منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” تفتح قضية دوما مجددًا

camera iconمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية- (AFP)

tag icon ع ع ع

عادت قضية كيماوي دوما شرق دمشق للتفاعل من جديد بعد إقرار “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” موازنتها لعام 2020، وسط عراقيل وضعتها روسيا لإفشال مهمة التحقيق واتهام “المنظمة” بتزوير حقائق الحادثة التي دفعت الحلف الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة) لتوجيه ضربة عسكرية ضد مواقع النظام السوري.

روسيا تفشل في مساعيها

فشلت المساعي الروسية في منع تمويل فريق جديد للتحقيق في هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا وتحديد منفذيها، بعد تصويت الدول الأعضاء في “المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية” بأغلبية ساحقة بالموافقة على الميزانية الجديدة.

سعت موسكو لوقف ميزانية المنظمة، في حال شملت تخصيص تمويل فريق جديد لتقصي الحقائق، ما يعني عجز الوكالة عن العمل، ولكن 106 من الدول الأعضاء صوتت، في 28 من تشرين الثاني الماضي، بالموافقة على الميزانية الجديدة، مقابل 19 دولة بينها روسيا والصين صوتت بالرفض.

الفريق الجديد مكلف بتحديد هوية الجاني في تنفيذ الضربات الكيماوية، لا سيما ضربة مدينة دوما شرق العاصمة السورية دمشق، في نيسان من عام 2018.

وتبلغ الميزانية الإجمالية للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية لعام 2020 قرابة 71 مليون يورو (76 مليون دولار) أي بزيادة 1.8 % على ميزانية 2019، وتتضمن تمويل فريق تقصي الحقائق الجديد، وفق ما ذكرته وكالة “فرانس برس”.

ولم يحدد الفريق الدولي الجديد موعد بداية ونهاية مهامه بالتحقيق في ضربات الأسلحة الكيماوية، التي استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

وفي تموز الماضي، ذكرت وكالة “رويترز” أنها علمت من مصادر مطلعة أن فريقًا جديدًا شكلته “المنظمة” لتحديد الجهة التي استخدمت ذخائر محظوة في سوريا، وستكون مهام الفريق التحقيق في تسع هجمات خلال الحرب الدائرة في سوريا ومنها هجمات دوما.

اتهامات أمريكية روسية متبادلة

اتهمت الولايات المتحدة روسيا بالتستر على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، ولكن روسيا اتهمت واشنطن والغرب بتغيير النتائج التي توصل إلى التحقيق، ومفادها أنه تم استخدام غاز الكلور في الهجوم على مدينة دوما، في نيسان من عام 2018، استنادًا إلى رسالة إلكترونية مسربة نشرت على موقع التسريبات “ويكيليكس”.

وقال سفير الولايات المتحدة لدى “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”، كينيث وارد، إن التستر على سوريا لن ينجح أبدًا لأن المجتمع الدولي “لديه شجاعة مستمدة من قناعاته. للأسف لعبت روسيا دورًا رئيسًا في هذا التستر”.

وأضاف أن روسيا وسوريا تجلسان في “المنظمة” ولكنهما منفصلتان عنها بشكل كبير، إذ تواصلان اعتماد الأسلحة الكيماوية.

بدورها دافعت فرنسا عن نتائج تحقيق دوما واعتبرته “مستقلًا ونزيهًا”، وقالت نائبة الممثل الدائم لفرنسا لدى “المنظمة”، “إننا نأسف لأن بعض الوفود أعطت أهمية كبيرة للتسريبات الجزئية أكثر من التقرير الذي أُعد بطريقة صارمة”.

كيماوي دوما وعبث روسي

استهدفت قوات الأسد المدعومة روسيًا مدينة دوما، في 7 من نيسان من عام 2018، بقذائف صاروخية تحمل غازات سامة، وفق منظمة “الدفاع المدني”.

وقالت المنظمة في بيان مشترك مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) إن 42 شخصًا قتلوا بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 500 شخص نتيجة تعرضهم لغاز سام.

ووفق البيان، فإن الأعراض المشتركة بين الضحايا تشير إلى حالات اختناق بغاز سام، وترجح المظاهر السريرية أن يكون الغاز المستخدم أحد مركبات الفوسفور العضوية.

وسارعت روسيا إلى نفي تلك “الادعاءات”، وتنفيذ اتفاق دوما مع فصيل “جيش الإسلام” لإخلاء المدينة من المقاتلين الراغبين في الخروج إلى الشمال السوري، كما سارعت إلى دخول المنطقة قبيل انقضاء الاتفاق وانتهاء عملية “التهجير القسري”.

وزارت القوات الروسية المنطقة المستهدفة بالكيماوي، وعرقلت دخول لجنة المفتشين الدوليين، بذريعة ضرورة حل قضايا أمنية في دوما قبل بدء الخبراء بمهامهم، قبل أن تنفجر سيارتان مفخختان على بعد كيلومتر واحد من مكان الاستهداف، فيما بدا محاولة لتأخير دخول لجنة المفتشين.

وعقب الحادثة، أصدرت الخارجية الفرنسية بيانًا رجحت فيه إخفاء الأدلة على استخدام النظام السوري للكيماوي في دوما، ودعت الخارجية في بيانها، في 17 من نيسان من عام2018، إلى السماح للمفتشين الدوليين بالدخول الفوري إلى مدينة دوما وتحري الحقائق بشكل كامل.

واتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بتأجيل دخول الخبراء لطمس معالم الكيماوي في مدينة دوما، إلا أن روسيا آنذاك قالت إن الضربة الثلاثية التي شنها الغرب ضد نظام الأسد هي التي عرقلت عملهم.

المندوب الروسي في “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”، ألكسندر شولغين، قال في مؤتمر لاهاي، في 12 من تموز الماضي، إن بلاده طلبت من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مؤتمرًا صحفيًا لتحصل على مزيد من الأجوبة حول أسئلتها ولكنها طلبها قوبل بالرفض.

وفي رواية لروسيا حول حادثة كيماوي دوما، قال شولغين، إنه بعد التحليلات والتحقيقات تبين “أن الفجوة التي خلفها انفجار العبوة في المبنى بمدينة دوما في الهجوم (المزعوم) ناجم عن انفجار لغم وليس عبر إسقاطها من الطائرة، وأنها وُسعت بشكل يدوي وأضيفت إليها السوائل”.

وبحسب الرواية الروسية الجديدة، فإن العبوات في هجوم دوما أوصلت باليد ولم يتم رميها من طائرة، ما يدل على “تزوير ما جرى هناك”، وفق تعبيره.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة