تعا تفرج

الإعجاز العلمي عند هزوان الوز

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

صديقي الفنان الأديب “ماهر حميد” مولع بالظواهر الخارقة والأشياء التي تقترب في غرابتها من الإعجاز، فهو الذي كتب، قبل سنوات، قصة قصيرة تحمل عنوان “معجزة الكطش”، ثم بدأ يهتم بمسائل الإعجاز العلمي والرقمي الموجودة لدى جماعة نظام ابن حافظ الأسد، وكتب فيها أشياء باهرة.

كتب ماهر، نقلًا عن العلامة السوري “شوقي” المتخصص بصناعة المكدوس وتتبع خط سير الدب السوري الذي خطفه أشقاؤنا العراقيون، أن أسئلة الامتحانات، في العام الدراسي المقبل، لن تكون من خارج المنهاج، ولكنها ستكون من خارج الكتاب حتمًا.

تمكن ماهر، خلال السنوات التي أمضاها في بحثه الإعجازي، أن يجمع حوله بعض المريدين، والمساعدين، ومتطوعين أبدوا استعدادهم لخدمة مشروعه الإعجازي. وحقيقة أنني ترددت في الانضمام إلى فريقه، لأنني أكبر منه سنًا، وأقدم تجربة من جميع مريديه ومساعديه، لذلك راسلتُه على الخاص، وذكرت له أن هذا البحث يغريني.. واتفقنا، في المحصلة، أن أبحث في هذا الشأن بمفردي، وعلى طريقتي، ثم أرسل إليه ما أتوصل إليه من فتوحات في عالم الإعجاز، لينشرها في كتابه وينسبها إلي، وبالاسم الصريح.

توصلت في بحثي إلى أشياء لا تقل إثارة عن موضوع أسئلة الامتحانات. كنت أقرأ، في صحيفة عنب بلدي، أن عدد اللاجئين السوريين منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019 حتى الآن بلغ 350 ألفًا. وببديهتي السريعة لاحظت أن رقم 350 له علاقة بالدكتور هزوان الوز الذي اختلس 350 مليار ليرة سورية من ميزانية وزارة التربية قبل هذا النزوح الكبير ببضعة أشهر. هذا إعجاز رقمي بالطبع، وأما الإعجاز العلمي فيتلخص في أن وزارة التربية لا يتوفر فيها 350 مليارًا! ومؤكد أن الرفيق هزوان قام بجولة على بعض الوزارات غير السيادية، وأكمل المبلغ الذي كان ينشد اختلاسه. أقول “غير سيادية”، لأن الوزارات السيادية، وفي مقدمتها وزارة الإعلام، توضع في أيدٍ أمينة، ويستحيل أن يختلس منها أخو أخته قرشًا واحدًا.

ومن إعجازات نظام الأسد الشائعة أنه لا يقبل أن يعين مسؤولًا في دوائره ومؤسساته ما لم يمتلك مهارات في مجال آخر. فالرفيق عبد الحليم خدام كان عضوًا في نقابة المحامين المركزية إضافة إلى شراكته مع حافظ الأسد في هندسة خراب سوريا، والدكتور رفعت الأسد كان عضوَ جمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب الذي يقوده علي عقلة عرسان منذ الأزل، وكذلك الحال بالنسبة لأحمد أبو موسى، وللعلم فإن الرفيقة بثينة شعبان (التي يعتبرها ماهر حميد معجزة بيولوجية) كانت نائبة لرئيس اتحاد الكتاب الأزلي في سنة 2000، وأما هزوان الوز، صاحب معجزة المليارات الـ350، فكان عضوًا في جمعية القصة والرواية باتحاد الكتاب العرب.

ومن معجزاتي الشخصية أنني كنت أحضر الاجتماع الشهري لهذه الجمعية، وقُرئ اسم هزوان الوز من دفتر التفقد، فهمست لجاري الأديب (سين صاد): يا أخي كيف يكون كاتبًا وهو يحمل كنية “الوز”؟ فهمس لي قائلًا: كل شي في هذه الحياة ممكن، تصور، في جمعيتنا نفسها كاتب يحمل كنية “بدلة”!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة