، لذلك إذا كان الوضع يسمح بالتأجيل فالأفضل ذلك.

كيف يمكن الوقاية من تفاقم مشاكل الأسنان في رمضان؟

  • تنظيف الأسنان يوميًا بالمضمضة واستخدام الفرشاة والمعجون أو السواك مرتين على الأقل في اليوم (بعد الإفطار وبعد السحور)، وينصح باستعمال معاجين الأسنان التي تحتوي على نترات البوتاسيوم، أما بالنسبة لاستعمال السواك فينصح أطباء الأسنان بقص الجزء المستعمل من السواك كل 24 ساعة، وذلك من أجل استمرار وجود المادة الفعالة فيه، وننوه إلى أنه من الممكن استخدام الفرشاة والمعجون أو السواك في أثناء النهار، إذ تتفق مختلف المذاهب الفقهية الإسلامية على إباحة استخدام الفرشاة والمعجون والمضمضة والسواك في أثناء الصيام بشرط ألا يتم ابتلاع شيء من المواد، فإن تم ذلك فهي مفطرة.
  • عدم الإكثار من الحلويات والسكريات والمشروبات المحلاة التي تزيد من تشكل القلح.
  • التخفيف من تناول الأطعمة الحمضية لمنع حساسية الأسنان لمن يعانون من حساسية فيها.
  • تناول مشروب شاي الزعتر، فهو مفيد لعلاج اضطرابات الفم، ويُحضّر بخلط الزعتر مع الشاي، ويشرب كوب واحد بعد الإفطار وكوب قبل الإمساك لعلاج أفضل وأسرع، ومن المعروف أن الزعتر يقتل الجراثيم في الفم وينعش النفس، وفي الوقت نفسه يقلل حساسية الأسنان.

أخيرًا، نؤكد أنه في حال وجود مشكلات في الأسنان أو اللثة فمن المهم جدًا معالجتها قبل شهر رمضان، وبذلك نتجنب الآلام والمعالجات خلال فترة الصيام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة