مكاسب قليلة من "تجارة اضطرارية"

نازحون يبيعون أثاثهم في الشمال السوري

camera iconنازحون يستغلون الهدوء النسبي للقصف لنقل أثاث منازلهم المدمرة في ريف إدلب الجنوبي 6 أيلول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- ريف إدلب

اضطر إبراهيم رمضان لبيع أثاث منزله، لعدم قدرته على نقله، وللاستفادة مما يوفره من مال، يعينه وعائلته لإتمام مسيرتهم، التي ليس لها وجهة محددة.

نزح إبراهيم للمرة الأولى من بلدته معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، التي خضعت لسيطرة قوات النظام خلال المعارك الأخيرة، التي شهدت قصفًا بالطيران والمدفعية والبراميل المتفجرة، وأجبرت أهالي القرية على النزوح هربًا.

لم يتمكن إبراهيم من نقل أثاثه كاملًا إلى وجهة النزوح الجديدة، لا سيما مع ارتفاع أجور السيارات، فكلفته أجرة سيارة النقل نحو 40 ألف ليرة سورية في آخر تنقل له، إذ ارتفعت أجور نقل الأثاث بسبب زيادة الطلب على سيارات النقل، إثر موجة النزوح الكبيرة.

ووصل عدد النازحين في  شمال غربي سوريا إلى نحو 900 ألف مدني منذ كانون الأول 2019، بحسب ما قاله مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في 17 من شباط الحالي.

ونتيجة ذلك، اضطر إبراهيم لبيع أثاث منزله بأقل من ربع القيمة، إذ يقدر قيمة ما باعه بنحو 300 دولار، لكنه حصل مقابله على 50 دولارًا.

حال إبراهيم كعشرات آلاف النازحين من مناطق شمال غربي سوريا، فخالد رماح النازح من قرية النقير بريف إدلب الجنوبي، باع معظم الأشياء التي أخرجها من بيته بأسعار زهيدة، نتيجة تدني مستوى المعيشة.

وغالبًا ما يشتري الأثاث المُباع، نازحون آخرون أو تجار أثاث يتاجرون بالقطع التي يملكونها، ويكسبون منها بحسب جودتها وجمالها.

وليد حبابة، المُهجر، وصل إلى بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، حيث استأجر منزلًا ليستقر به، بعد نزوحه من ريف إدلب الشرقي إثر العمليات العسكرية.

ونتيجة نقص بعض الأشياء في المنزل الجديد، وعدم قدرته على تعويضها بالأثاث الجديد لارتفاع سعره، فضّل الشراء من نازحين آخرين.

وأشار وليد لعنب بلدي إلى أن أسعار المفروشات المباعة من نازحين أقل بكثير مما تعرضه محال المفروشات، وهو ما برره أبو يوسف، صاحب أحد محلات الأثاث المستعمل في إدلب، بزيادة العرض.

وأضاف أبو يوسف (تحفظ على نشر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، أن العديد من الزبائن يعرضون عليه يوميًا بضائع من أثاث منازلهم، لكنه لا يستطيع أخذ سوى قطع محددة بسبب صعوبة وانخفاض نسبة البيع مقارنة بالبضاعة المعروضة، مشيرًا إلى أن بعض الزبائن يبقون أثاثهم في محله دون أن يأخذوا ثمنه إلى حين بيعه.

وتترافق عمليات تدوير الأثاث بين الأهالي، والتجارة به بأثمان بخسة، مع مخاوف من دخول قوات النظام إلى المناطق التي ما زالت فصائل المعارضة تسيطر عليها، كاستكمال لعمليتها العسكرية الأخيرة، التي سيطرت فيها على مساحات واسعة من ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي.

ولا يرغب إبراهيم ووليد في أن يسرق مقاتلون من قوات النظام أثاث منزليهما، كما حدث في مناطق أخرى، آخرها ريف حلب الغربي، بل يجدان في بيعه بإرادتهما ملاذًا من عمليات “تعفيش” محتملة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة