“العنايا”.. طقس رمضاني أصيل في درعا يتحدى غلاء الأسعار

camera iconلحوم دجاج في أحد المسالخ بمدينة درعا - 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

من منزل إلى آخر، يدور رجال العائلة على قريباتهم خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حاملين الطعام كدلالة على صلة الرحم والإعانة، في تقليد يقتصر على أهالي الجنوب السوري، ويقاوم تغيّر الأحوال وتبدّل الزمن.

يلتزم أهالي درعا خلال رمضان بزيارات “العنايا”، ليساعدوا نساء العائلة، حين يوزعون عليهن الدجاج المذبوح، فيؤمّنون لهن وجبات رئيسة في رمضان.

و”العنايا” في اللهجة المحكية لأهالي درعا جمع “عنية”، وهي القريبة من الدرجة الأولى أو الثانية، أو كل سيدة يرتبط بها الرجل بصلة تجعل له فضلًا عليه أو عطفًا منه عليها، كالبنات والأخوات، أو العمات والخالات، أو القريبات الأخريات بحكم الروابط الشخصية.

وخلال رمضان الحالي، لم يتوقف أهالي درعا عن تقليد توزيع الفروج على القريبات، المسمى بتقليد “العنايا”، رغم ارتفاع أسعاره في الأسواق السورية.

صلة رحم

تنطلق فكرة مساعدة “العنايا” من غصّة الأب لبناته وقريباته اللاتي قد لا يستطعن أن يأكلن مما يأكل فيبادر بتقديم الطعام لهن، وفق تراث الجنوب السوري.

ولتقليد “العنايا” أهمية خاصة تفوق التكلفة المادية، وهو يعكس أثرًا نفسيًا إيجابيًا ناجمًا عن اهتمام الأهل بصلة الرحم، كما يسهم في تخفيف العبء المادي عن كاهل بعض السيدات، خاصة أن ثمن كيلو الدجاج وصل إلى 1400 ليرة سورية، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي.

وكان المجلس الاستشاري للدواجن في سوريا حدد سعر الفروج قبل الذبح بـ1200 ليرة سورية، بحسب ما نشرته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، في 17 من آذار الماضي.

وشهدت أسواق الفروج ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، وبدأ الارتفاع مع حلول فصل الشتاء لأسباب تتعلق بتكاليف الإنتاج، ونفوق أعداد كبيرة من الطيور بسبب برودة الجو.

وبحسب آخر تحديث لأسعار الفروج، الذي حددته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، في شباط الماضي، بلغ سعر كيلو شرحات الدجاج نحو ثلاثة آلاف و200 ليرة، بينما كان سعرها ألفين و650 ليرة سورية.

كما ارتفع سعر كيلو الفروج المذبوح، من ألف و650 ليرة، إلى ألفين و200 ليرة، وبلغ سعر الفروج الحي ألفًا و475 ليرة.

الإنتاج والدولار مسؤولان

رئيس لجنة الدواجن في درعا، الطبيب البيطري وهيب المقداد، ربط ارتفاع الأسعار بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، وأكد أن المربي لا علاقة له بارتفاع الأسعار إنما العامل الأساسي هو ارتفاع تكاليف التربية، بحسب ما نقلته صحيفة “تشرين” الحكومية.

وأوضح المستشار الفني لغرف الزراعة في سوريا، عبد الرحمن قرنفلة، للصحيفة، أن اضطراب سعر العملة المحلية تجاه العملات الأجنبية له تأثير سلبي على تربية الدواجن، لأن معظم مدخلات الإنتاج مستوردة وتسدد بالقطع الأجنبي.

كما ارتفعت الأسعار رغم زيادة الطلب على الفروج بشكل كبير، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي في درعا، استجابة لتقليد “العنايا”، ولمساعدة المحتاجين خلال شهر رمضان.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة