تحقيق: نظام الأمم المتحدة لحماية مشافي سوريا “لم ينجح”

camera iconسيارة إسعاف تابعة لمنظمة بنفسج بعد استهدافها من الطيران الحربي في معرة النعمان جنوبي إدلب 20 حزيران 2019 (منظمة بنفسج)

tag icon ع ع ع

فشل نظام الأمم المتحدة لحماية المشافي في سوريا بتحقيق أهدافه وكان “مليئًا بالعيوب”، وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة The New York Times الأمريكية ونشرته اليوم، الأحد 29 من كانون الأول.

تجاهلت روسيا والنظام السوري النظام الأممي لمنع الهجمات على المشافي والمواقع الإنسانية الأخرى في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، مع حدوث أكثر من 69 هجمة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا عام 2015 على تلك المواقع.

يتضمن النظام تقديم الإحداثيات الدقيقة للمواقع الإنسانية الخاضعة لحماية القانون الدولي للأطراف المتحاربة لتجنب إصابتها، وتشارك تلك الإحداثيات مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في المنطقة.

ومع أن النظام طوعي، أي لا يلزم المنظمات بالمشاركة، إلا أن الجمعيات الإغاثية ذكرت للصحيفة إنها شعرت بضغط شديد من الداعمين ومسؤولي الأمم المتحدة للمشاركة، وقدمت بياناتها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

ورغم تكرار حوادث القصف لتلك المواقع، لم يشكل المسؤولون الأمميون إلا مؤخرًا وحدة للتأكد من المواقع المقدمة من المنظمات الإغاثية التي تدير تلك المواقع، وتبين أن بعضها كان قد قدم بشكل غير صحيح، حسبما أوجدت صحيفة “The New York Times“، وهو ما يعطي مصداقية لانتقادات روسيا بأن ذلك النظام لا يمكن الوثوق به ومن الممكن إساءة استخدامه.

وعبرت المنظمات الإغاثية عن إحساسها بالخيانة والخذلان، وفقًا للصحيفة الأمريكية، التي ذكرت إن مسؤولي المنظمات اجتمعوا مع المسؤولين الأممين وعبروا عن استيائهم.

وقال رئيس منظمة “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (SAMS)، مفضل حماده، للصحيفة إن مستوى الهجمات “لم يقل فعلًا”، وأضاف إن النظام فيما يتعلق بالمحاسبة والردع “لم يجد نفعًا”.

وجمعت الصحيفة الأمريكية لائحة من 182 موقع، من المواقع التي يفترض ألا تتعرض للاستهداف، من خلال استخدام البيانات المقدمة من خمس جماعات إغاثية ومن التصريحات العلنية لغيرها من المنظمات، لتبين أن 27 منها تضررت بالهجمات الروسية أو التابعة للنظام السوري خلال عام 2019. وكانت كلها من المشافي أو العيادات.

وكانت الأمم المتحدة أعدت ملفًا حذرت فيه المشاركين بالنظام من أنها “لا تضمن” سلامة المواقع أو طواقمها، وأنها لا تؤكد المعلومات المقدمة من الجماعات المشاركة، ولا تطلب من الروس والأتراك والأمريكيين الاعتراف باستلامهم لمواقع عدم القصف.

وقال الدبلوماسي النرويجي جان إغلاند، الذي عمل كمستشار للأمم المتحدة حول سوريا من عام 2015 وحتى 2018، للصحيفة الأمريكية إن الأمم المتحدة فشلت بفرض تبعات كافية على المسؤولين عن القصف.

وأضاف “بشكل عام، يمكن أن ينجح نظام عدم التضارب إن كان هناك تحقيق لاحق عالٍ وصاخب جدًا وموثوق جدًا، وتحيط به آلية تتمحور حول المحاسبة.. حتى يفهم الرجل الذي يمسك الزناد أن هناك عقبات في حال لم يتحقق من اللائحة أو إن كان يعمد لقصف تلك المواقع عمدًا”.

وأنشأت الأمم المتحدة في آب الماضي لجنة للتحقيق بسبعة من تلك الهجمات فقط، وقد لا تقوم بجنة التحقيق بتعريف مرتكب الهجمات أو حتى الإعلان عن نتائج تحقيقهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة