عمليات وبيانات متزايدة..

التحالف الدولي يؤسس لعودة جديدة لنشاطه في سوريا

camera iconالتحالف الدولي يجري تدريبات في قاعدة التنف في سوريا (غرفة عمليات العزم الصلب/فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – تيم الحاج

يتسارع سير الأحداث في شمال شرقي سوريا، حيث توجد عدة قوى على الأرض، إلا أن النشاط الأكبر يبدو واضحًا لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي كسرت تراجع عملياتها منذ قرار إعادة التموضع، في تشرين الأول 2019، وهي بذلك تحضّر لعودة مختلفة على الأرض أمام صعود الدور الروسي وعودة نشاط التنظيم.

تعزيزات وأسلحة نوعية

منذ مطلع العام الحالي، لم تهدأ القواعد الأمريكية في شمال شرقي سوريا، وهي تستقبل معدات عسكرية قادمة من العراق برًا أو عبر الطائرات جوًا، وفق ما رصدته عنب بلدي سابقًا.

ولا يمكن حصر عدد الشحنات العسكرية تلك، فهي باتت تصل بشكل شبه يومي، كانت أبرزها في 7 من أيار الحالي، وشملت نحو 50 شاحنة تحوي عربات عسكرية ومساعدات لوجستية وهندسية، وصلت إلى قاعدة “الشدادي” جنوبي الحسكة، وفق ما نقلته صفحة معركة “عاصفة الجزيرة” عبر “فيس بوك”، التي أُطلقت في آب 2018 ضد تنظيم “الدولة”.

سبقتها بأيام قافلة ضخمة تضم عشرات الشاحنات المحملة بذخائر وأسلحة، وصلت إلى قاعدة “قسرك” (20 كيلومترًا شرق تل تمر بريف الحسكة).

وقدمت تلك القافلة، التي كانت مؤلفة من نحو 30 شاحنة كبيرة، من قاعدة للتحالف الدولي في الشدادي بريف الحسكة.

ولا يقتصر وصول التعزيزات العسكرية على البر، إذ نفذت طائرات تابعة للتحالف الدولي، مطلع نيسان الماضي، عملية إنزال جوي لإمدادات لوجستية وعسكرية لقواعدها في ريف دير الزور الشرقي.

ونشر ناشطون تسجيلًا مصورًا، حينها، يُظهر قيام طائرة عسكرية بإفراغ حمولتها عبر إنزالات جوية بالقرب من قاعدة “حقل العمر” النفطي بريف دير الزور الشرقي.

وتزامنت عملية الإنزال في “حقل العمر” مع دخول العشرات من الشاحنات إلى مناطق شمال شرقي سوريا، قادمة من إقليم كردستان العراق وعلى متنها معدات لوجستية وعربات عسكرية وذخائر، إذ أفرغت حمولتها في كل من قاعدتي “قسرك” و“الشدادي” في الحسكة.

وفي 11 من آذار الماضي، استقدمت قوات التحالف الدولي إلى قاعدتها في “حقل العمر”، أسلحة مدفعية بعيدة المدى.

وقال حينها الموقع الرسمي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إن الغرض من هذه التعزيزات المكونة من أسلحة مدفعية ثقيلة، هو حماية القواعد العسكرية، ودعم العمليات المشتركة مع “قسد” في محاربة تنظيم “الدولة”.

توسعة قواعد

من المؤشرات على زيادة نشاط قوات التحالف في سوريا، توسيع بعض القواعد الأمريكية في كل من الحسكة ودير الزور، بعد وصول المعدات العسكرية الجديدة إليها، وآخرها توسعة قاعدة “حقل العمر” النفطي بريف دير الزور الشرقي، بحسب ما قاله “مركز دير الزور الإعلامي” التابع لـ”الإدارة الذاتية” (الكردية).

وأشار إلى أن هذه القاعدة شهدت، نهاية نيسان الماضي وبداية أيار الحالي، وصول عشرات الشاحنات المحملة بالذخيرة و الأسلحة والمواد اللوجستية، إضافة إلى وصول عشرات الحوامات من الجو، في الوقت الذي استقدم فيه التحالف حوالي ألف عنصر من القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من أكبر المكاسب التي حققتها في الحرب ضد تنظيم “الدولة”، السيطرة على حقول النفط شمال شرقي سوريا، التي كانت تشكل مصدر عائدات رئيسًا للتنظيم.

وكانت القوات الأمريكية وسعت إحدى قواعدها بريف الحسكة، وأظهرت صور نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قيام القوات الأمريكية بأعمال توسعة في قاعدة “استراحة الوزير”.

وفي 3 من شباط الماضي، بدأت القوات الأمريكية إنشاء قاعدة جديدة لها في ريف الحسكة.

واختارت القوات الأمريكية قرية تل براك التي تبعد 40 كيلومترًا عن مدينة الحسكة، وقبل الشروع بعمليات البناء بنحو أسبوع، نقلت القوات الأمريكية من العراق إلى تل براك الآلات ومعدات البناء عبر معبر الوليد الحدودي.

وأشار تقرير لوكالة “الأناضول” التركية، إلى أن الهدف من وراء بناء هذه القاعدة، هو سعي الجيش الأمريكي إلى قطع الطريق أمام العسكريين الروس إلى أحد أهم مراكز إنتاج النفط في سوريا، في حقل “الرميلان” بريف الحسكة الشمالي الشرقي.

عمليات وبيانات

خلال الأشهر الأخيرة، قال التحالف الدولي إنه نفذ عدة عمليات أمنية بمشاركة “قسد” في ريف دير الزور، ضد خلايا تنظيم “الدولة”.

وقال القائد العام لعمليات التحالف الدولي، الجنرال بات وايت، إن الخطط الأمريكية لشمالي وشرقي سوريا لم تتغير، إذ يستمر التحالف بدعم “قسد” وتزويدها بالدعم الاستخباراتي والعسكري والجوي بحسب الحاجة وما تتطلبه هذه المرحلة.

وأفاد الجنرال وايت، في 8 من أيار الحالي، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة القوات الخاصة التابعة لـ”قسد” لحماية السجون التي يتم احتجاز سجناء تنظيم “الدولة” فيها.

وفي 7 من أيار الحالي، قال التحالف الدولي إنه نفذ مع “قسد” عملية أمنية ناجحة في ريف دير الزور الشرقي.

وأوضح المتحدث باسم التحالف، العقيد مايلز كاغينز، عبر “تويتر”، أن العملية أسفرت عن اعتقال قيادي كبير في التنظيم.

وشهدت قرية الزر في ريف دير الزور الشرقي، في 6 من أيار الحالي، حملة أمنية للتحالف و”قسد”، شاركت فيها خمس طائرات وقوات برية، تخللتها اشتباكات وتفجير عناصر أنفسهم، يعتقد أنهم من خلايا تنظيم “الدولة”.

وبعد العملية، دار حديث عن اعتقال زعيم التنظيم الجديد، عبد الله قارداش.

وقال “مركز الرقة الإعلامي” التابع لـ”الإدارة الذاتية” (الكردية)، إن العملية كانت تستهدف قارداش، وانتهت بالقبض عليه، لكن الولايات المتحدة لم تعلن عن ذلك رسميًا.

ومطلع أيار الحالي، قال “مكتب الإعلام لقوات سوريا الديمقراطية” إن “قسد” اعتقلت بتغطية جوية من التحالف الدولي، خلية “إرهابية” تتألف من ثلاثة أشخاص في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي.

وتأتي هذه العملية بعد يومين من نشر حسابات تابعة لـ”الإدارة الذاتية” خبرًا عن اعتقال “مسؤول التنسيق والتحركات” لدى التنظيم في دير الزور.

ولفت “مكتب الإعلام” إلى أن العملية جرت بمساندة قوات التحالف الدولي، في بلدة جديدة عكيدات بريف دير الزور الشرقي.

وركّز تنظيم “الدولة” مؤخرًا في عملياته بمحافظة دير الزور على المسؤولين الإداريين في “الإدارة الذاتية” والعسكريين التابعين لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، بعد أن كان ينفذ عمليات شبه يومية ضد عناصر “قسد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة