للوقاية من الأوحال..

الخيام المتنقلة حل للنازحين في مخيمات الشمال

camera iconخيمة حسن الحمد المتنقلة في مخيم شاكر العشوائي قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي الغربي - 25 كانون الأول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حلب – عبد السلام المجعان

ارتمت الملابس المبتلة وأكياس النايلون على جانبي عربة النازح حسن الحمد ذات العجلات الثلاث، وهي تتهادى على الطريق الزراعية، في مشهد ليس شائعًا في المخيمات المغروسة في الطين، ولكنه قدم حلًا معقولًا لمواجهة الشتاء.

حوّل حسن الحمد، النازح من ريف إدلب الجنوبي، عربته الصغيرة، المعروفة باسم “طريزينا”، إلى خيمة متنقلة تقيه من بلل الأرض في الشتاء وبردها القارس، في مخيم “شاكر” العشوائي، على أطراف مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي الغربي، لتكون “ملاذًا آمنًا” له ولعائلته الصغيرة.

حسن ليس الوحيد الذي طبّق ابتكار الخيمة المتنقلة، إذ باتت أمطار الشتاء وبرده “كابوسًا” لسكان المخيمات، التي تعاني من نقص بالغ في الدعم والخدمات، خاصة العشوائية منها، والتي ازدادت وانتشرت مع ارتفاع أعداد النازحين الذي أعقب الهجمة العسكرية المستمرة التي يشنها النظام السوري بمشاركة روسيا على ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، منذ الأشهر الأولى من العام الحالي.

وتجاوزت أعداد النازحين منذ بداية العام الحالي 1.3 مليون، حسب إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ومنذ التصعيد العسكري في منتصف كانون الأول الحالي، زادت أعداد النازحين على 235 ألفًا، مقارنة بـ70 ألف نازح سُجلوا في تشرين الثاني الماضي.

وبحسب تقديرات فريق “منسقو الاستجابة“، فإن أكثر من 1.8 مليون سوري يقيمون في مخيمات شمال غربي سوريا المنظمة التي تبلغ أعدادها 1153، والعشوائية التي وصلت أعدادها إلى 242.

حسن يقطن في مخيم استأجره مع 250 عائلة على أرض زراعية، ويتنقل في خيمته حول المخيم، لكنه يأخذ استراحاته من تعب الحركة مشاركًا أخاه بخيمته الثابتة أحيانًا.

تفتقد خيمته للراحة الكافية، فهي عبارة عن قضبان حديدية تشكل هيكلًا واسعًا، غلفه حسن بالقماش والنايلون، لتمنحه “حرية” بالتنقل والابتعاد عن مخاطر السيول.

يعتمد آخرون أسلوبه الوقائي، ممن يملكون عربات صالحة للاستخدام المشابه، إلا أن أكثر من 46 ألف شخص مازلوا بحاجة للملجأ في الشمال الغربي لسوريا، حسب الإحصائيات الأممية الصادرة في 27 من كانون الأول الحالي.

وتستهدف المنظمات الإغاثية 405 آلاف شخص بمساعداتها الشتوية، إلا أن التمويل المقدم لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 حتى 18 من كانون الأول الحالي، لم يتجاوز 9.6% من التمويل المطلوب، والبالغ 526.6 مليون دولار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة