الرذاذ واللمس والمخالطة ومشاركة الأدوات

 مبادئ الوقاية من العدوى بفيروس “كورونا المستجد”

العدوى بفيروس كورونا
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

أثار فيروس “كورونا المستجد” (2019-nCoV) أو وفق التسمية الجديدة “كوفيد- 19” (COVID-19) حالة من الرعب والهلع حول العالم، بسبب الانتشار المتسارع للعدوى، حتى إن منظمة الصحة العالمية صنفته كوباء عالمي، ولا يزال العالم، حتى اللحظة، عاجزًا عن التوصل إلى لقاح أو عقار فعّال للوقاية أو العلاج منه، لذا تبقى التوصيات وتدابير التحكم في انتشار العدوى الملاذ الوحيد والآمن حتى الآن لمنع انتشار هذا الفيروس، ويتوقف نجاح الوقاية من انتشار حالات العدوى على التنفيذ الكامل للعناصر الأساسية لبرامج الوقاية من العدوى ومكافحتها، ولذا فإن التطبيق الروتيني للتدابير الرامية إلى الوقاية من انتشار أمراض الجهاز التنفسي الحادة ضروري وفعال في الحد من انتشار هذه الأمراض.

ما طرق انتشار العدوى بفيروس “كورونا المستجد”؟

لأن المعلومات المتوفرة حتى الآن عن فيروس “كورونا المستجد” لا تزال محدودة، لذلك فإنه لا توجد أدلة مؤكدة تحدد طريقة انتقاله، ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال عدوى أنواع فيروسات “كورونا” الأخرى، وتشمل:

  • الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض في أثناء السعال أو العطاس.
  • الانتقال غير المباشر عبر لمس الأسطح والأدوات الملوثة، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
  • مخالطة مريض مصاب بفيروس “كورونا المستجد”.
  • تناول الأطعمة دون طهي خاصة اللحوم والبيض.
  • مشاركة أدوات الطعام والشراب (كأس، قنينة ماء، ملعقة، صحن الطعام، سندويشة…).
  • الاتصال غير المحمي مع الحيوانات البرية أو حيوانات المزارع.

متى يعتبر الشخص مخالطًا لمريض مصاب بداء “كورونا المستجد”؟

يعرف “المخالط” بحسب منظمة الصحة العالمية بأنه شخص يقوم بما يلي:

  • رعاية مباشرة لمرضى داء “كورنا المستجد” دون ارتداء وسائل الوقاية الفردية.
  • أو البقاء في نفس البيئة الملاصقة لمريض داء “كورونا المستجد” (تتضمن مكان العمل، الفصول المدرسية، الأسرة وأماكن التجمع).
  • أو مسافر مع مريض مصاب بداء “كورونا المستجد” وعلى مسافة متر واحد في أي نوع من وسائل النقل وذلك خلال فترة الـ14 يومًا السابقة لبدء ظهور الأعراض لدى الحالة المصابة.

متى تعتبر حالة المريض “حالة مشتبهة” للعدوى بفيروس “كورونا المستجد”؟

التعريف القياسي لـ”الحالة المشتبهة” حسب منظمة الصحة العالمية بأنها إحدى الحالات التالية:

  • مريض يشكو من مرض تنفسي حاد (حرارة مع علامة واحدة على الأقل من أعراض وعلامات لمرض تنفسي: سعال وصعوبة في التنفس) ومن دون وجود سبب آخر للتظاهرات السريرية مع وجود قصة سفر أو إقامة في بلد أو منطقة تم فيها الإبلاغ عن انتشار محلي لداء “فيروس كورونا” المستجد خلال الـ14 يومًا السابقة لبدء ظهور الأعراض.
  • أو مريض يشكو من أي مرض تنفسي حاد وكان على تماس مع “حالة مؤكدة” أو “حالة محتملة” خلال الـ14 يوما السابقة لبدء ظهور الأعراض.
  • أو مريض يشكو من عدوى تنفسية حادة وخيمة (حرارة مع علامة واحدة على الأقل من أعراض وعلامات لمرض تنفسي: سعال وصعوبة في التنفس) ويتطلب قبولًا بالمشفى من دون مسببات مرضية أخرى تفسر تمامًا الأعراض السريرية.

وتعرف “الحالة المحتملة” بأنها حالة “مشتبهة” كانت نتيجة الفحص المخبري لفيروس “كورونا المستجد” غير حاسمة.

وتعرف “الحالة المؤكدة” بأنها شخص تم تأكيد إصابته مخبريًا بداء فيروس “كورونا المستجد” بغض النظر عن العلامات والأعراض السريرية.

هل يمكن تطهير الأسطح والأدوات الملوثة بفيروس “كورونا المستجد”؟

إن “كورونا المستجد” من عائلة الفيروسات التي لها غشاء دهني وتتأثر بشدة بالمطهرات، لذلك من السهل جدًا القضاء عليها بالمطهرات، مثل المياه والصابون والكحول والإيثانول ومياه الأوكسجين وغيرها، إذ إن المطهرات أيًّا كان نوعها تؤثر على هذا الفيروس وتقلل من تركيزه على الأسطح، لكن يفضل أن تكون بتركيزات مناسبة، حتى تقضي تمامًا على الفيروس.

واكتشف الباحثون أن فيروس “كورونا المستجد” يمكن أن يظل نشطًا ومُعديًا على الأسطح المعدنية أو الزجاجية أو البلاستيكية الملوثة بالعدوى لمدة تصل وسطيًا إلى تسعة أيام في درجة حرارة الغرفة التي تتراوح بين 15 و20 درجة مئوية.

لكن في المقابل، إذا انخفضت درجة حرارة الأسطح الملوثة إلى أربع درجات مئوية يمكن أن يظل الفيروس نشطًا حتى 28 يومًا، في حين تنخفض درجة العدوى إذا تراوحت حرارة الأسطح بين 30 و40 درجة مئوية.

أما بالنسبة للمطهرات الفعالة للقضاء على الفيروس، فقد أظهرت الاختبارات التي أُجريت على محاليل التطهير المختلفة، أن المطهرات التي تحتوي على مركبات الإيثانول (تركيز 6-71٪) أو بيروكسيد الهيدروجين (تركيز 0.5٪) أو هيبوكلوريت الصوديوم (تركيز 0.1٪) فعالة ضد فيروسات “كورونا”، فإذا جرى تطهير الأسطح والمناطق الملوثة بالعدوى بالتركيزات المناسبة لهذه المطهرات، فإنها تقلل من أعداد فيروسات “كورونا” المعدية من مليون جسيم مُمْرِض إلى 100 فقط في غضون دقيقة واحدة.

ما المبادئ الأساسية للوقاية من انتشار العدوى؟

تتألف الوقاية من مستويين:

إجراءات إدارية:

وهي إجراءات تقوم بها الحكومات، وتشمل:

  1. سلسلة التدابير التي تفرضها الدول لمنع تسرب فيروس “كورونا المستجد” إليها عبر القادمين من الخارج.
  2. سلسلة التدابير التي تفرضها الوزارات للحد من تجمع المواطنين بأعداد كبيرة (تعطيل المؤسسات التعليمية، منع الحفلات والمؤتمرات…) منعًا لانتشار العدوى بينهم في حال كان هناك أشخاص يحملون الفيروس.
  3. توعية وتثقيف المواطنين عن أعراض المرض وطرق العدوى والحالات المشتبهة وسبل الوقاية.
  4. التحديد السريع للمرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي الحادة ورعايتهم على النحو الملائم، وتحديد المرضى المشتبه بإصابتهم بعدوى “فيروس كورونا”.
  5. وضع المرضى المشتبه بإصـابتهم بعدوى “فيروس كورونا” في أماكن معزولة عن المرضى الآخرين (حجر صحي) وتنفيذ احتياطات إضافية للوقاية من العدوى.
  6. توعية العاملين في مجال الرعاية الصحية، لمنع الازدحام في أماكن الانتظار، وتوفير أماكن مخصصة لانتظار المرضى. رصد أمراض الجهاز التنفســي الحادة في أوساط العاملين في مجال الرعاية الصحية.
  7. رصد مدى امتثال العاملين في مجال الرعاية الصحية للتعليمات الإدارية.

إجراءات شخصية:

وتشمل الإجراءات التي يقوم بها الأفراد للوقاية من العدوى، ولكن في غياب الضوابط الإدارية الفعالة لا تعود إجراءات الحماية الشخصية إلا بفائدة محدودة، وتشمل هذه الإجراءات:

1. المداومة على غسل اليدين: يجب غسل اليدين جيدًا لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي يرتكز صنعها على الكحول، خصوصًا في الحالات التالية:

  • بعد السعال أو العطاس.
  • بعد استخدام دورات المياه (المرحاض).
  • قبل وفي أثناء وبعد إعداد الطعام.
  • قبل وبعد تناول الطعام.
  • قبل وبعد العناية بشخص مريض.
  • عندما تكون الأيدي متسخة.
  • بعد التعامل مع الحيوانات أو فضلاتها.
  • بعد ملامسة الأسطح الملوثة والأشياء المشتركة مع الآخرين.

2. تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد قدر الإمكان، فاليد يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها الأسطح الملوثة بالفيروس.

3. اتباع تعليمات العطاس لتقليل العدوى: يجب عند السعال أو العطاس الالتزام بما يلي:

  • استخدم المنديل الورقي وتغطية الفم والأنف به.
  • التخلص من المنديل فورًا في سلة النفايات.
  • إذا لم يتوفر المنديل، فيفضل السعال أو العطاس على أعلى الذراع (طريقة الكوع المثني).
  • غسل اليدين جيدًا.

4. تجنب مخالطة المصابين بالحمى والسعال.

5. طهي اللحوم والبيض جيدًا.

6. لبس الكمامات الواقية يكون فقط في حالة الإصابة بأي مرض أو عند زيارة الحالات المصابة.

7. الحفاظ على العادات الصحية الأخرى مثل غسل الفواكه والخضار جيدًا قبل تناولها، والتوازن الغذائي، والنشاط البدني، وأخذ قسط كافٍ من النوم، فذلك يساعد على تعزيز مناعة الجسم. ​




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة