نقص نظافة وسوء خدمات..

الجرب يزاحم مشاكل النازحين في مخيمات إدلب

camera iconحالة إصابة بسوسة الجرب في مخيم "الكرامة" في ريف إدلب الشمالي - كانون الثاني 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – شادية التعتاع

يقف أحمد الشيخ عاجزًا أمام ألم طفليه الصغيرين، بعد أن طرق باب الأطباء دون جدوى، ورائحة النفايات المتراكمة في مخيم “الكرامة” لا تفارق أنفه وتذكّره بمصدر السوس وسبب الجرب.

غادرت آلاف العائلات ديارها في ريف إدلب الجنوبي والشرقي ملتمسة الأمن شمالًا، مع اقتراب قوات النظام السوري وحليفته روسيا، لكن ما وجدته كان ازدحامًا وغلاء ونقصًا في الموارد والخيام، فرض على المئات منها الإقامة في مخيمات غير مخدمة.

200 خيمة أُقيمت في مخيم “الكرامة” في بلدة الشيخ بحر، في ريف إدلب الشمالي، عانى فيها نحو 50 شخصًا من عضات الجرب وآلامه، من بينهم طفلا أحمد.

تراكم النفايات في المخيم وحرقها العشوائي من قبل الأهالي، مع انعدام الصرف الصحي في المخيم، كانت الأسباب الرئيسة لانتشار الداء، حسبما قال أحمد لعنب بلدي.

أدوية المواشي للعلاج!

طلب سكان مخيم “الكرامة” المعونة من المنظمات الإنسانية الفاعلة في ريف إدلب الشمالي للتخلص من الجرب، وما حصلوا عليه كان “الوعود فقط، دون استجابة على أرض الواقع”، حسبما قال مدير المخيم، هاني الجعبي، لعنب بلدي.

لم يجد أهالي المخيم حلًا سوى استخدام الأدوية المخصصة للمواشي، كما قال الجعبي، إذ أعاق موقع المخيم الجغرافي، وبعده عن مكب النفايات، التخلص بشكل ملائم من نفاياتهم، التي انتشر على إثرها سوس الجرب حسب رأيه.

وأضاف مدير المخيم أن نقص اهتمام الأهالي واعتنائهم بأطفالهم واتباع إرشادات الأطباء أسهم بانتشار الداء أيضًا.

ما هو داء الجرب

الجرب هو حكة تنجم عن دخول القارمة الجريبية (السوس) واستقرارها تحت الجلد، وتسبب عضاتها “رغبة ملحة قوية بالحك، وبشكل خاص ليلًا”، حسبما قال طبيب عام وحدة الصحة النفسية في منظمة “سوريا للإغاثة والتنمية” (SRD)، خالد رمضان.

وأشار رمضان في حديثه لعنب بلدي، إلى أن الجرب “سريع الانتشار والعدوى عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق بين أفراد العائلة وطلاب المدارس أو دور المسنين أو المخيمات والسجون”.

ورغم غياب الأعداد الدقيقة للمصابين في المخيمات، يعتقد رمضان أن هناك زيادة “كبيرة” في أعدادهم، نتيجة اكتظاظ تجمعات النازحين ونقص التوعية الصحية والخدمات الطبية.

وبرأي الطبيب فإن الحل لاستئصال المرض هو “حملة شاملة لجميع المخيمات والمدارس والأماكن المكتظة بالسكان”، مع تقديم العلاج لجميع أفراد عائلات المرضى، وإن لم تبدُ عليهم أعراض الجرب، إذ قد يكونون في مرحلة الحضانة.

أمام “كورونا” تتأجل الحلول

حوّلت المنظمات الإنسانية المختصة بالقطاع الصحي تمويلها المخصص لأنشطة صحية منوعة نحو جهود مكافحة جائحة “كورونا” (كوفيد- 19)، حسبما ذكر تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الصادر في 27 من آذار الحالي.

وفي حين لم يكن الجرب من الأمراض الأكثر انتشارًا في مخيمات شمال غربي سوريا سابقًا، إلا أن الضغط الذي تعانيه مخيمات النازحين الرسمية والعشوائية، التي استقبلت نحو مليون نازح منذ كانون الأول عام 2019، سبّب نقص الخدمات التي يحصل عليها السكان.

تحتاج المخيمات إلى زيادة مخصصات المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة بشكل “هائل”، حسب وصف التقرير، الذي أشار إلى افتقاد أكثر من 64 ألف شخص سبل التخلص الملائمة من النفايات، واحتياج أكثر من 32 ألفًا لخدمات الصرف الصحي، وأكثر من 108 آلاف لمستلزمات النظافة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة