حملات نابليون وعبودية هاييتي.. أوبئة أنهت حروبًا حول العالم

لوحة لأنطون جروس تجسّد زيارة نابليون بونابرت لمستشفى الأمراض الوبائية في يافا

camera iconلوحة لأنطون جروس تجسّد زيارة نابليون بونابرت لمستشفى الأمراض الوبائية في يافا

tag icon ع ع ع

كانت الحروب عبر التاريخ مرتعًا للأمراض وناقلًا لها، ما سبب وفيات بين الجنود والمدنيين على حد سواء، لكن الأمراض وقفت أيضًا إلى جانب أحد طرفي الصراع وساعدته بشكل شبه رئيسي على الانتصار في المعركة وانسحاب الجيش المعادي من أرض الميدان.

“هاييتي”.. المرض هدية دعمت مطالب التحرر من العبودية

ثار الأفارقة الذين جلبتهم فرنسا إلى مستعمرة سان دومينغو (هاييتي) الواقعة في البحر الكاريبي شرق القارة الأمريكية الجنوبية، على الفرنسيين، واستطاعوا خلال أسابيع من زيادة أعدادهم لتتجاوز 100 ألف ثائر، واستولوا على أراض زراعية ومستعمرات على حساب الفرنسيين عام 1791.

أرسلت بريطانيا قواتها إلى سواحل هاييتي للسيطرة على الجزيرة الغنية بعد ثورة الأفارقة، وطرد الفرنسيين منها.

دعمت بريطانيا الأفارقة، لكنها كانت تريد السيطرة على مقدرات المستعمرة، تخوفًا من حركات تمرد أخرى يمكن أن تحدث في بقية مستعمرات الكاريبي ما يهدد مصالحها.

وما إن سيطرت على الجزيرة حتى أعادت العبودية، ودخلت بصدام مع الأفارقة.

لكن “الحمى الصفراء” أصابت أعدادًا كبيرة من البريطانيين، ووفقًا للمؤرخ البريطاني، جون فورتيسكو، توفي ما يقارب خمسة آلاف رجل من الجيش الملكي البريطاني، و1150 رجلًا من البحرية الملكية، وست آلاف مستوطن إنجليزي في هايتي، بسبب “القيء الأسود”.

وأرسلت بريطانيا الفوج “66” و”69″ كتعزيزات لقواتها، لكنها لم تجد نفعًا وغادر البريطانيون المستعمرة.

وحين تولى نابليون الأول أمور فرنسا عام 1799، حاول استعادة هاييتي وضمها إلى الحكم الفرنسي ونجح باعتقال قائد الثوار.

لكن “الحمى الصفراء” أصابت جنود الجيش الفرنسي، ما ساعد على هزيمة الفرنسيين، واستطاعت هاييتي نيل استقلالها عام 1804.

أسوار عكا والطاعون يقضون على أحلام نابليون

سار القائد الفرنسي نابليون بونابرت بعد سيطرته على مصر بحملة عسكرية للسيطرة على بلاد الشام عام 1799، وبعد تحقيقه نوعًا من التقدم في يافا على حساب العثمانيين.

وقفت أسوار عكا ومقاتلو المدينة حاجزًا أمام الفرنسيين حتى يأسوا من دخولها، واتجهوا إلى الكرك في محاولة للتوغل في الأراضي الشامية.

لكن إصابة الجيش بالطاعون أرغمت نابليون على الانسحاب إلى الأراضي المصرية.

التيفوئيد والقمل والزحار أمراض أصابت الفرنسيين في حملتهم على روسيا

توجه نابليون بداية العام 1812 للسيطرة على الأراضي الروسية، لكن حملته انتهت بالفشل.

انسحب الجيش الروسي في عمق الأراضي الروسية باتجاه الشرق، وحاول الفرنسيون إنهاء المعركة مع الروس بمعركة كبيرة.

لكن الروس استمروا بالانسحاب وإحراق المحاصيل والمؤن كي لا يستخدمها الجيش الغازي، ما عرض جيش نابليون الذي سار من الأراضي الفرنسية غربًا، حتى وصل إلى موسكو وسيطر عليها، لنقص الرعاية الطبية والغذاء، خاصة في الطريق عبر ألمانيا وبولندا، حيث عاشت المجتمعات الريفية في بولندا ظروفًا غير صحية، مع انتشار الآبار المتعفنة والأسر الموبوءة بالقمل.

أمر نابليون بإنشاء مستشفيات في الطريق لمعالجة القوات للقوات، لكن الظروف ساءت بعد أمطار الربيع.

ومع تأخر إمدادات المياه العذبة من الأنهار الألمانية، انتشر الزحار بين الجنود الفرنسيين، وتصاعدت المشاكل في ليتوانيا.

وأدى نقص الماء لغسل الأجسام، بالإضافة إلى الزي الفرنسي المتسخ والعرق إلى انتقال القمل، إلى إصابة الجنود بحمى التيفوئيد، ما أدى إلى مقتل الآلاف.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة