حجج تثيرها روسيا والنظام مع كل هجوم على مناطق المعارضة
تصبح تصريحات روسيا والنظام السوري متشابهة إلى حد كبير مع كل تحضير لشن حملة عسكرية على منطقة تسيطر عليها المعارضة.
وفي معظم المعارك الأخيرة التي شهدها الشمال السوري، اعتمدت روسيا والنظام السوري على ثلاث حجج أساسية، تبثها عبر إعلامها، لكسب تعاطف الرأي العام، لشرعنة ما تقوم به من عمليات قصف على المدنيين.
وشرعت روسيا والنظام مؤخرًا باستخدام تلك الحجج لتبرير العملية العسكرية ضد محافظة إدلب التي تشهد قصفًا متواصلًا من قبل روسيا والنظام، بالإضافة إلى عمليات عسكرية يريد النظام من خلالها السيطرة على الطريق الدولي “M5” عبر التقدم نحو مدينة معرة النعمان وسراقب، كما حشدت قواتها في ريف حلب الغربي وشنت غارات جوية في المنطقة.
طائرات تضرب حميميم
مع كل هجوم بري على مناطق المعارضة، تطلق روسيا عبر وسائل إعلامها خبرًا يتحدث عن تعرض قاعدة حميميم التي تسيطر عليها بريف اللاذقية، لهجوم جوي عبر طائرات مسيّرة مجهولة المصدر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الاثنين 20 من كانون الثاني، إن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لحميميم صدت هجومًا بطائرة من دون طيار، أمس الأحد، مشيرة إلى أنه لم يصب أحد من أفراد القاعدة، وفق وكالة “تاس” الروسية.
وأضافت أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية في حميميم، رصدت ثلاثة أهداف جوية صغيرة على مسافة طويلة تقترب من المنشأة العسكرية الروسية من الاتجاه الشمالي الشرقي، موضحة أنها دمرت تلك الأهداف على مسافة آمنة من القاعدة.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الطائرات المسيّرة أُطلقت من مناطق انتشار فصائل المعارضة في ريف إدلب.
في حين لم تتبنَّ فصائل المعارضة أو “هيئة تحرير الشام” عملية استهداف قاعدة حميميم، حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
ومطلع عام 2018، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استهداف قاعدة حميميم بطائرات مسيّرة.
وقالت الوزارة، إنه “تم إحباط محاولة هجوم إرهابيين، باستخدام طائرات من دون طيار، على قاعدة حميميم ونقطة دعم القوات البحرية الروسية في طرطوس”.
وتزامن هذا الإعلان مع بداية التحضير لعمليات عسكرية لروسيا وقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية بريف دمشق، أفضت بعد نحو شهرين إلى تهجير الآلاف من سكان الغوطة إلى الشمال السوري.
قصف على مناطق النظام
منذ نحو شهر، بدأت وكالة “سانا” بنشر أخبار تتحدث عن سقوط ضحايا في بعض أحياء مدينة حلب، بسبب قصف تقول إن مصدره فصائل المعارضة المتمركزة في الريف الغربي لحلب.
وتتحدث الوكالة عن استهداف أحياء السكري وحلب الجديدة ومشروع “ثلاثة آلاف شقة”، بالقذائف المدفعية، ما يوقع قتلى وجرحى من المدنيين إضافة إلى أضرار في الممتلكات.
ونفى المتحدث باسم “الجيش الوطني” السوري، يوسف حمود، لعنب بلدي في وقت سابق، أي علاقة لهم بقصف أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
ولفت إلى أن النظام والميليشيات الرديفة له تستهدف أحياء المدينة، لاتهام الفصائل بذلك.
وتشهد جبهات ريف حلب الغربي والجنوبي توترًا، جراء حشود عسكرية لقوات النظام السوري يقابلها استنفار وحشود للفصائل المقاتلة.
ويعيد هذا السيناريو إلى الأذهان، ما جرى في أثناء سيطرة النظام السوري في آب 2019 على مدينة خان شيخون “الاستراتيجية”، إلى جانب سيطرته على بلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومورك بريف حماة الشمالي.
وكان إعلام النظام يروج بأن هذه المناطق كانت تخرج منها قذائف باتجاه مناطق سيطرته في ريف حماة كمدينة محردة وقريتي العزيزية وبريديج بريف حماة الشمالي.
التحضير للكيماوي
اعتاد السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ سنوات على الرواية الروسية التي تتحدث عن استعداد “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) لشن هجوم باستخدام الأسلحة الكيماوية على مناطق يسيطر عليها النظام.
وتكررت هذه الرواية في عدة أماكن سورية، وتزامنت على الدوام مع معارك برية يشنها النظام وروسيا على مناطق المعارضة.
وفي تشرين الثاني 2019، اتهمت وزارة الدفاع الروسية “الدفاع المدني”، بالتعاون مع مقاتلي “هيئة تحرير الشام”، بالتحضير لهجوم كيماوي “مزيف” جديد في منطقة “خفص التصعيد” في إدلب.
وحسبما نقلت وكالة “تاس” الروسية حينها، عن بيان للوزارة، “تلقينا معلومات، عن جهات عدة، تؤكد تقارير عن تخطيط المقاتلين في الجماعة التابعة للقائد الميداني أبو مالك، التي تعد جزءًا من هيئة تحرير الشام، بالاشتراك مع الخوذ البيضاء، لإساءات تتضمن تزييف غارات جوية واستخدام الأسلحة الكيماوية في مناطق مدنية ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب”.
وكانت روسيا وجهت سابقًا الاتهام لـ”الخوذ البيضاء” بتزييف الهجمات الكيماوية، نافية التهم التي وُجهت لها وللنظام السوري بارتكاب مئات الهجمات على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، خلال سنوات النزاع، مع رفضها الأدلة والتحقيقات الدولية التي أكدت استخدام الأسلحة المحظورة دوليًا.
وشهدت سوريا 336 هجومًا بالسلاح الكيماوي، وفقًا لمؤسسة “غلوبال بوبليك بولسي” الألمانية، التي أشارت في شباط الماضي إلى مسؤولية النظام السوري عن 98% منها، مع مشاركة تنظيم “الدولة الإسلامية” بـ2% من الهجمات.
وعمد النظام لاستخدام السلاح الكيماوي في حملاته العسكرية للسيطرة على المناطق التي تستعصي عليه، وكان أشهرها الهجوم على الغوطة الشرقية عام 2013، والهجوم على خان شيخون عام 2017، والهجوم على مدينة دوما في نيسان عام 2018، ما سبب إدانة دولية وتحركًا عسكريًا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لضرب مواقع للجيش السوري.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :