رواية فندق الغرباء.. الحقيقة في كتاب

tag icon ع ع ع

عشرات اللاجئين في مخيم مخصص لهم في بلجيكا، غرباء في مواجهة أحلام يمسك بها المسؤولون المحليون، هذه الجملة هي مختصر كتاب “فندق الغرباء” للكاتب ديميتري فيرهولست، الصادر عام 2017.

شخصيات من عدة بلدان إفريقية وآسيوية مع حضور عربي، يجمعها المخيم وأمل بقبول طلبات اللجوء، والحصول على حياة جديدة ومختلفة وأكثر أمانًا، وفي حال لم يوافق المسؤولون فهناك طرق أخرى لمواصلة الحلم.

تبدأ الرواية في مدينة أديس أبابا، حيث يحاول المصور الصحفي بايبول مايسي تصوير صبي صغير يموت جوعًا بالمعنى الحرفي.

الجزء الأول من الرواية يصور برود ووحشية الإنسان، لا يلتفت المصور إلى الطفل بقدر ما يهمه وجود ذبابة بالقرب منه لإظهار الصورة بأفضل شكل ممكن.

دون مقدمات ينتقل مايسي إلى المخيم، أو إلى الفندق كما عنوان الرواية، هناك حيث يلتقي بالشيشان والأفغان واللاجئين من شرق أوروبا، ولكل جماعة منهم طقوس وعادات مختلفة كليًا عن الآخرين، ترصد الرواية هذه الاختلافات والصعوبات التي يواجهونها، مع كثير من التعاطف الذي ستثيره في نفس القارئ.

كتب المؤلف روايته بعدما طُلب منه كتابة مقال عن اللاجئين، وهو ما دفعه لمعايشتهم في أحد المخيمات في بلجيكا ليرصد ما يقول إنها شخصيات حقيقية، وبالتالي من المفترض أن القصص الواردة في الرواية هي حقيقية أيضًا.

من ضمن القصص قصة إحدى اللاجئات، وهي حبلى من مغتصبها، وقررت التخلص من جنينها لعدة أسباب، وهذه الخطوة يُمنع تنفيذها خارج المستشفى، فكيف سيتصرف اللاجئون؟ سؤال من عشرات الأسئلة التي تدور في فلك مخاوفهم وقصصهم ورعبهم.

في المقابل، لم يقدم الكتاب صورة وردية عن اللاجئين، إذ إن هناك تعميمًا على بعض منهم برغم محاولات جادة من الكاتب لشرح معاناتهم ونقل الصورة الحقيقية لما يحدث في الداخل.

إلا أن اللافت وجود شخص عربي واحد اتُّهم بإهانة زوجته وضربها، وهو ما يفتح باب التعميم في غياب التوازن وغياب شخصية أخرى تعطي صورة حقيقية أيضًا.

وفي المقابل هناك صورة واضحة عن تعامل الحكومات الأوروبية مع اللاجئين، تعامل أبسط ما يوصف به أنه “تعامل فوقي”، وسط بيروقراطية قاتلة ووجبات غذائية سيئة، وكأنها رسالة أيضًا لهم بأن يكفوا عن التعامل مع اللاجئين بهذه الطريقة.

لا يوجد مكان بين صفحات الرواية لقصص الحب، فلا مجال لها وسط القصص المأساوية المتعلقة بمخاوف الإنسان.

في المحصلة، يشبه الكتاب عشرات القصص التي يسمعها الإنسان عن مخيمات اللجوء، وهو محاولة لنقل الحقيقة الصرفة عن الجميع وإلى الجميع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة