“التاو والكر والفر”.. أساليب فصائل إدلب لصد هجوم النظام

camera iconدبابة تابعة للجبهة الوطنية للتحرير في ريف حماة- 6 من حزيران 2019 (AFP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – علي درويش

انخفضت وتيرة المعارك في مناطق جنوبي وشرقي محافظة إدلب خلال الأيام الأربعة الماضية بعد حملة عسكرية أطلقها النظام السوري مدعومًا بالطيران الحربي الروسي، منذ منتصف كانون الأول 2019.

أعلن البيت الأبيض، في 2 من كانون الثاني الحالي، أن الرئيسين الأمريكي والتركي، دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، اتفقا على ضرورة تخفيف التوتر في إدلب “من أجل حماية المدنيين”، بعد يوم من مقتل ثمانية أشخاص جراء قصف صاروخي شنته قوات النظام، كما عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث الأوضاع في المنطقة.

وتجري محادثات بين الجانبين التركي والروسي لبحث الأوضاع في إدلب واستمرار المعارك، مع تخوف أنقرة من موجة لجوء جديدة إليها، لكن نتائج المفاوضات لم يعلن عنها حتى لحظة إعداد التقرير من الغرف المغلقة للمحادثات.

وسيطرت قوات النظام السوري خلال الحملة الأخيرة على 31 نقطة وقرية بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بالتزامن مع حملة تصعيد جوية على مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي، أدت إلى تهجير 264 ألف شخص إلى المناطق الحدودية، بحسب ما وثقه فريق “منسقو استجابة سوريا”.

أساليب المعارضة لكبح الهجوم

حاولت فصائل المعارضة المسلحة صد الهجوم على إدلب، واتبعت خلاله تكتيكين أساسيين، الأول استخدام الصواريخ المضادة للدروع من قبل “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني”، والآخر عبر عمليات هجوم بأسلوب الكر والفر من قبل “هيئة تحرير الشام”، المدعومة بالمفخخات التي تسبق “الانغماسيين” إلى مناطق الهجوم لاستنزاف الطرف الآخر.

وينضوي الفصيلان في غرفة عمليات “الفتح المبين”، إلى جانب مجموعات دخلت أخيرًا من ريف حلب الشمالي، تحت راية “الجيش الوطني” المدعوم تركيًا.

وأكدت “الهيئة” استمرار عمليات الهجوم على أكثر من موقع، حسب مسؤول التواصل الإعلامي في “الهيئة”، تقي الدين عمر.

واستخدمت “الجبهة الوطنية للتحرير” صواريخ “التاو” المضادة للدروع في وقف زحف قوات النظام، وبحسب ما قاله مصدر مطلع من الفصيل لعنب بلدي تحفظ على ذكر اسمه، فإن صواريخ “تاو” وأسلحة متنوعة وصلت خلال الأيام الماضية، كان لها تأثير جيد على الأرض، وأشار إلى وصول روتيني لذخائر إلى فصائل المعارضة، لكنه غير كافٍ للاستمرار بمعارك تقدم وسيطرة على نقاط جديدة.

ونشرت الفصائل على معرفاتها الرسمية، خلال الأسبوعين الماضيين، تسجيلات مصورة وثقت هجمات مكثفة بصواريخ “التاو”، طالت مواقع النظام في محاور ريفي إدلب واللاذقية، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من صفوف النظام بينهم ضباط، وتدمير دبابات وآليات عسكرية.

وأعلنت فصائل “الفتح المبين” عن بدء عمل عسكري “موسع” معاكس على مواقع قوات النظام السوري، في 2 من كانون الثاني الحالي، في محاور ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وذلك بهدف استعادة نقاط وقرى خسرتها في الأيام الماضية، لكن المعركة توقفت بعد أربع ساعات فقط.

وذكرت شبكة “إباء” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” أن مقاتلي “الهيئة” نفذوا ما وصفتها بـ”عملية استشهادية” على تجمع لقوات النظام، غرب بلدة التح بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن انسحاب عناصر النظام من المنطقة المستهدفة نتيجة العملية، لتعلن لاحقًا أن العملية كانت عبارة عن “إغارة” وليس للسيطرة على مناطق جديدة.

حشود في ريف حلب

عزز “الجيش الوطني” السوري كامل جبهاته العسكرية في ريف حلب، بعد حشود عسكرية لقوات النظام السوري في المنطقة، بحسب المتحدث باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، الذي أفاد عنب بلدي أن قوات النظام سحبت عناصرها من عدة محاور لإرسالهم إلى ريف حلب، وخاصة من جبهة الساحل والمنطقة الشرقية.

وأكد حمود تعزيز كامل نقاط المواجهة على خط الجبهة، وشدد على أن “خيار المقاومة” هو الخيار الوحيد للدفاع عن المنطقة.

وأوضح أنه لا يوجد نقص في الجبهات كافة والصفوف مكتملة، مجيبًا عن سؤال عنب بلدي حول إمكانية سحب مقاتلي “الجيش الوطني” من جبهات إدلب وريفها.

وشهدت أرياف إدلب الشرقية والجنوبية تصعيدًا من قبل قوات النظام وروسيا في الأسبوعين الماضيين، عبر عملية برية بدأها الحليفان، في 19 من كانون الأول 2019، وسيطرا خلالها على مساحة تقدر بنحو 320 كيلومترًا مربعًا، في ظل عمليات دفاعية وهجومية للفصائل للتصدي لتلك العملية.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة