“أنا ملالا”.. قصة نضال عالمية ضد قمع الفتيات

tag icon ع ع ع

برنامج “مارِس” التدريبي – رنيم باكير

“فتاة رفعت صوتها وأبت الاستسلام وكافحت لنيل حقها في التعليم في ظل قمع حركة طالبان في قريتها”، هذا ما تتحدث عنه الكاتبة الصحفية كريستينا لايف، في رواية “أنا ملالا”، الصادرة عام 2014.

بدأت كريستينا روايتها بوصف البيئة المجتمعية في وادي سِوات بباكستان، حيث نشأت ملالا، إذ يحتفل الأهالي بإنجاب الأطفال الذكور، في حين لا يهنئون بقدوم الإناث، بل على العكس يخفونهن عن الأنظار.

كما وصفت المحيط الأسري الذي نشأت فيه ملالا، ضمن أسرة شجعت حرية تفكيرها ودفاعها عن حق الفتيات في التعليم وإحلال السلام في العالم، وكان والدها المحفز الأكبر لها، على اعتباره ناشطًا في المجال ذاته.

وذكرت الكاتبة أساليب التخفي التي كانت تمارسها ملالا لمواصلة الذهاب إلى المدرسة، رغم صغر سنها، إذ لم تكن تتجاوز العاشرة من عمرها حين منع عناصر طالبان الفتيات من التعلم، ودمروا عددًا من المدارس.

ولم تكتفِ ملالا بذلك، بل عملت على تدوين يومياتها في مدونة تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تحت اسم مستعار، وأجرت العديد من المقابلات الصحفية، وشاركت في برامج حوارية وبفيلم وثائقي أنتجته صحيفة “نيويورك تايمز”.

ذلك ما حمل عناصر طالبان على تهديدها بالقتل، واستهدافها بعملية اغتيال في أثناء عودتها من المدرسة، انتهت بها إلى مستشفى “الملكة إليزابيث” في إنجلترا بسبب ضعف الكوادر الطبية في باكستان.

يصف الكتاب تلك الحوادث، ويذكر الصدى الذي لقيته قصة ملالا في وسائل الاعلام، إذ تجمّع كثير من الصحفيين أمام المشفى، وتلقت الرسائل والزيارات وعروض دعم لتكاليف العلاج، من رؤساء دول ووزراء ونجوم سينما وشخصيات سياسية مرموقة.

أخذت قضية ملالا بعدًا عالميًا على حد وصف الكاتبة، وذكرت أن ملالا بعد إصابتها حازت على جوائز من مختلف أنحاء العالم،  كما أصدر المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم، جوردون براون، عريضة تحت شعار”أنا ملالا”، طالب من خلالها ألا يُحرم طفل من المدرسة، وخصصت الأمم المتحدة يومًا لدعم التعليم تحت اسم “يوم ملالا”.

وكانت الفتاة من ضمن المرشحين الخمسة لنيل جائزة “السلام الدولية” للأطفال، وأصغر مرشحة لنيل جائزة “نوبل للسلام” عام  2014، وتلقت العديد من الدعوات لمهرجانات وفعاليات للتحدث عن أهمية التعليم، وما زالت تواصل مسيرتها عبر “صندوق ملالا” لإتاحة التعليم ودعم الناشطين في مجال التعليم عبر العالم.

حصلت الرواية على جائزة “Lincoln”  في عام 2017، وجائزة Australian Book” “Industry في 2014، وجائزة “Goodreads choice” للسيرة الذاتية في 2013.

في المقابل، حُظرت الرواية في المدارس والكليات الخاصة في باكستان من قبل اتحاد المدارس الخاصة، كما أصدر رئيس الاتحاد كتابًا بعنوان “أنا لست ملالا، أنا مسلم، أنا باكستاني”، لمكافحة الدعاية المعادية للإسلام، التي يراها في الكتاب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة