احتجاز صحفي روسي بعد تحقيق يثبت إعدام مرتزقة “فاغنز” لرجل سوري في حمص

camera iconمرتزقة روس من شركة "فاغنر" في أثناء تعذيب شخص في حقل "الشاعر" بريف حمص- تشرين الثاني 2019 (صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية)

tag icon ع ع ع

كشف تحقيق لصحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية تورط مرتزقة روس يعملون لصالح شركة “فاغنر” الروسية في عملية إعدام رجل سوري وحرقه، بعد تعذيبه وتقطيع أطرافه، الأمر الذي أدخل معد التحقيق في قفص الاعتقال.

وتعرض معد التحقيق، دينيس كوروتكوف، لحملة تشهير من الصحف والوكالات الروسية التابعة والموالية للسلطات الروسية، واتهم بالارتباط بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتمكنت حملة التشهير من إيصال كوروتكوف إلى يد المحققين الروس، وهو يخضع للاحتجاز من 21 من نيسان الحالي، أي في ذات اليوم الذي نشر فيه تحقيقه.

دلائل

تمكن معد التحقيق من إثبات قيام مجموعة من مرتزقة “فاغنر” بتعذيب وإعدام المواطن السوري حمادي الطه البوطه عام 2017، في حقل الشاعر لإنتاج الغاز بريف حمص، حيث تعمل الشركة “فاغنر” هناك على حماية المنشآت النفطية.

ولجأ معد التحقيق إلى تحليل التسجيل المصور لعملية تعذيب حمادي الطه، التي صورها أحد المرتزقة، كما اعتمد على صور للأقمار الصناعية لتحديد مكان الحادثة.

إحدى الصور التي أكدت وقوع الجريمة في حقل الشاعر بريف حمص، مأخوذة من فيديو يظهر منشأة الحقل.

وتأكد معد التحقيق من المكان عبر تقرير سابق عن الحقل نشرته “وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية” التي يمتلكها الملياردير يفغيني بريغوجين، المعروف باسم “طباخ بوتين”، لكن تقرير الوكالة حُذف بعد نشر صحيفة “نوفايا غازيتا” تحقيقها.

من جانبه، سارع الكرملين إلى للتشكيك في تحقيق الصحيفة، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن موقف الكرملين سلبي تجاه المعلومات الكاذبة التي تم نشرها حول سوريا ومواضيع أخرى.

وجاء في تصريح بيسكوف لـ “وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية“، “عندما يتعلق الأمر بنشر معلومات خاطئة حقًا، لا يرفع ذلك من سمعة الناشر بأي حال من الأحوال. على العكس من ذلك فإنه يدمر السمعة”.

نفي سابق

في تشرين الثاني 2019، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل مصور يظهر تعذيب وإعدام رجل سوري، على يد أشخاص يتحدثون اللغة الروسية.

وعلى الفور، نفت وزارة الخارجية الروسية علاقتها بالتسجيل المصور، معتبرة أنه يهدف لتشويه سمعة القوات الروسية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك” حينها، إن “الفيديو المنشور في وسائل إعلام عن مقتل مواطن سوري، لا يمت بصلة للعملية العسكرية الروسية في سوريا، ولا للقوات الروسية الموجودة هناك”.

“الشبكة السورية” تتحقق

حول تحقيق صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في بيان أمس، إنها قد قد تواصلت مع أقرباء الضحية محمد طه الإسماعيل (بخلاف ما ورد في التحقيق أن اسمه حمادي الطه البوطه).

ولفتت الشبكة إلى أن الإسماعيل من أبناء قرية الخريطة بريف محافظة دير الزور الغربي، اعتقل من قبل قوات النظام السوري على الحدود اللبنانية السورية في أثناء عودته من لبنان إلى سوريا في عام 2017، وتم سوقه إلى صفوف التجنيد الإجباري، ولدى محاولته الانشقاق والهروب تم إلقاء القبض عليه، بحسب ما وثقته الشبكة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة