تعبيرًا عن امتنانه.. لاجئ سوري يصنع “الكمامات” ويوزعها مجانًا في صقلية

camera iconاللاجئ السوري محمد الحسن خلال عمله في خياطة الكمامات (الاندبندنت)

tag icon ع ع ع

عبّر لاجئ سوري يقيم في إيطاليا عن امتنانه للمجتمع المضيف عبر إطلاقه مبادرة فردية، للمساعدة في جهود الوقاية من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19). 

وحوّل اللاجئ السوري محمد الحسن، مكان إقامته في جزيرة صقلية إلى ورشة لخياطة الكمامات المصنّعة يدويًا (أقنعة الوجه الواقية من الفيروس)، لتوزع في جميع أنحاء المدينة مجانًا.

وقال محمد لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن هذه المبادرة طريقته الخاصة لشكر الأشخاص الذين رحبوا به في صقلية، وجميع أنحاء إيطاليا، مضيفًا أنه في الأوقات الحرجة لا بد من تضافر جميع الجهود، وليس لديه ما يقدمه باستثناء عمل يديه.

ويقيم محمد في مركز مجتمع “كازا ديلي كالتشر”، وهي بلدة يسكنها 27 ألف نسمة، وينتج يوميًا حوالي 30 قناعًا من القماش، يسهل غسلها يدويًا وإعادة استخدامها لتجنب النفايات البلاستيكية. 

ووصل الشاب، البالغ من العمر 34 عامًا، إلى صقلية برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة في أيلول 2019، بعد اختياره لإعادة التوطين عبر برنامج “الأمل المتوسطي”، وهو مشروع أطلقته الكنيسة البروتستانتية الإيطالية، لتقديم طرق لنقل اللاجئين بأمان، بدلًا من رحلات القوارب الخطيرة عبر البحر.

وعمل محمد قبل عام 2011 خياطًا في مدينة حلب، قبل أن تجبره ظروف الحرب على التخلي عن مجاله المفضل للعمل كسائق سيارة، لينتقل بعدها إلى لبنان مع عائلته.

وقال مسؤول الدعم في مركز “كازا ديلي كالتشر”، بييرو تاسكا، إن محمد لم يكن منفتحًا على المجتمع المحلي خلال الأشهر الستة السابقة، جراء ما عاناه خلال سنوات الحرب التي أثقلت كاهله، ولكن عندما عاد للخياطة بدا وكأنه شخص جديد تمامًا، إذ إن مساعدة الآخرين تساعده على مواجهة آلامه الداخلية. 

بدورها، أبدت إيفانا دي ستاسي، معلمة اللغة الإيطالية التي ساعدت أطفال محمد على الاندماج في نظام التعليم المحلي، حماستها لرؤيته يبذل كثيرًا من الجهد لمساعدة المجتمع، لا سيما أنه قام بخياطة كمامات من جميع القياسات، بما في ذلك أقنعة صغيرة للأطفال.

ولا توجد إحصائية رسمية لعدد اللاجئين السوريين في إيطاليا، غير أن الحكومة الإيطالية وقّعت، في 7 تشرين الثاني 2017، اتفاقًا مع مؤسسة “سانت إيجيديو” الكاثوليكية، والاتحاد الإيطالي للكنائس البروتستانتية، يقضي باستقبال 1000 لاجئ سوري من لبنان، وذلك عقب اتفاق مماثل أبرمته مع كلتا المنظمتين عام 2015.

وسبق أن أطلقت مجموعة نساء سوريات في ولاية شانلي أورفة التركية مبادرة، لإنتاج كمامات للوقاية من “كورونا” وتوزيعها مجانًا على المحتاجين.

كما ألقت وسائل إعلام غربية الضوء على مبادرة أطلقها سوريان يعيشان في البرتغال، لتقديم الدعم للمجتمع المحلي في مواجه فيروس “كورونا”، عبر تقديم وجبات طعام للكوادر الطبية.

وتطوّع المخرج السوري حسان عقاد المقيم في بريطانيا، للمساعدة في تنظيف أحد المشافي المحلية كمبادرة لتعزيز روح التعاون في مواجهة انتشار الفيروس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة